استعداد أمريكي لما بعد تحرير الموصل

الحدث السبت ٠١/أكتوبر/٢٠١٦ ٢٢:٢٣ م
استعداد أمريكي لما بعد تحرير الموصل

واشنطن - بغداد - ش - وكالات
رغمَ وجود تحالف دولي موحد ينظم الحرب على تنظيم داعش، إلا أن معركة الموصل، والتي ستكون تتويجاً للحرب على التنظيم، تمثلُ نقطة استقطاب وتنافسٍ بينَ عدد من الدول، بيدَ أن خيوط المعركة كلها تتركز في يد الولايات المتحدة الأمريكية، قائدة التحالف، والدولة التي تمتلكُ قوات عسكرية في العراق، علاوةً على نفوذها.
وتسعى واشنطن إلى تعزيز قواتها العسكرية في قاعدة عين الأسد في الأنبار، كما كشفت ذلك صحيفة "مليتري تايمز" الأمريكية، وذلك تحضيراً لمعركة تحرير الموصل، إذ تأمل وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» بجمع كم كبير من المعلومات عن تنظيم «داعش» بما في ذلك عن شبكاته في الخارج، بعد استعادة مدينة الموصل العراقية من أيدي التنظيم، وفق ما قال المتحدث العسكري باسم التحالف الدولي الكولونيل جون دوريان.
وفي الأثناء؛ قال نائب وزير الخارجية الأمريكي، توني بلينكن، إن بلاده حرصت على "عدم دخول" فصائل الحشد الشعبي أو قوات البيشمركة إلى مدينة الموصل خلال عملية تحريرها. وأضاف خلال جلسة استجوابه من قبل للجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي (إحدى غرفتي الكونجرس): ستكون القوات الأمنية العراقية هي أساس القوة التي تحرر الموصل، مدعومة بالتحالف وبإسناد من البيشمركة. دون أن يوضح كيف ستقود الأخيرة بتقديم الإسناد خلال معركة الموصل دون الدخول إليها.
واعتبر بلينكن عملية الموصل "تتويجا" لحملة محاربة داعش في العراق، مشيرا إلى أن الإدارة الأمريكية تعمل على تدريب وتسليح 15 ألفا من أبناء العشائر في الموصل لتسلم مهام المدينة بعد تطهيرها من التنظيم.
وشدد على أن فصائل الحشد الشعبي والبيشمركة الكردية لن تدخل مدينة الموصل. ولفت إلى وجود “عناصر عشائرية يتم تدريبها وتسليحها وضمها (إلى العمليات) بهدف الحصول على 15 ألفا منهم لتكون غالبيتهم القوة التي تدير المدينة (الموصل) حال تحريرها”، دون مزيد من التفاصيل عن عمليات التدريب هذه.
وفي وقت سابق أعلن رئيسا الحكومة العراقية، حيدر العبادي، واقليم كوردستان مسعود بارزاني، في مؤتمر صحافي، الاتفاق على الخطة العسكرية الخاصة بالعملية المرتقبة لتحرير الموصل، دون إعلان فحوى تلك الخطة.
ولم يتطرق المسؤولان خلال المؤتمر إلى ما إذا كان تم التوصل إلى صيغة معينة من أجل إدارة المناطق المحررة ما بعد القضاء على «التنظيم» في الموصل.
وأمس الأول؛ اجتمعت الهيئة السياسية للتحالف الوطني العراقي، برئاسة عمار الحكيم وحضور رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وقيادات التحالف والتيار الصدري الذي شارك بعد فترة انقطاع دامت شهورا.
وقال العبادي: إن معركة تحرير مدينة الموصل من قبضة تنظيم (داعش) الإرهابي بعد تحرير العديد من مناطق محافظة نينوى أضحت وشيكة ، معربا عن الشكر لزعيم التيار الصدري العراقي مقتدى الصدر لتعاونه في إطار نبذ الخلافات والوحدة، ولكتلة الأحرار النيابية التابعة للتيار لحضورها اجتماع التحالف الوطني.
وانتقد العبادي استجواب وزراء حكومته في البرلمان، وقال: كنت أتمنى أن لا يتم إفراغ المناصب الحكومية بهذه العجالة، ولم يؤثر ذلك على عمل الحكومة حتى الآن، ولكنني لست سوبرمان ولا أستطيع أن أدير عدة وزارات شاغرة في آن واحد، ولهذا قريبا سأقدم مرشحين لهذه الوزارات إلى البرلمان لنيل الثقة".
وأضاف : إن التحضيرات لتحرير الموصل قائمة على قدم وساق، وقواتنا حررت قضاء الشرقاط والقيارة، وكان لدينا لقاء مع رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني، وكان ناجحا في توطيد الوحدة الوطنية ضمن العراق الواحد الموحد الإتحادي، العراق اليوم أقوى من أي فترة مضت وأقرب للتوحد والقوة والصمود معا".
وتابع إن العراق يمر بمرحلة حرجة ولكنه ينتقل إلى الأمام، والعالم يريد مساعدته لنجاحه في التصدى للإرهاب، ونريد تقليل الخلافات السياسية فى هذه المرحلة الحساسة وتقوية التحالف الوطني وتوحيد الصفوف للدفاع عن العراق وخدمة المواطن العراقي.
وعلى صعيد آخر؛ ألقت قوة تابعة لقيادة"عمليات بغداد" القبض على أحد المتهمين بالمشاركة فى ارتكاب "مجزرة سبايكر"، فى تكريت مركز محافظة صلاح الدين بعد سقوط مدينة الموصل فى يونيو 2014.
وذكرت قيادة عمليات بغداد، أنه وفقا لمعلومات استخبارية تمكنت القوة من إلقاء القبض على المدعو "عمر نايف فارس" وبحوزته مجموعة مستمسكات مزورة، في إحدى نقاط التفتيش الأمنية "سيطرة" بأحد مداخل مدينة بغداد.
يذكر أن "مجزرة سبايكر" نفذها داعش عقب أسر التنظيم 1700 جنديا عراقيا من قاعدة سبايكر في يوم 11 يونيو 2014، وقادوهم إلى الصحراء وقاموا بقتلهم رمياً بالرصاص ودفن بعضهم أحياء. وصور عناصر داعش المجزرة، التي نجا منها بعض الجنود العراقيين، ورووا ما حدث من تسليم القاعدة وهروب القادة العسكريين.