ميركل تبحث عن حلول جيدة لأوروبا

الحدث السبت ٠١/أكتوبر/٢٠١٦ ٢٢:٢٦ م
ميركل تبحث عن حلول جيدة لأوروبا

برلين – لندن - ش - وكالات

أصرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اليوم السبت على أنها لم تغير نهجها بشأن سياستها الخاصة بالمهاجرين وذلك بعد أسبوعين من قولها إنها تتمنى لو عادت عقارب الساعة للوراء لتحسين استعداد ألمانيا لتدفق اللاجئين العام الماضي .
ومُني حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي تنتمي إليه ميركل بهزائم في انتخابات ولايتين الشهر الماضي بعد رفض الناخبين لسياسة الباب المفتوح التي تنتهجها ميركل وذلك قبل عام فقط من الانتخابات الاتحادية.
واستخدمت ميركل لهجة تصالحية وقالت إنها تتمنى لو استطاعت "إعادة الزمن للوراء سنوات كثيرة" لجعل ألمانيا تستعد لهذا التدفق متحملة بعض من اللائمة في هزائم حزبها.
وقال ميركل في تصريحات صحفية إنها تعمل منذ الصيف الماضي "بشأن حلول جيدة بالنسبة لألمانيا ولأوروبا."
وتشمل هذه الحلول حماية الحدود الخارجية لأوروبا ومكافحة أسباب هروب المهاجرين من الشرق الأوسط وآسيا وافريقيا.
وقالت إنه بالإضافة إلى ذلك تعين على ألمانيا تنظيم عملية معالجة تدفق اللاجئين . وقالت إن"هدفنا هو عدم تكرار حدوث وضع مثل الذي حدث العام الماضي وفي حقيقة الأمر لقد حققنا تقدما كبيرا خلال الاثنى عشر شهرا الماضية."
ويوم الجمعة عدلت ألمانيا نزولا عدد المهاجرين الذين أخذتهم العام الماضي إلى 890 ألف عن تقدير سابق بلغ 1.1 مليون مهاجر. وقالت إن نحو 210 آلاف شخص جاءوا حتى الآن إلى ألمانيا سعيا للجوء في 2016.
وقال ميركل إن الهدف الآن هو المضي قدما في إعادة من ليس له حق في اللجوء إلى ألمانيا بالإضافة إلى الاتفاق على حصص قانونية لتوزيع اللاجئين فيما بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بطريقة ملائمة.
و قال وزير الداخلية الألماني توماس دي مايتسيره إن عدد اللاجئين الذين استقبلتهم بلاده العام الماضي أقل مما كان معتقدا فيما سبق وإن عدد طالبي اللجوء انخفض بشدة هذا العام.
وقال دي مايتسيره في مؤتمر صحفي إن 890 ألف طالب لجوء وفدوا إلى ألمانيا عام 2015 وتم الانتهاء من إجراءات تسجيل 820 ألفا منهم بالكامل.
وأشار إلى أن ألمانيا استقبلت عددا من المهاجرين يقل عن رقم 1.1 مليون الذي أفادت به تقارير العام الماضي لأن البعض سجلوا أسماءهم مرتين والبعض الآخر انتقلوا لبلدان أخرى.
وقال دي مايتسيره "أقول بوضوح لا لبس فيه إن عدد 890 ألفا ما زال مرتفعا جدا ونحن جميعا متفقون على أن موقف اللاجئين في الخريف الماضي يجب ألا يتكرر."
وأضاف أنه حتى الآن جاء إلى ألمانيا 210 آلاف شخص لطلب اللجوء "وهذا يشير إلى إن إجراءاتنا ناجحة."
ومن الممكن أن تزيل هذه الأرقام بعض الضغوط عن كاهل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي تواجه رد فعل شعبيا سلبيا جراء قرارها قبل عام بفتح الحدود الألمانية أمام اللاجئين.
ودافعت ميركل مرارا عن نهجها لإيجاد حل أوروبي لقضية اللاجئين عبر تأمين الحدود الخارجية للقارة وإبرام اتفاقيات بخصوص اللاجئين مع دول مثل تركيا وتوزيع المهاجرين في أجزاء مختلفة من أوروبا.
ولكن بعد الهزائم التي مني بها حزبها المحافظ في الانتخابات المحلية هذا العام قالت ميركل إنها تتمنى لو تستطيع العودة بالزمن للوراء لتكون ألمانيا أفضل استعدادا لاستقبال الأعداد الكبيرة من المهاجرين التي وفدت إليها العام الماضي.

