أنقرة تترقب رد واشنطن حول تسليم جولن

الحدث الخميس ٢٩/سبتمبر/٢٠١٦ ٠٧:٠٢ ص
أنقرة تترقب رد واشنطن حول تسليم جولن

أنقرة - ش – وكالات

قال وزير العدل التركي بكر بوزداج امس الأربعاء إن مسؤولين أمريكيين أبلغوا نظراءهم الأتراك إنهم سيردون خلال يومين على طلب تركيا القبض على فتح الله جولن الذي تلقي تركيا باللوم عليه في محاولة الانقلاب الفاشل.
وتريد تركيا من الولايات المتحدة تسليم كولن المقيم في بنسلفانيا ومحاكمته بتهمة التخطيط لمحاولة الانقلاب على الحكومة في 15 يوليو تموز في تهمة ينفيها جولن البالغ من العمر 75 عاما.
وكان بوزداج يتحدث في مقابلة بُثت على الهواء مباشرة مع قناة (إن.تي.في) التلفزيونية.
وكانت واشنطن قالت إنها تتعاون مع أنقرة فيما يتعلق بهذا الأمر وطلبت من حليفتها في حلف شمال الأطلسي الصبر في الوقت الذي تبحث فيه طلب تسليم كولن حتى يتماشى مع المتطلبات القانونية الأمريكية.

تحقيقات
من جهة اخرى اعلنت تركيا امس الاربعاء انها اوقفت اكثر من ثلاثين الف شخص في اطار التحقيق حول محاولة الانقلاب الفاشلة في تموز/يوليو الماضي بعدما اطلقت السلطات حملة تطهير واسعة استهدفت مناصري الداعية السابق فتح الله غولن الذي تتهمه بتدبيرها.
وغداة المحاولة الانقلابية، اقالت السلطات التركية في اجراءات غير مسبوقة عشرات الاف الاشخاص من كل القطاعات بينهم عسكريون واساتذة وقضاة ومعلمون او صحافيون للاشتباه بارتباطهم بجماعة غولن المقيم في الولايات المتحدة.
وقال وزير العدل التركي بكير بوزداغ لشبكة التلفزيون "ان تي في" انه "منذ 15 تموز/يوليو فتحت تحقيقات حول نحو سبعين الف شخص تم توقيف 32 الفا منهم".
واشار الى "احتمال القيام بتوقيفات اخرى" وكذلك الى امكانية "الافراج عن بعض الاشخاص الموقوفين مع وضعهم تحت مراقبة القضاء او اطلاق سراح آخرين بالكامل" بدون توجيه اي اتهامات اليهم.
وتتهم السلطات التركية فتح الله جولن بالوقوف وراء المحاولة الانقلابية التي جرت في 15 تموز/يوليو وقتل فيه 270 شخصا وجرح آلاف آخرون.
وجولن عدو الرئيس التركي رجب طيب اردوجان يقيم منذ 1999 في الولايات المتحدة وتطالب انقرة باصرار بتسليمه، وهو ينفي اي ضلوع له بالانقلاب الفاشل.

محاكمات واسعة النطاق
وبين الذين اوقفوا في اطار حملة التطهير الواسعة النطاق والتي اثارت انتقادات شديدة في الغرب، شخصيات من عالم الاعلام مثل رئيس التحرير السابق لصحيفة "ترف" الصحافي الشهير احمد ألتان.
وطالت حملة التطهير للمرة الاولى الثلاثاء جهاز الاستخبارات حيث اقالت السلطات 87 عنصرا من هذا الجهاز للاشتباه بارتباطهم بجمعية فتح الله غولن.
وفتح تحقيق جنائي بحق 52 منهم. وبالاجمال تم تعليق مهام 141 من عناصر جهاز الاستخبارات.
وتستهدف السلطات التركية ايضا في حملة التطهير كل الاشخاص الذين لهم علاقة بمتمردي حزب العمال الكردستاني الذي يخوض نزاعا مسلحا ضد الجيش التركي منذ 1984 وتعتبره انقرة "منظمة ارهابية". واقيل حوالى ثلاثين رئيس بلدية في جنوب شرق البلاد حيث تقيم غالبية كردية فيما علقت مهام 11 الف معلم.
ويفترض ان تجري محاكمة الاشخاص الذين توجه اليهم التهم في اطار التحقيق في محاولة الانقلاب لكن اجراء محاكمات يبدو عملية معقدة جدا بسبب العدد الكبير من المتهمين.
وردا على سؤال عن محاكمة الموقوفين، قال بوزداغ انه "لا يعرف في الواقع كيف ستنظم هذه المحاكمات".
واوضح "في بعض المناطق في تركيا هناك حاجة لمحاكم واسعة النطاق". واضاف ان "هذا لا ينطبق على اسطنبول وانما على انقرة حيث ليس هناك مكان يمكننا فيه المحاكمة في قضية يكون عدد الموقوفين فيها كبير جدا". وتابع "المحاكمات ستجري في عدة مدن في تركيا".
وبالتالي قد تشهد تركيا محاكمات مدوية في الاشهر والسنوات المقبلة فيما لا تزال القضية المعروفة باسم "أرغنكون" مطبوعة في الاذهان. وبدأت تلك القضية في 2007 لكن محاكمات البداية الاولى لم تنته الا في العام 2013.
وفي تلك القضية اتهم مئات الاشخاص بينهم عشرات الضباط الكبار بتدبير خطة للاطاحة بالسلطة.

وكانت وسائل الإعلام الرسمية فى تركيا قد افادت في وقت سابق بأن السلطات أصدرت أوامر اعتقال بحق 121 شخصا فى إطار التحقيقات الجارية بشأن محاولة الانقلاب الفاشلة، التى شهدتها البلاد فى يوليو الماضى.
وذكرت شبكة "إيه.بى. سي" الأمريكية امس الاول الثلاثاء، أن من بين المطلوب القبض عليهم مدير إحدى الجمعيات الخيرية ذات الصلة برجل الدين فتح الله جولن المقيم فى الولايات المتحدة الأمريكية، والذى تتهمه أنقرة بأنه وراء محاولة الانقلاب.
وأوضحت الشرطة التركية أنه تم شن حملات بحث فى 18 مدينة لملاحقة المطلوب اعتقالهم.
يشار إلى أن تركيا اعتقلت آلاف الأشخاص للاشتباه فى علاقتهم بمحاولة الإنقلاب، كما تم تسريح عشرات الآلاف من وظائفهم بالمؤسسات الحكومية، والتى من أبرزها الجيش والشرطة والقضاء والتعليم.