واشنطن – ش
أوقف رجلان خلال ليلة ثالثة من التظاهرات في إل كاخون بجنوب غرب الولايات المتحدة، احتجاجا على مقتل رجل أسود بيد الشرطة، تخللتها هذه المرة أعمال عنف.
ولم تحدد هوية الرجلين، لكن الشرطة المحلية أوضحت أن أحدهما يبلغ من العمر 19 عاما والثاني 28 عاما ويتحدران من إل كاخون في ضاحية سان دييغو بكاليفورنيا.
واشارت الشرطة في بيان ليل الخميس الجمعة، الى أن "مجموعة من 50 الى 75 متظاهرا" قطعت مساء الخميس مفترق طرق في إل كاخون "وبدأوا يوقفون الاليات ويحطمون نوافذها"، لافتة الى ان احد سائقي الدراجات النارية قد تم دفعه عن دراجته.
وقالت شريكة رجل أسود توفي بعد اشتباك بدني مع الشرطة في منزله بجنوب كاليفورنيا لمحطة لوس أنجليس التلفزيونية إن الرجل أجرى مكالمة طارئة مع شرطة باسادينا حيث أنه كان يحتاج مساعدة وانه كان يعاني من الاضطراب الثنائي القطب.
وجاءت وفاة هذا الرجل بعد أن نشرت الشرطة بمنطقة سان دييجو شريط فيديو لإطلاق نار مميت من قبل ضباط على رجل اسود آخر يدعى الفريد أولانجو عمره 38 عاما والذي قتل في إلكاهون يوم الثلاثاء بينما كان يعاني مما قالت أمه انه انهيار نفسي.
ويسلط حادث يوم الجمعة في باسادينا ومقتل أولانجو بعد أن طلبت شقيقته رقم الاستغاثة طلبا للمساعدة الضوء على مخاطر نظام يعتمد على ضباط الشرطة من أجل الاستجابة على أزمات الصحة العقلية.
ويأتي حادث القتل في أحدث سلسلة لحوادث القتل لرجال سود على أيدي ضباط الشرطة بالولايات المتحدة وأدت الى احتجاجات على تحيز عرقي في النظام القضائي الجنائي الأمريكي.
وأوردت المحطة التلفزيونية المحلية "كيه تي ال ايه" أن شيني ليندساي التي عرفت نفسها بأنها شريكة الرجل وقالت انها شاهدت الحادث قالت انه يعاني من الاضطراب ثنائي القطب.
وقالت ليندساي للمحطة التلفزيونية "طلب الشرطة بنفسه. فقد كان يرغب في مساعدة".
وقالت ادارة باسادينا في بيان إن ضباط الشرطة وصلوا الى المنزل بسبب يتعلق ب "اضطراب منزلي" في وقت مبكر من صباح يوم الجمعة. وقالت الشرطة إن الضباط لاقوا الرجل الذين لم يحددوا هويته وانه رفض اوامر باسقاط سكين كان يحمله.
وقالت شرطة باسادينا انه بعد أن أخفقت بندقية صاعقة في اخضاع الرجل تبع ذلك اشتباك. ولم تطلق أي أعيرة نارية.
ورأى الضباط الرجل يتوقف عن التنفس خلال تقييده وانتقلوا الى اجراء انعاش قلبي رئوي لانقاذ حياته كما قالت الادارة. وتوفى الرجل في نفس المكان.
ونشرت السلطات الأمريكية مقطعين فيديو سجلا قتل الشرطة لرجل أسود وأعزل في إلكاهون بولاية كاليفورنيا لكن اللقطات المشوشة وأغلبها دون صوت لن تنجح على الأرجح في تهدئة الغضب بشأن الواقعة.
وقالت الشرطة وممثلو الادعاء إن التحقيق لا يزال جاريا في إطلاق النار الذي قتل ألفريد أولانجو (38 عاما) الأوغندي المولد والذي وقع يوم الثلاثاء ولم يتخذ قرار بعد بشأن توجيه اتهامات جنائية لضابطي الشرطة اللذين أطلقا النار عليه.
وقال قائد شرطة إلكاهون جيف ديفيس في مؤتمر صحفي "هذا أصعب موقف يمكن أن يواجهه أي فرد من أفراد إنفاذ القانون وهو موقف لا نسعى أبدا لأن نكون فيه... ولكن في هذه الحالة وقع حدث مأساوي وأزهق روحا وكان له تأثير ضخم على مجتمعنا."
واللقطات المصورة للحادث جاءت من مصدرين أحدهما كاميرا مثبتة على نافذة تسليم الطلبات للسيارات لأحد المطاعم والآخر الهاتف المحمول لأحد المارة.
ويظهر التسجيلان رجلي شرطة وهما يواجهان أولانجو في مرأب للسيارات خاص بمطعم قبل أن يفتحا النار عليه وكان أحدهما يحمل مسدسا مسدس والآخر يحمل صاعقا كهربائيا. وفي تسجيل الهاتف المحمول الذي تبلغ مدته نحو 17 ثانية فقط يمكن سماع صوت امرأة تصرخ وتقول "أيها الضابط لا تطلق النار عليه!" قبل أن يسمع صوت أربع طلقات على الأقل وصوت صراخها.
ومن الصعب استيضاح أفعال أولانجو في اللحظات السابقة لإطلاق النار عليه ويرجع ذلك جزئيا لحجب موقع أحد الضباط له في اللقطات في بعض الأحيان.
وطالب أفراد من أسرة القتيل ونشطاء مرارا لعدة أيام الشرطة بنشر الفيديو الذي يعتقدون أنه سيوضح أن الضابطين تصرفا بشكل غير مناسب. وقالت والدة أولانجو في مؤتمر صحفي يوم الخميس إن ابنها كان يعاني من انهيار عصبي وإن الشرطة كان عليها أن تساعده بدلا من أن تتسرع في فتح النار عليه.
وقال دان جيليون محام عن العائلة أمس الجمعة إن اللقطات تدعم موقفهم وهو أن الضابطين "استفزا شخصا يعاني من اضطرابات عقلية".
وأثارت الواقعة احتجاجات في إلكاهون وهي إحدى ضواحي سان دييجو واستخدمت الشرطة رذاذ الفلفل مساء الخميس لتفريق الحشود واعتقلت رجلين بتهمة التجمع غير المصرح به.
ومساء أمس الجمعة نظم نحو مائتي متظاهر احتجاجات سلمية وهتفوا وهم في مسيرة "لا عدالة لا سلم" بالقرب من موقع إطلاق النار.