داعش .. خطر يتنامى ويزداد انتشارا

الحدث السبت ٠١/أكتوبر/٢٠١٦ ٢٢:٢٧ م

عواصم – ش

قال وزير الدفاع في سنغافورة نج إنج هين إن الخطر الذي تمثله الجماعات المتشددة العنيفة على جنوب شرق آسيا يتزايد سنويا لأنها تصبح أكثر تنظيما وتركيزا في اختيار أهدافها.
وأدلى الوزير بالتصريحات للصحفيين عقب اجتماع لوزراء الدفاع في منطقة جنوب شرق آسيا مع وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر في هاواي حيث خصص الوزراء جزءا كبيرا من الوقت لمناقشة خطر تنظيم داعش والجماعات المشابهة.
وقال نج إن أكثر من ألف من أبناء جنوب شرق آسيا تدفقوا على ما يعرف بدولة الخلافة التي أعلنها التنظيم المتشدد في أجزاء من سوريا والعراق.
وأضاف "كلما نلتقي سنويا يتصاعد الموقف ويزداد خطر الإرهاب المتشدد ... ومقارنة بما كان عليه الوضع قبل عام أو حتى عامين فإنها (الجماعات المتشددة) أكثر تنظيما ... وأكثر اتصالا وأكثر وضوحا في صياغتها لما تريد تحقيقه."
وقال مسؤولو أمن في يونيو إن متشددي جنوب شرق آسيا الذين يزعمون أنهم يحاربون من أجل داعش قالوا إنهم اختاروا أحد أبرز الرجال المطلوبين للسلطات في الفلبين ليتزعم فصيلا إقليميا للتنظيم.
والسلطات في المنطقة في حالة تأهب منذ أن أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن هجوم على العاصمة الإندونيسية جاكرتا في يناير كانون الثاني قتل فيه ثمانية أشخاص بينهم أربعة من المهاجمين.
وأشار نج إلى تخطيط خلية إندونيسية يديرها عضو في داعش بسوريا مؤخرا لإطلاق النار في فنادق بمنطقة مارينا باي في سنغافورة. وأضاف أن السلطات الإندونيسية أحبطت المخطط.
ويعتقد مسؤولو الدفاع الأمريكيون أن المئات من مواطني جنوب شرق آسيا عادوا إلى بلدانهم بعد انضمامهم للدولة الإسلامية في العراق وسوريا مما يثير مخاوف من سعيهم لشن موجة من الهجمات.
وقال نج أن وزراء دفاع منطقة جنوب شرق آسيا يعتقدون أنه إذا تم القضاء على تنظيم داعش في قاعدته بالعراق وسوريا فإن الأمر من شأنه أن يزيد الخطر على المنطقة على المدى القصير لأن مقاتلي التنظيم سيعودون إلى بلدانهم على الأرجح. وتقود الولايات المتحدة حملة جوية للقضاء على التنظيم في العراق وسوريا.
وقال نج "سيقررون العودة وبعضهم استعاد نشاطه وبعضهم مدرب وستظل الشبكات موجودة."

اتهامات
و أودع تلميذ فرنسي في الـ15 من العمر السجن مساء الجمعة في فرنسا بعد توجيه التهمة إليه للاشتباه بتخطيطه لتنفيذ اعتداء جهادي، وفق ما أفاد مصدر قضائي.
ووجهت إلى الفتى تهمة تشكيل عصابة إجرامية على ارتباط بمخطط إرهابي، بحسب المصدر. وكان الفتى على تواصل عبر خدمة تلغرام للرسائل السريعة مع رشيد قاسم، وهو ارهابي فرنسي يشتبه بأنه يجند متطوعين ويوجههم من المنطقة التي يسيطر عليها تنظيم داعش بين العراق وسوريا.
واوقف الفتى، وهو تلميذ في الصف الرابع تكميلي وغير معروف لدى أجهزة الاستخبارات، صباح الأربعاء في منزل والديه في دومون، في إقليم فال دواز بشمال وسط فرنسا، ووضع قيد التوقيف الاحترازي لـ48 ساعة في مكاتب المديرية العامة للأمن الداخلي في بلدة لوفالوا بيريه شمال غرب باريس، قبل مثوله أمام القضاء صباح الجمعة.
وقال مصدر قريب من التحقيق انه "تم الاشتباه بانه سينتقل إلى التنفيذ"، مشيرا إلى أنه أثناء توقيفه الاحترازي "أكد أنه تخلى عن مخططه".
وأضاف المصدر أن الفتى كان "ينشط كثيرا على (خدمة) تلغرام حيث يحيي شبكتين تبثان الدعاية الارهابية ".
كما كان على علاقة عبر خدمة الرسائل المشفرة هذه مع فتى أوقف في 14 سبتمبر في الدائرة العشرين من باريس، وكان هو أيضا على اتصال مع قاسم ويشتبه بأنه كان يعتزم تنفيذ هجوم.
وجرى خلال الأسابيع الأخيرة توقيف حوالى عشرة فتيان للاشتباه بتخطيطهم لتنفيذ اعتداءات تحت تأثير رشيد قاسم.
ويشتبه بأن قاسم ألهم بصورة مباشرة إلى حد ما عملية قتل شرطي ورفيقته في 13 يونيو في مانيانفيل في إقليم إيفلين، وعملية ذبح كاهن داخل كنيسته في سانت إتيان دو روفري في إقليم سين ماريتيم (شمال) في 26 يوليو. كما يعتقد أنه وجه مجموعة النساء اللواتي اعتقلن في مطلع سبتمبر بتهمة الضلوع في محاولة تفجير سيارة مفخخة بواسطة قوارير غاز في وسط باريس.
وتأتي هذه التوقيفات في وقت حذر رئيس الوزراء مانويل فالس بأن الخطر الإرهابي"في أقصى مستواه" في فرنسا التي ضربتها منذ 2015 سلسلة من الاعداءات أوقعت 238 قتيلا.

