كلينتون تسعى للاستفادة من المناظرة وترامب يتوعد بالثـأر

الحدث الخميس ٢٩/سبتمبر/٢٠١٦ ٠٧:٠٣ ص
كلينتون تسعى للاستفادة من المناظرة وترامب يتوعد بالثـأر

واشنطن – - وكالات

قالت صحيفة واشنطن بوست، إن كلينتون سعت للاستفادة من تفوقها في المناظرة الرئاسية الأولى مع منافسها الجمهوري دونالد ترامب والتي كشفت عن نقاط ضعفه، وانتقدت قيمه وشخصيته في محاولة لتوسيع ائتلافها من النساء والأقليات والناخبين الشباب.

بينما سارع ترامب من جانبه لدفع حملته للأمام، وفي حين أن المرشح الجمهوري أصر على أنه لم يكن متوترًا، إلا أنه ومستشاريه اغتنموا الأعذار لشرح لماذا لم يؤد بشكل جيد في المناظرة الأولى.

ولم يبدو ترامب نادما، وكان حريصا للدفاع عن ماضيه، وتعهد بمهاجمة كلينتون واستغلال خيانات زوجها السابقة في المواجهة المقبلة بينهما.
وأوضحت الصحيفة أنه في بلد منقسم حول مرشحين يفتقران للشعبية بشكل غير مسبوق في الانتخابات الأمريكية، فإن الدعم الأساسي لترامب لن يهتز على الأرجح بأدائه في المناظرة. إلا أن الديمقراطيين يقولون إنهم يشعرون أن مزاجية ترامب وسلسلة التصريحات التى أدلى بها جعلته أكثر عرضة للتدقيق، الأمر الذي سيزيد الصعوبات أمامه للفوز بالناخبين الذين لم يحسموا قرارهم بعد وهم الذين يتودد إليهم، لاسيما النساء البيض.

سقف التحدي

وسعى كل من هيلاري كلينتون ودونالد ترامب الى تحسين صورتيهما بعد مواجهة حامية دارت بينهما خلال أول مناظرة تلفزيونية تبادلا خلالها الإهانات وواصلا بعدها حملتهما للفوز بولايات أساسية.
وانتقدت هيلاري كلينتون خصمها الجمهوري بشدة لـ»مواقفه غير المتماسكة» وكأنها تحاول الخروج من أسوأ فترة في حملتها الانتخابية التي أطلقتها قبل 15 شهرا بعد أن أصيبت بالتهاب رئوي واستخفت بمناصري دونالد ترامب.
ورد ترامب أمام المئات من أنصاره في ولاية فلوريدا «سنتخلص من تلك المرأة المحدبة» متهما الصحافة بالانحياز.
من جهتها قالت كلينتون للصحافيين في الطائرة التي تنقلها لمواصلة حملتها الانتخابية «أشعر بإيجابية كبيرة» وذلك بعد يوم من أكثر مناظرة تلفزيونية مشاهدة للاقتراع الرئاسي في تاريخ الولايات المتحدة مع 84 مليون مشاهد بحسب مؤسسة نيلسن. وأكد عدد كبير من المحللين السياسيين أن المناظرة صبت في مصلحة المرشحة الديموقراطية التي هاجمت خصمها مرارا في قضايا مثل الضرائب والسياسة الخارجية والإرهاب.
وقالت «النقطة الأساسية تتعلق بالطبع والمواصفات والمزايا لتولي أصعب وأهم منصب في العالم وأعتقد أن العالم لاحظ أمس التباين الكبير بيننا».
وفي حملة انتخابية خلطت الأوراق وقسمت البلاد وقلبت المعايير السياسية، يصعب التكهن بوقعها على صناديق الاقتراع في الثامن من نوفمبر.
في هذه الأثناء انتقل ترامب الى فلوريدا لاستمالة الناخبين من أصل اسباني الذين أظهرت استطلاعات الرأي أنهم يفضلون كلينتون ولحضور حفلتين لجمع الأموال وتقليص الفارق مع كلينتون.
وبعد أن حطت طائرته البوينغ 757 الخاصة على أرض المدرج في ميلبورن خرج ترامب منها وسط تصفيق مناصريه على الطريقة الهوليودية.

مرشحة الماضي

ولم يفوت ترامب الفرصة في مهاجمة كلينتون بعنف على أدائها في المناظرة في حين رددت الحشود «تخلص منها». وقال «إنها مرشحة الماضي ونحن نمثل المستقبل». وأضاف «خبرتها الوحيدة هي الفشل». وأعلن أن حملته جمعت 18 مليون دولار في الساعات الـ24 الاخيرة. وكان المرشح الجمهوري جمع 90 مليون دولار في اغسطس وكلينتون 143 مليونا.
في فلوريدا دعم أنصار ترامب مرشحهم بقوة كونه الشخصية الوحيدة القادرة على إيجاد وظائف واتهموا كلينتون بأنها تسعى إلى تحقيق طموحات شخصية فقط.
وقالت الاين نان (40 عاما) التي تعمل في القطاع المالي وتقيم في سيباستيان على بعد 32 كلم من مليبورن على ساحل فلوريدا «أعجبت بكل ما قاله». واضافت لوكالة فرانس برس بعد خطاب استمر لساعة «هو ليس سياسيا. ليس لديه أي دوافع مخفية».
لكن ترامب يواجه مهمة صعبة إذا أراد كسب الناخبين من اصل اسباني الذين يفضلون كلينتون في خمس ولايات اساسية وفقا لاستطلاع أخير لفلوريدا اتلانتيك يونيفورسيتي. وفي ميامي مر موكب ترامب امام مجموعة من المحتجين رفعوا يافطة كتب عليها «لا لترامب لا لطائفة كوكلوس كلان ولا للعنصرية في أمريكا».

