لجنة المتابعة العليا في الداخل الفلسطيني تؤكد انه لا نسيان ولا غفران لنهج الاحتلال

الحدث السبت ٠١/أكتوبر/٢٠١٦ ٢٢:٢٤ م

القدس المحتلة - علاء المشهراوي - نظير طه

أحيا الفلسطينيون في الداخل المحتل لأراضي 48 امس السبت ، مرور 16 عاماً على هبة القدس والأقصى، التي اجتاحت الداخل الفلسطيني من الجليل والمثلث وحتى أقصى النقب، عبر زيارات لأضرحة شهدائهم ومسيرة مركزية في سخنين، تضامناً مع الشعب الفلسطيني واحتجاجاً على قيام رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أريئيل شارون في 28 سبتمبر 2000 باقتحام المسجد الأقصى، بموافقة من رئيس الحكومة الإسرائيلية حينها إيهود باراك.
واندلعت المواجهات في الجليل والمثلث والنقب، وسقط 13 شهيداً من فلسطينيي الداخل برصاص الشرطة الإسرائيلية على مدار ثمانية أيام، واصل خلالها الفلسطينيون في الداخل التظاهر ومواجهة قوات الشرطة الإسرائيلية وقناصتها.
حاولت الحكومة الإسرائيلية بقيادة باراك التحايل على الفلسطينيين وتشكيل لجنة فحص "للأحداث"، إلا أن فلسطينيي الداخل رفضوا التعامل مع اللجنة، وأصروا على مطلب لجنة تحقيق رسمية، تم تشكيلها في نهاية المطاف وتعيين القاضي المتقاعد ثيودور أور، رئيساً لها. لكن اللجنة وعلى الرغم من عملها المتواصل، خرجت بتوصيات وجّهت فها إنذارات لثلاثة من قادة الفلسطينيين في الداخل وهم: النائب في البرلمان عزمي بشارة، النائب عبد المالك دهامشة، والشيخ رائد صلاح، واتهمتهم اللجنة بالمسؤولية عن تحريض الفلسطينيين في الداخل على التظاهر والعنف.
وعلى الرغم من توجيه اللجنة انتقادات لتعامل عناصر الشرطة مع الفلسطينيين في الداخل، إلا أنها لم توصِ بتقديم أي منهم للمحاكمة، واكتفت بطلب تنحية قائد المنطقة الشمالية في الشرطة أليك رون من منصبه، بينما جعلت من رئيس الحكومة آنذاك شاهداً مختصاً أمامها، وهو الذي تم توثيق كلام له للإذاعة الإسرائيلية في اليوم الثاني للهبة يقول فيه إنه أصدر لوزير الشرطة أوامر باستخدام كل السبل اللازمة لفتح وادي عارة أمام حركة السير. ولم تُحمّل اللجنة رئيس الحكومة ولا وزير الشرطة آنذاك شلومو بن عامي أي مسؤولية عن دماء الشهداء، فيما لم يتم تقديم أي من عناصر الشرطة (ممن ثبت إطلاقهم النار على الشهداء من دون أن يشكلوا خطراً عليهم) إلى المحاكمة.
شكّلت الهبة والمواجهة العنيفة مع الشرطة الإسرائيلية، نقطة تحوّل كبيرة في مسيرة الفلسطينيين في الداخل، مع تحوّلهم للتصرف كجماعة وشعب في مواجهة الحكومة آنذاك، وهو ما تجلى في مقاطعة الانتخابات الإسرائيلية لرئاسة الحكومة بعد ذلك بعام واحد، وإسقاط باراك في الانتخابات أمام شارون.
أسفرت الهبة الفلسطينية في الداخل عام 2000، عن مراجعة فلسطينية للنفس تمخضت في نهايتها عن تصورات مستقبلية أقرتها المؤسسات الفلسطينية في الداخل، لجهة تنظيم الأقلية العربية في الداخل تنظيماً قومياً، على الرغم من معارضة بعض الأحزاب الناشطة في الداخل لهذه الفكرة خصوصاً الحزب الشيوعي الإسرائيلي والجبهة، وهو ما فسر الإصرار على اختيار اسم القائمة المشتركة لتحالف الأحزاب الفاعلة وليس القائمة العربية الموحدة، وذلك بفعل وجود الحزب الشيوعي الإسرائيلي وعناصره اليهودية ضمن هذا التحالف.
الى ذلك أكد رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية محمد بركة، صباح أمس السبت، مع انطلاق نشاطات احياء ذكرى هبة القدس والاقصى، على أننا اليوم نؤكد مجددا أن لا نسيان ولا غفران، لهذه السياسة وهذا النهج الذي يحرمنا من حقنا بالحياة الطبيعية على أرض الوطن والأجداد. ونستذكر شهداءنا، شهداء شعبنا عامة، الذين سقطوا على مذبح عقلية الحرب والاحتلال والعنصرية. وجاء هذا مع بدء نشاطات احياء الذكرى الـ 16 لهبة القدس والاقصى، بالزيارة التقليدية التي تبادر لها "المتابعة" لأضرحة الشهداء والنصب التذكارية.
وبدأت الزيارة في قرية جت إلى ضريح الشهيد رامي غرة، ثم تنطلق قافلة السيارات الى قرية معاوية، لزيارة ضريح الشهيد أحمد صيام، ومنه الى مدينة ام الفحم حيث ضريح الشهيد محمد جبارين. وتواصل الى مدينة الناصرة، حيث زيارة النصب التذكاري واضرحة الشهداء إياد لوابنة وعمر عكاوي ووسام يزبك. ومنها الى قرية كفركنا حيث الشهيد محمد خمايسي، ومنها الى كفرمندا حيث الشهيد رامز بشناق. ومنها الى قرية عرابة حيث الشهيدين، علاء نصار وأسيل عاصلة، ومنها الى مدينة سخنين، حيث الشهيدين عماد غنايم ووليد أبو صالح.
وقال بركة " إن رسالتنا في احياء الذكرى، هو التأكيد مجددا على رسالتنا الى المؤسسة الحاكمة، بأن لن نتهادن ولن نسكت على كل السياسات التي تستهدف شعبنا في جميع أماكن تواجده، وسياسة التمييز العنصري، التي تستهدف وجودنا، وبالذات في هذه المرحلة التي يتصاعد فيها خطاب ونهج التحريض العنصري على جماهيرنا ".