الفشل في سوريا يصيب كيري بالإحباط

الحدث السبت ٠١/أكتوبر/٢٠١٦ ٢٢:٢٣ م
الفشل في سوريا يصيب كيري بالإحباط

واشنطن – ش – وكالات
عبر وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، عن خيبة أمله وإحباطه من تعامل بلاده مع الملف السوري. وشكا كيري في تسجيل مسرب لاجتماع جمعه بنشطاء سوريين في الأمم المتحدة، الذي نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية مقاطع تتضمن عدم رغبة الإدارة الأمريكية خوض الحرب في سوريا، معتبرا أن بلاده تحترم القانون الدولي بخلاف روسيا. واعتبر كيري أن تسليح المعارضة السورية أو مشاركة بلاده في الحرب سيؤدي إلى نتائج عكسية، ليخلص إلى أن الحل يكمن في الذهاب إلى انتخابات بمشاركة رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وفي التسجيل الصوتي المسرب، اختصر كيري في 40 دقيقة إخفاقات الإدارة الأمريكية في سوريا على مدى خمس سنوات. كيري وفي انتقاد لسياسة واشنطن اعتبر أن غياب التهديد الجدي باستخدام القوة العسكرية أفقد الدبلوماسية الأمريكية زخمها في سوريا.
وخلال اللقاء حاول النشطاء الإلحاح من أجل تدخل أمريكي أكبر في الأزمة السورية، إلا أن كيري قال: إن بلاده لا تملك مبرراً قانونياً للتدخل في سوريا. كيري لم يخف معاناته في مواجهة العمليات العسكرية الروسية في سوريا بسبب عدم قدرته على اقناع حكومة بلاده على التدخل بقوة أكبر، إلا أنه ألمح إلى أن عدم مبالاة رئيس النظام السوري قد يدفع نحو النظر في خيارات جديدة. واعتبر كيري أن أي جهد أمريكي باتجاه تسليح المعارضة أو الانضمام إلى المعركة قد يأتي بنتائج عكسية. وفي نقطة أخرى، قال كيري: إن الولايات المتحدة "تفرّق" بين المتحاربين، ما أثار ذلك المعارضة السورية، خاصةً عندما طالبها بقتال "النصرة" و"داعش"، لافتاً إلى أن "الولايات المتحدة لن تتدخل لمقاتلة حزب الله حليف الأسد"، مبرراً ذلك "بأن حزب الله لم يعلن الحرب على الولايات المتحدة ولم يتآمر ضدها بخلاف داعش والنصرة". وأوضح كيري "دافعت عن استخدام القوة (...) لكن الأمور تطورت بشكل مختلف".
من جهته، لم ينف المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي صحة التسجيل الذي حصل في نيويورك خلال اجتماع على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال كيربي "لا يريد كيري التعليق على هذه المحادثة الخاصة، وقال إن الفرصة كانت سانحة له للقاء هذه المنظمة (التابعة) لسوريين والاستماع إلى ما يقلقهم والتعبير لهم عن هدفنا المستمر (المتمثل) بوضع حد لهذه الحرب الاهلية".
وحاول كيري دفع أوباما لاتخاذ إجراءات أقوى في سوريا، دعما للجهود الدبلوماسية الدولية وبهدف دفع الأسد إلى إنهاء الحرب الأهلية الدامية.
لكن وزير الخارجية الأمريكي كان على الدوام متنبها إلى ضرورة اظهار موقف موحد مع البيت الأبيض، خصوصا في اطار جهوده مع موسكو لإيجاد مساحة للحوار السياسي.
في أغسطس 2013، وبعد توجيه اتهامات إلى الأسد باستخدام اسلحة كيميائية ضد المدنيين، استخدم كيري خطابا هجوميا أوحى بأن الولايات المتحدة قد تلجأ إلى رد عسكري، لكن أوباما عدل عن ذلك بعد ساعات.
ويشير كيري في التسجيل الذي نشرت محتواه الصحيفة إلى اعتماده ذلك الخطاب الهجومي، لكنه يحمل الكونغرس مسؤولية رفض استخدام القوة ضد الأسد.
من جهتهم عبر المدنيون السوريون المؤيدون للثورة خلال اجتماعهم مع كيري عن خيبة أملهم لرؤية أن الجهود الأمريكية في سوريا تستهدف مكافحة تنظيم داعش وليس الحكومة السورية وحلفائها.
وواجهت روسيا اتهامات في مجلس الأمن بأنها شاركت في قصف حلب. وتدهورت بشكل ملحوظ العلاقات بين الأمريكيين والروس الذين يتبادلون الاتهامات بفشل الهدنة في حلب.
وشددت الولايات المتحدة على ان المحادثات مع روسيا في شأن سوريا لا تزال في "العناية المركزة" ولا يمكن نعيها بعد، وذلك بعدما كانت هددت طوال الاسبوع بتجميد المحادثات الثنائية معها. وقال كيري للمدنيين السوريين "نحن نحاول مواصلة (الخطوات) الدبلوماسية، وأتفهم أن يكون ذلك محبطا. ليس هناك احد محبط أكثر منا".

*-*

تعرض أكبر مستشفى في حلب الشرقية للقصف للمرة الثانية
بيروت – أ.ف.ب
تعرض أكبر مستشفى في الأحياء الشرقية بمدينة حلب يوم أمس السبت للقصف ببرميلين متفجرين على الاقل، للمرة الثانية خلال أربعة أيام، وفق ما ذكرت منظمة طبية غير حكومية تقدم الدعم له.
وقال ادهم سحلول من الجمعية الطبية السورية الأمريكية ومقرها الولايات المتحدة لوكالة فرانس برس "تعرض مستشفى +إم10+ للقصف ببرميلين متفجرين، كما افادت تقارير عن سقوط قنبلة انشطارية". وتعرض المستشفى ذاته ومستشفى اخر تديره المنظمة، ويعدان المرفقين الطبيين الاكبر في احياء حلب الشرقية، لضربات جوية الاربعاء ادت إلى خروجهما عن الخدمة مؤقتا.
وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون امام مجلس الامن الاربعاء ان الهجمات على مستشفيات في حلب تشكل "جريمة حرب".
ويضم المستشفيان اقساما للطوارئ ووحدات لمعالجة الصدمات وسبق ان تعرضا أكثر من مرة لغارات جوية خلال الأشهر الماضية.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان أمس السبت عن خروج مشفى ميداني في حي الصاخور عن الخدمة اثر ضربات جوية شنتها طائرات حربية، لم يتمكن من تحديد هويتها. وأدت الغارات إلى مقتل شخص على الاقل، لم يعرف إذا كان من الطاقم الطبي او من الجرحى، واصابة عدد من الاشخاص بجروح.
وتتعرض أحياء حلب الشرقية منذ إعلان الجيش السوري في 22 سبتمبر بدء هجوم هدفه السيطرة على هذه الاحياء، لغارات مكثفة تنفذها طائرات روسية وأخرى سورية، تسببت بمقتل 220 شخصا على الأقل وإصابة المئات بجروح. كما خلفت دمارا كبيرا لم تسلم منه المرافق الطبية.