تفوق "هيلاري" في المناظرة لم يحسم السباق

الحدث السبت ٠١/أكتوبر/٢٠١٦ ٢٢:٢٦ م
تفوق "هيلاري" في المناظرة لم يحسم السباق

واشنطن – ش – وكالات

أحرزت المرشحة الديموقراطية الى البيت الابيض هيلاري كلينتون مزيدا من التقدم على منافسها الجمهوري دونالد ترامب في السباق الى البيت الابيض، اثر المناظرة الاولى بينهما الاثنين، بفارق ثلاث نقاط، وفقا لاستطلاع للرأي .
وحصلت كلينتون على 43 بالمئة من نوايا التصويت مقابل 40 بالمئة لترامب، بحسب استطلاع اجرته قناة "فوكس نيوز".
وكانت المرشحة الديموقراطية قد حصلت على 41 بالمئة من نوايا التصويت مقابل 40 بالمئة لمنافسها الجمهوري، بحسب استطلاع سابق اجرته القناة نفسها قبل المناظرة.
وأظهرت استطلاعات اخرى انه على اثر المناظرة، تحسن رصيد كلينتون في الولايات الرئيسية التي يمكن أن تصب النتيجة فيها بمصلحة هذا المعسكر أو ذاك.
اما المرشحان الاخران الى البيت الابيض، المستقل غاري جونسون ومرشحة حزب البيئة جيل شتاين، اللذان لم يشاركا في المناظرة، فحافظا على النسبة نفسها من نوايا التصويت، وحصلا تواليا على 8 و4 بالمئة.
واستطلعت "فوكس نيوز" عبر الهاتف، ما بين 27 و29 سبتمبر، اراء 1009 ناخبين مدرجة أسماؤهم على اللوائح الانتخابية، مع هامش خطأ أكثر أو أقل من ثلاث نقاط مئوية.

هجمات اعلامية
وقبل خمسة أسابيع من الانتخابات الرئاسية، لم تعد وسائل الإعلام الأميركية تكترث للياقة والمراعاة في تغطيتها للمرشح الجمهوري دونالد ترامب، بل باتت تشرح تصريحاته وتدقق في أعماله، وصولا إلى حد نعته بـ"الكذب".
وخرجت صحيفة نيويورك تايمز مؤخرا عن خطها المعتدل لتندد بـ"أكاذيب" رجل الأعمال الثري بعدما سعى لتحميل منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون مسؤولية نظرية المؤامرة التي شككت في أصول الرئيس باراك أوباما.
وأعلنت الصحيفة في 24 سبتمبر دعمها لكلينتون، قبل أن تنشر بعد ذلك بيومين افتتاحية لاذعة ضد دونالد ترامب الذي وصمته بـ"عدم تقبل الآخر والتبجح والوعود الكاذبة".
وبعد حملة انتخابية محتدمة مستمرة منذ أكثر من عام، حملت اتهامات الملياردير لهيلاري كلينتون وباراك أوباما أخيرا شبكة "سي ان ان" على الابتعاد عن خط تحريري يحرص على لزوم حياد ظاهري، لتصف هذه المزاعم بـ"الخاطئة" في شريط أحمر في أسفل الشاشة.
وحظي ترامب لأشهر بتغطية إعلامية وافية بدت وكأنها غير محدودة، لكن يبدو الآن أن هذا التوجه انعكس.
وقال أستاذ الصحافة في جامعة "نورث إيسترن" دان كينيدي إن "وسائل الإعلام أدركت شيئا فشيئا أن هذه الحملة لا تحتمل تغطية وكأنها حملة انتخابات رئاسية اعتيادية".
وتابع "كرر ترامب معلومات مغلوطة إلى حد أصبحت أكاذيب. إنه يتعمد نشر أكاذيب. لم نشهد هذا يوما من قبل مرشح رئاسي".

"مثيرة للاشمئزاز"
من جهته، ندد دونالد ترامب بـ"وسائل إعلام فاسدة مثيرة للاشمئزاز"، وعمد إلى التهجم شخصيا على بعض الصحافيين، وصولا أحيانا إلى شتم الصحافيين الذين يغطون مهرجاناته الانتخابية أمام حشود شديدة الحماس.
وقال اختصاصي التاريخ السياسي في جامعة "اميريكان يونيفيرسيتي" في واشنطن آلان ليشتمان "ليست هذه بالطبع أول مرة ينتقد مرشحون فيها وسائل إعلام، لكن لم يسبق لأي منهم أن هاجم الإعلام بالعنف الذي يبديه دونالد ترامب الذي جعل من ذلك عنصرا جوهريا من رسالته".
وتدنت مصداقية رجل الأعمال لدى وسائل الإعلام إلى حد دفع عشر وسائل إعلام معروفة تقليديا بخطها المحافظ إما للدعوة إلى عدم التصويت لترامب باعتباره "غير مؤهل" لخدمة البلاد، أو تقديم دعمها لهيلاري كلينتون.
وفي هذا السياق، قامت صحيفتا "دالاس مورنينغ نيوز" و"أريزونا ريبابليك" ببادرة تاريخية وقدمتا دعمهما للديموقراطيين. وفيما امتنعت صحيفة "يو إس إيه توداي" منذ تأسيسها قبل 34 عاما عن اتخاذ موقف مؤيد لأي مرشح، دعت الجمعة قراءها إلى "عدم الانجرار وراء ديماغوجي خطير" وعدم التصويت لترامب.
غير أن الصحيفة لم تصل إلى حد تأييد كلينتون، بعدما عجزت هيئة تحريرها عن التوصل إلى توافق بهذا الصدد.
أما صحيفة "شيكاغو تريبيون" ذات الخط الجمهوري الثابت، فقررت تأييد المرشح الليبرتاري غاري جونسون، الثالث في استطلاعات الرأي التي تمنحه 8% من الأصوات، معتبرة أن دونالد ترامب "غير قادر" على قيادة البلاد.
واختار الملياردير كالعادة تويتر للرد على افتتاحية "يو إس إيه توداي" فكتب "أثبت الناس عن ذكاء حقيقي بإلغاء اشتراكاتهم في صحيفتي دالاس وأريزونا، والآن ستخسر يو إس إيه توداي قراء!".