استمالة الناخبين

من جهته توجه الجمهوري دونالد ترامب الى فلوريدا، الولاية الاساسية في سباق الانتخابات الرئاسية، في محاولة لاستمالة الأمريكيين المتحدرين من أمريكا اللاتينية وذلك في حي «هافانا الصغيرة» بميامي.
وقال أمام تجمع صغير مكون أساسا من أمريكيين من أصل كوبي «تعرفون انه عندما بدأت مع ذوي الأصول الأمريكية اللاتينية، كنت أعرف أنه لدي علاقات ممتازة معهم، لكن الصحف لم تر الأمور على هذا النحو».
وأضاف وسط التصفيق «الآن نحن نتقدم في فلوريدا وذلك يعود بشكل كبير لذوي الأصول الأمريكية اللاتينية»، رغم أن الاستطلاعات الأخيرة تشير الى التعادل في فرص الفوز بينه وبين كلينتون.
ورغم هذا التباهي، لا يزال أمام ترامب عمل كثير لكسب اصوات ذوي الأصول الأمريكية اللاتينية، كما أثبتت ذلك تظاهرة محتجين تجمعوا على مسار موكبه رافعين يافطات كتب عليها «لا لترامب، لا لكو كلوكس كلان، لا لأمريكا عنصرية».
وتتمتع هيلاري كلينتون بتقدم مريح لدى ذوي الأصول الأمريكية اللاتينية في خمس ولايات أساسية. فنوايا التصويت لها في فلوريدا 53 بالمئة مقابل 34 بالمئة لترامب، بحسب آخر استطلاع لجامعة فلوريدا اتلانتك. وفي الواقع فإن ترامب تهجم بشدة منذ بداية حملته في يونيو 2015، على المكسيكيين الذين اتهمهم بأنهم مرتكبو جرائم اغتصاب وتهريب مخدرات وبأنهم مجرمون.
وبين أبرز مقترحاته في الحملة إقامة جدار على طول الحدود مع المكسيك لمنع دخول المهاجرين السريين. كما هدد بطرد ملايين المهاجرين الذين لا يحملون أوراق إقامة الى بلدانهم وضمنهم الكثير من ذوي الأصول الأمريكية اللاتينية.
والثلاثاء تحدث ترامب بشكل عام عن الأزمة في فنزويلا ووعد بتحسين ادارة العلاقات مع كوبا ودعا مستمعيه، وأغلبهم من أصول كوبية، الى التوجه الى مكاتب الاقتراع في الثامن من نوفمبر.

وقال ترامب في الاجتماع «أرى المشاكل في نشرات الأخبار كل مساء، وأتابع ما يحدث وأتوقع أنكم لستم على ما يرام».

ولدى تطرقه الى تحسن العلاقات بين هافانا وواشنطن، وعد ترامب ليس بمجرد اتفاق بل بـ «اتفاق جيد». وقال «سنبرم هذا الاتفاق، صدقوني».
ولم يغفل ترامب عن تقديم التعازي في وفاة لاعب بيسبول من اصل كوبي في فريق فلوريدا مارلينز المحلي كان لقي حتفه نهاية الاسبوع في حادث مركب.
وحرص المرشح على بساطة التجمع فلا موسيقى ولا مقدمات طنانة، ولم يكن على المسرح غيره وهو جالس على أريكة، في مشهد بعيد عن اجتماعته الكبيرة المعتادة أمام آلاف الانصار. غير أن الملياردير بدا وكأنه يخاطب نفسه. فقد كان التجمع مفتوحا فقط للمدعوين وجميع الحاضرين الذين سألتهم وكالة فرانس برس عبروا عن تأييدهم لمواقف ترامب حول الهجرة.
ولم يطرح أي من الأشخاص الخمسة الذين تحدثوا في التجمع أي سؤال على ترامب، مكتفين بالإشادة بـ «تضحياته» وبعضهم خاطبه قائلا «السيد الرئيس».
وعند خروجه من الاجتماع توقف ترامب عند مخبز لشراء بعض القهوة والطعام. فصعد أناس على كراسي لرؤيته.
وقال ديفيد لوبيز وهو طالب في العشرين من العمر «يجب أن يتخلى حقيقة عن كافة وعوده السياسية، لأقرر عدم التصويت له». وأضاف «أما أن أصوت لكلينتون فهذا لن يحدث أبدا». وتوجه ترامب بعد ذلك إلى جمع في أحد عنابر مطار كما يشمل برنامجه اجتماعين. لجمع أموال في ذلك اليوم المكثف في الولاية التي يمكن أن تحسم أمر الانتخابات الرئاسية.