"طلقة تحذير"
و قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن قرار بريطانيا الانسحاب من الاتحاد الأوروبي تحذير لبقية التكتل الذي عليه تعلم اتخاذ القرارات أسرع من بحث الاتفاق على معاهدات جديدة.
وقالت ميركل في كلمة لحزبها الاتحاد الديمقراطي المسيحي في ولاية نورد راين فستفاليا "هذه طلقة تحذير لنا جميعا لإعادة النظر مرة أخرى: فيما تعنيه أوروبا لنا؟ فيما يجب أن تتغير أوروبا لتنجح في عيون الشعب؟"
وأضافت أن أوروبا عليها أن تتخذ قرارا بشأن ما تحتاج التركيز عليه وما تحتاج أن تقلل التركيز عليه فضلا عن تعلم اتخاذ القرارات بسرعة أكبر.
وقالت "لا يجب أن نتحدث دائما عن معاهدات جديدة لكن عن أفعال."
كان نيكولا ساركوزي المرشح لانتخابات الرئاسة الفرنسية قال إن بإمكانه إلغاء انسحاب بريطانيا إذا انتخب رئيسا العام المقبل من خلال التفاوض على معاهدة جديدة للاتحاد الأوروبي تكون أكثر قبولا لبريطانيا. ونأت كل من فرنسا وألمانيا بنفسها عن هذا الاقتراح.
من جهتها قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إنها ستُصغي إلى مخاوف اسكتلندا بشأن انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ولكن الحكومة الاسكتلندية المخول لها بعض السلطات في إطار المملكة المتحدة لن يكون لها حق النقض(الفيتو) بشأن مفاوضات الانسحاب من الاتحاد الأوروبي.
وكانت رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا ستيرجن قد قالت يوم الثلاثاء إن الاسكتلنديين يريدون مزيدا من التفاصيل بشِأن كيفية تخطيط الحكومة البريطانية للانسحاب من الاتحاد الأوروبي لمنع حدوث انسحاب يلحق ضررا بالغا بالاقتصاد.
وبعد تصويت بريطانيا بالانسحاب من الاتحاد الأوروبي قالت ستيرجن إن الاسكتلنديين قد يسعون إلى إجراء استفتاء آخر بشأن الاستقلال وهو أمر قد يفتت خامس أكبر اقتصاد في العالم في الوقت الذي يحاول فيه المضي قدما بمفرده خارج الاتحاد الأوروبي.
وقال ماي لمحطة(بي.بي.سي)اسكتلندا "الأمر الذي أنا واضحة فيه جدا هو أننا مع تناولنا هذه المفاوضات سنشرك الحكومة الاسكتلندية بشكل كامل في المباحثات التي نجريها استعدادا للموقف الذي ستتخذه المملكة المتحدة."

سلطة الاعتراض
وعندما سئلت بشكل مباشر عما إذا كانت اسكتلندا قد يكون لها سلطة الاعتراض على الانسحاب من الاتحاد الأوروبي فقالت ماي" المملكة المتحدة سيكون لها موقف واحد في المفاوضات ونحن كحكومة المملكة المتحدة سنتفاوض مع الاتحاد الأوروبي ." وأضافت إن حكومة المملكة المتحدة ستستمع وتأخذ في الحسبان بشكل خاص مخاوف اسكتلندا والمناطق الأخرى بالمملكة المتحدة التي تتشكل من انجلترا واسكتلندا وويلز وايرلندا الشمالية.
وقد تقوم برلمانات الأقاليم المخول لها سلطات في المملكة المتحدة بتعقيد أو إبطاء الانسحاب من الاتحاد الأوروبي لأن اختصاصاتها بشأن مثل هذا التغيير الكبير غير واضحة كما أن هناك معاهدة تنص على منح هذه البرلمانات كلمة في الأمور التي تخص أقاليمها.
وكان الاسكتلنديون قد رفضوا الاستقلال في استفتاء جرى عام 2014 . ولكن في الاستفتاء الخاص بعضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي صوت الاسكتلنديون لصالح البقاء في الاتحاد في حين صوتت انجلترا وويلز لصالح الانسحاب.