حدود الموضوعية
رأى اختصاصي العلوم السياسية في جامعة "دارتموث" بريندان نيهان أن المرشح الجمهوري دفع وسائل الإعلام إلى الاصطدام بحدود المعالجة الموضوعية للحدث.
وقال "ان ترامب أرغم وسائل الإعلام على الإقرار بحدود تغطية تتبع خيط +قال كذا، وقالت كذا+ الذي يبذل كل ما بوسعه لتفادي أي انحياز".
ووسط مشهد إعلامي منقسم، وجد دونالد ترامب في تويتر الوسيلة المثالية للتوجه مباشرة إلى ناخبيه المحتملين، كما لفت أنجيلو كاروسون أحد المسؤولين عن موقع تقدمي لتحليل وسائل الإعلام إلى أن ترامب يستند أيضا إلى مواقع محافظة متشددة.
وتمكن أنصاره من دفع هاشتاغ #ترامب وينز (ترامب يفوز) إلى ذروة المواضيع الأكثر تداولا على تويتر بعد المناظرة التلفزيونية الأولى مع كلينتون الاثنين، رغم معظم استطلاعات الرأي التي اعتبرت أنها خرجت منتصرة منها.
ورأى أنجيلو كاروسون أن "ما تقوم به وسائل الإعلام الآن جيد، لكنه جاء قليلا ومتأخرا أكثر مما ينبغي. إنها وفرت له لأكثر من عام تغطية إعلامية بدون أي رقابة نقدية، سمحت له بتحقيق فوز سهل في الانتخابات التمهيدية" الجمهورية.
غير أن آلان ليشتمان قال ان هذه الوسيلة لن تكون كافية لتضمن له الفوز في انتخابات رئاسية تشهد منافسة شديدة. وقال "من أجل أن يفوز، عليه أن يتخطى قاعدته الانتخابية، ولا يمكن أن يحقق هذا من خلال وسائل الاعلام البديلة".

"مقبولة تماما"
من جانبه قال المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب إنه يعتقد أن تأكيده في العام الماضي بأن المكسيكيين الذين يعبرون الحدود بطريقة غير مشروعة هم "مغتصبون" يجلبون الجريمة "مقبولة تماما" ويتعين أن تجذب الزبائن إلى مطعمه الجديد "واشنطن" وذلك وفقا لوثائق محكمة نشرها موقع بازفيد نيوز يوم الجمعة.
وقال ترامب في شهادة تم ايداعها يوم 16 يونيو في ملف دعوى قضائية ضد طاه شهير ألغى مشروع مطعم في فندقه الجديد "تطرقت إلى شيء ما وتطرقت إلى الهجرة غير القانونية".
وانسحب الطاهي جيفري زاكاريان من المشروع بعد تصريحات ترامب في 15 يونيو حزيران 2015 خلال اعلانه عن حملته لخوض سباق البيت الأبيض.
وقال ترامب إن زاكاريان ربما فقد فرصة.
وقال ترامب في الشهادة "اذا كان قد فتح المطعم لكان تلقى مساعدة بدلا من الضرر" بفعل التصريحات.
ووقع زاكاريان الذي ظهر في عروض طهي مثل "ذي نكست ايرون تشيف" و "شوبيد" و"توب تشيف" اتفاقا مع ترامب لفتح المطعم في المبنى التاريخي "أولد بوست أوفيس" قرب البيت الأبيض والذي فاز ترامب بحق تأجيره وتحديثه من الحكومة الامريكية.
وافتتح المشروع الذي أطلق عليه ترامب انترناشيونال هوتيل في 12 سبتمبر بعد عام تقريبا من الموعد الذي كان متوقعا في الأصل لبدء التشغيل.
وكان زاكاريان قد انسحب في يوليو تموز 2015 بعد الكلمة التي القاها ترامب في 16 يونيو 2015 والتي اعلن فيها ترشحه وعبر عن أسفه لتدفق أشخاص عبر الحدود الجنوبية للولايات المتحدة. وقال زاكاريان إن تصريحات ترامب لا تتناسب مع "قيمه الشخصية الأساسية".
وهناك شركات عديدة ومن بينها شركة ماسي والمحطة الاذاعية إن بي سي ومنظمة سباقات السيارات ناسكار قد قطعت أيضا الصلات مع ترامب بعد تصريحاته.
ورفع ترامب دعواه القانونية من خلال فرعه الذي يعمل في الفندق ضد زاكاريان مدعيا ان انسحاب زاكاريان من الصفقة كلفه خسائر تصل الى أكثر من 10 ملايين دولار.
كما قال ترامب في شهادته إن تصريحاته عن المكسيكيين الذين يعبرون بشكل غير قانوني الحدود ساعدته على الفوز بترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة وهو دليل على أن أرائه "مقبولة تماما".