جنازة «بيرس» تكبل مدينة القدس المحتلة

الحدث الجمعة ٣٠/سبتمبر/٢٠١٦ ٢٣:٠٧ م
جنازة «بيرس» تكبل مدينة القدس المحتلة

القدس المحتلة – نظير طه

شهدت مدينة القدس المحتلة يوم أمس الجمعة مظاهر أمنية إضافية لجيش الاحتلال الذي سعى إلى تأمين عدد من شوارعها، وحصار أحيائها، تحضيرا لجنازة شمعون بيرس، الرئيس السابق لدولة الاحتلال الإسرائلي.
أعلنت شرطة الاحتلال عن استنفار 8 آلاف عنصر شرطة في القدس المحتلة ومحيطها لتأمين جنازة الرئيس الإسرائيلي السابق شيمعون بيرس التي يحضرها العشرات من زعماء العالم بينهم شخصيات عربية ووفد فلسطيني رسمي برئاسة الرئيس محمود عباس.
ومنعت سلطات الاحتلال سكان قطاع غزة من صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، كما فرضت اجراءات مشددة على دخول الفلسطينيين من سكان الضفة للقدس، ومنعتهم الوصول للصلاة في الاقصى.
وقالت مصادر اسرائيلية ان الشرطة أغلقت جميع المحاور المؤدية إلى «جبل هرتسل»، وسيتم إغلاق طريق رقم «1»، أمام حركة السير في كلا الاتجاهين من مفرق بن غوريون وحتى مشارف القدس من السابعة وحتى التاسعة والنصف صباحا، وكذلك بين الثانية عشرة والنصف وحتى الثانية من بعد الظهر.
ويتوقع حدوث تشويشات مرورية واختناقات سير في القدس. كما سيطرأ تغيير على حركة المواصلات العامة. وسيعمل القطار الخفيف على نطاق مقلص. وبحسب مصادر اسرائيلية شارك في الجنازة نحو 90 وفدا عن سبعين دولة. وسيمثل الاردن نائب رئيس الوزراء جواد العناني ومصر وزير الخارجية سامح شكري، ووفد من القيادة الفلسطينية.
من جهتها دانت العديد من فصائل المقاومة الفلسطينية، مشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس بجنازة الرئيس التاسع لإسرائيل، شمعون بيرس، ودعته للعدول عن قراره وعدم المشاركة بالجنازة.
وأجمعت الفصائل أن تقديم التعازي والمشاركة بالجنازة يلحق الضرر بالقضية الفلسطينية وبمثابة استخفاف بدماء الشهداء، وشددت علــى أن مثل هذه الخطوات تشجـــع وتحفز على تطبيع العلاقات مع تل أبيب على حساب القضية الفلسطينية.
وطالبت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الرئيس محمود عباس بعدم المشاركة في جنازة بيرس، وقالت الجبهة، في بيان لها، وصل»الشبيبة» نسخة منه: ‹إن مشاركة الرئيس وأي قيادات فلسطينية أخرى هو استمرار لوهن التأثير في المجتمع الإسرائيلي، والرهان على ذات النهج والطريق الذي أنتج اتفاقيات أوسلو والذي كان بيرس أحد أهم عرابيها›.
ورأت الجبهة أن مشاركة الرئيس عباس في جنازة بيرس تلحق أشد الضرر بشعبنا، وبالعلاقات الفلسطينية الداخلية، وتجاوز للإجماع الشعبي ‹الذي يرى في بيرس مجرم ومحتل ومرتكب مجازر مروعة ضد شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية›.
الموقف ذاته عبرت عنه حركة حماس، التي دانت تعزية محمود عباس بوفاة الرئيس الإسرائيلي السابق، بيرس، واعتبرتها ‹استخفافا بدماء الشهداء ومعاناة الشعب الفلسطيني›.
وقالت الحركة، في تصريح صحفي ‹إن الشعب الفلسطيني يشعر بالارتياح لرحيل بيرس، مرتكب مجزرة قانا وغيرها من المجازر والجرائم بحق شعبنا الفلسطيني›.
كما دعت إلى تراجع الرئيس عباس عن قرار المشاركة بتشييع بيرس، واعتبرت أن مثل هذه الخطوة ستوفر غطاء للأطراف وتشجيعا لأطراف سياسية نحو التطبيع مع الاحتلال، عدا عن آثارها الكارثية على صعيد العمل الوطني الفلسطيني.
وفي ذات السياق، قال عضو القيادة المركزية للجان المقاومة الشعبية محمد أبو نصيرة: ‹إن المشاركين في جنازة شمعون بيرس هم شركاء في مجازره التاريخية البشعة ضد شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية›.
وذكر أبو نصيرة، في بيان له، أن بيرس ‹ارتكب المجازر ضد المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ على مدار تاريخ الاحتلال الصهيوني الغاشم لفلسطين وبعض أجزاء من الدول العربية المحيطة، وكان لا يتورع في سفك الدماء وقتل الآمنين في إطار تعزيز احتلاله وسيطرته على أرضنا الفلسطينية›.
وأبدى أبو نصيرة استغرابه ‹من حجم المشاركة من وفود الأنظمة العربية الرسمية في التعزية بوفاة بيرس أو المشاركة في جنازته، وهو الذي يقف خلف جرائم قتل الآلاف من الفلسطينيين والعرب على مدار عقود من تقلده لمناصب قيادية›.
ودعا القيادي في لجان المقاومة إلى تصحيح المسار العربي في التعامل مع إسرائيل، ووقف التطبيع بكافة أنواعه. وكان عباس بعث الأربعاء، برقية تعزية لعائلة بيرس، معزيا بوفاته، فيما أكدت مصادر إسرائيلية موافقة رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو على طلب عباس وخمسة مسئولين كبار بالسلطة الفلسطينية المشاركة بجنازة بيرس.
ومات فجر الأربعاء، بيرس عن عمر ناهز (93 عاما)، قضاها في بناء مؤسسات الاحتلال، حيث يعد من مؤسسي «الدولة» وهو المؤسس للبرنامج النووي الإسرائيلي، ومسؤول المفاوضات مع منظمة التحرير الفلسطينية التي أفضت لتوقيع اتفاقيات ‹أوسلو›.