حكم بالسجن
وقضت محكمة فرنسية امس الاول الجمعة بالسجن أربع سنوات من بينهم اثنان مع الإيقاف بحق مواطن فرنسى يبلغ من العمر 29 عاما وذلك لتحريضه على الاٍرهاب عبر رسائل مشفرة على تطبيق "تلجرام".
واتهم القضاة المدعو يوسف بأنه، حرض عبر تلك الرسائل، شاب على السفر الى سوريا واخر على تنفيذ اعتداء، كما أدين، أيضا، بتصفح مواقع "جهادية" على شبكة الانترنت وهى جنحة جديدة تم ادراجها فى القانون الجنائى الفرنسى خلال شهر يوليو الماضي.
وحاول المتهم "يوسف" أمام محكمة جنح باريس دون جدوى إقناع للقضاة انه ليس بشخص متطرف وان الامر كان مجرد مزحة مع مراسليه. كما اكد محاميه ان العقوبة غير مناسبة وان موكله، بالرغم من ورود اسمه على القائمة "إس" للأشخاص المتطرفين لا يشكل اى خطورة.
تجدر الاشارة الى ان تطبيق "تلجرام" هو الأكثر استخداما من قبل الارهابيين والعناصر المتشددة لتبادل المعلومات والرسائل المشفرة.

استنفاذ الموارد
من جانبه أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، أن تنظيم داعش الإرهابى يستنفد الموارد الطبيعية في المناطق التى يسيطر عليها فى سوريا والعراق بجميع الطرق التي تحقق له أعلى الأرباح من أجل أن يغطي تكاليفه ويدفع رواتب عناصره، دون مراعاة لأحكام الشريعة التي يزعم أنه يطبقها ويحميها.
وأشار مرصد دار الإفتاء إلى أن استغلال داعش للموارد الطبيعية لم يقتصر فقط على النفط والغاز بل امتد أيضًا إلى الموارد الزراعية والحيوانية في المنطقة، حيث استولى التنظيم الإرهابي على البنية التحتية الغذائية – مثل الصوامع – والتي تمثل رصيدًا استراتيجيًا وحافظ عليها سليمة، وأنه اعتبر أن الزراعة تمثل ضمانًا لتوفير الغذاء ومصدرًا لدخل ثابت، خاصة بعد تراجع حزمة مصادر أخرى مثل النفط والضرائب والمصادرات، مما جعله يتطلع إلى الموارد الزراعية التي تزايدت أهميتها.
وأوضح المرصد إلى أن هناك دراسات حديثة أكدت استغلال داعش لهذا المورد المتجدد، وأن التنظيم حافظ عليه بعيدًا عن التدمير والخراب الذي لحق بكل شبر مر عليه التنظيم الإرهابي، ذلك لأنه سيستفيد من هذا القطاع أقصى استفادة، مثلما استفاد من قبل من مصافي النفط والغاز، كما استفاد من تدمير المناطق الأثرية في تجارة الآثار والتربح منها عالميًّا.
وأفاد المرصد بأن القطاع الزراعي لم يتأثر بالصراع الدائر في العراق وسوريا، حيث كان دخل التنظيم الإرهابي من هذا القطاع كبيرًا، حيث فرض ضريبة الزروع 5% على المحاصيل المروية بالآلة، و10 % على المحاصيل البعلية (التي رويت بالمطر)، وقدرت دراسات عالمية أن أرباح تنظيم داعش في عام 2015 تجاوز الخمسين مليون دولار من الضرائب على محصولي القمح والشعير فقط. بالإضافة إلى الضرائب التي فرضها التنظيم على المحاصيل الأخرى والماشية وجميع مراحل عمليات البيع والشراء. ولفتت تلك الدراسات أن عائدات القطاع الزراعي أصبحت في عام 2015 ضعف عائدات النفط الذي تراجع في الفترة الأخيرة بصورة كبيرة.
ولفت المرصد إلى أن تنظيم داعش يستفيد أيضًا من الفائض الكبير في المحاصيل الزراعية، عبر تصديره إلى دول الجوار، والنظام السوري، والتنظيمات الأخرى المتواجدة على أرض سوريا، مثلما يفعل في تصدير النفط والغاز، وأكدت الدراسات إلى أن تنظيم داعش حافظ على وتيرة الإنتاج كما هي، في مقابل تراجع أعداد السكان الذين فروا بسبب الحرب، ولذا كان لدى داعش فائض إنتاج كبير للتصدير