التبرع بالدم يحمي من الأمراض الوراثية

مزاج الخميس ٢٩/سبتمبر/٢٠١٦ ٠٧:١٢ ص
التبرع بالدم يحمي من الأمراض الوراثية

ييل - سارة ميلر - ترجمة: أحمد بدوي

بفضل التبرع بالدم لم تظهر أعراض مرض وراثي على مسن يبلغ من العمر 83 عاما.

ووفقا للدكتور كوهتارو أوكا أخصائي الأمراض الباطنية في كلية الطب جامعة ييل الأمريكية أن الرجل مصاب بالاصطباغ الدموي الوراثي، وهي حالة تتسبب في امتصاص الجسم الكثير من الحديد من الغذاء. وبالطبع هناك تأثيرات واسعة النطاق قد تحدث نتيجة زيادة الحديد في الجسم. فالكبد، وهو العضو المسؤول عن تخزين الحديد، عرضة بشكل خاص لآثار الحديد الزائد، وتراكم الحديد في الكبد يمكن أن يؤدي إلى أضرار وحدوث تندب، وزيادة التندب بصورة حادة يتسبب في تليف الكبد. كما أن وجود كمية زائدة من الحديد في الجسم قد تؤدي كما يقول د أوكا إلى آلام المفاصل ومشاكل في البنكرياس، بما في ذلك مرض السكري.

إلا أن الرجل الذي لم يعرف أنه مصاب بتلك الحالة لم تظهر عليه أي أعراض للمرض إلى أن وصل عمره 83 عاما. وتقول الدكتورة تمار تادي الأستاذ المساعد لأمراض الجهاز الهضمي في جامعة ييل، والتي شاركت في كتابة التقرير عن الحالة ونشر في عدد شهر أغسطس من مجلة BMJ إن الأشخاص المصابين بمرض الاصطباغ الدموي الوراثي غالبا ما تبدأ الأعراض في الظهور في الأربعينيات والخمسينيات، حيث إن ارتفاع مستوى الحديد في الجسم ووصوله إلى درجة تسبب هذه الأعراض يستغرق وقتا طويلا في العادة. ولعلاج هذا المرض يحتاج الأطباء إلى إزالة الحديد من الجسم، حيث يتم سحب الدم الممتلئ بالحديد.وفي هذه الحالة يبدو أن مواظبة الرجل على التبرع بالدم لعقود كان بمثابة حماية له من أعراض المرض. وقالت د. تادي إن مرض الاصطباغ الدموي الوراثي واحد من بين عدد قليل من الأمراض التي لا يزال الأطباء يعالجونها عن طريق الفصد (إخراج دم من الجسم) وتقول د. تادي أن أعراض الاصطباغ الدموي الوراثي تتأخر لدى النساء عن الرجال حيث تظهر عادة في الستينات، فالنساء أقل عرضة لتراكم الحديد الزائد في الجسم بسبب الحيض والذي يؤدي إلى فقدان الدم شهريا.

وتشير د. تادي إلى أن وجود كميات زائدة بصورة كبيرة من الحديد في الجسم نادر الحدوث بالنسبة لمعظم الناس، حيث إن كمية الحديد التي يتم امتصاصها تخضع لدرجة عالية من التنظيم في الجسم. وعادة لا يمتص الجسم أكثر من 2 ميليجرام من الحديد يوميا ويتم التخلص من أي كميات زائدة. وقد اكتشف الأطباء أن الرجل مصاب بالمرض بعد أن حضر وهو يعاني آلام غامضة في البطن، وتبين أن الألم ليس له علاقة بالحالة، غير أن الاختبارات أظهرت وجود مستويات عالية من الحديد في الدم. وكشفت اختبارات إضافية وجود كتلة سرطانية في الكبد وأن كبده كانت مليئة بالحديد. وقالت د. تادي إن هذا النوع من السرطان لا يوجد سوى لدى الأشخاص المصابين بتليف الكبد.وقال الرجل إنه كان يواظب على التبرع بالدم منذ العشرينيات من عمره واستمر في ذلك بصورة منتظمة لأكثر من 20 سنة.
لايف ساينس