«بيريز» بين نوبل السلام ومجزرة قانا

الحدث الخميس ٢٩/سبتمبر/٢٠١٦ ٠٧:٠٢ ص
«بيريز» بين نوبل السلام ومجزرة قانا

عواصم –

بعد إعلان وفاته صباح أمس الأربعاء، وصفت وسائل الإعلام الإيرانية، الرئيس الإسرائيلي السابق بالـ»صهيوني» السفاح الذي حصل على جائزة نوبل للسلام.

وقال إعلام إيران، إن بيريز مسؤول عن المجازر التي ارتكبت بحق الفلسطينيين والعرب، من بينها مجزرة قانا في العام 2006 التي وقعت في لبنان عندما قصف مقر الأمم المتحدة الذي احتمى به بعض النازحين. وأشغل بيريز على مدى خمسة عقود مناصب نيابية ووزارية مختلفة، وهو الوحيد الذي تولى منصبي الرئاسة ورئاسة الوزراء في إسرائيل. يذكر أن الرئيس السابق شيمون بيريز توفي أمس الأربعاء، في تل أبيب عن عمر يناهز 93 عاما، بعد أن نقل إلى المستشفى بعد إصابته بسكتة دماغية قبل نحو أسبوعين وتحسنت حالته قليلا قبل أن تتدهور فجأة يوم الثلاثاء.

جانب مختلف

على الجانب الآخر ذكرت وكالة الأنباء الأمريكية «أسوشيتد برس» أن قادة العالم الحاليين والسابقين قد نعوا وفاة شيمون بيريز صباح امس الأربعاء، حيث وصفوه بأنه «وطني ورجل دولة ذو بصيرة وكان ملتزمًا بتحقيق السلام في المنطقة».
قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في نعيه بيريز أنه «جوهر إسرائيل» مشيرًا إلى أنه حارب من أجل استقلال إسرائيل «وخدم أرضه في كل منصب حكومي تقلده، بما في ذلك كونه رئيس وزراء».
وصرَّح الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون أن بيريز كان «عبقريًا بقلب كبير الذي كان يتطلع لمستقبل المصالحة وليس الصراع والتمكين الاقتصادي والاجتماعي».
كما مدح رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، الذي عمل ايضا كمبعوث سلام في الشرق الأوسط، في التزام بيريز بالسلام، بينما أشار الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش لإنسانيته وتفاؤله.
وقد أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه سيعقد اجتماعا لرئاسة الوزراء ومن ثم سوف تقوم لجنة بإعداد الترتيبات لإقامة مراسم الجنازة يوم الجمعة المقبل والتي من المتوقع أن يحضرها العديد من قادة العالم.
فيما أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برئيس الوزراء الإسرائيلي السابق شيمون بيريز متحدثا عن «شجاعته» و»حسه الوطني».
وقال بوتين في بيان صدر عن الكرملين «كانت لدي الفرصة مرات عدة للتحدث الى هذا الرجل الرائع. في كل مرة، أعجبت بشجاعته وحسه الوطني وحكمته ورؤيته على الأمد الطويل».

جنازة

على الجانب الآخر اعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية أمس الأربعاء أن الرئيس الأمريكي باراك اوباما وقادة اجانب اخرون بينهم ولي العهد البريطاني الامير تشارلز اكدوا حضورهم جنازة الرئيس الاسرائيلي السابق شيمون بيريز التي ستجرى الجمعة. وقال ايمانويل نحشون لوكالة فرانس برس ان بيريز سيدفن عند الساعة 11,00 (8,00 تغ) من يوم غد الجمعة في مقبرة جبل هرتزل التي دفن فيها عدد من القادة الكبار الإسرائيليين. ومن المتوقع أن يحضر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والألماني يواكيم غاوك الجنازة ايضا. وتوفي بيريز حائز جائزة نوبل للسلام عن 93 عاما فجر الأربعاء بعد أسبوعين من إصابته بجلطة دماغية في مستشفى في إحدى ضواحي تل أبيب.
وبيريز هو الشخصية الأخيرة من جيل مؤسسي دولة إسرائيل واحد المهندسين الرئيسيين لاتفاق أوسلو للسلام مع الفلسطينيين في 1993. كان بيريز أيضا احد مهندسي البرنامج النووي لإسرائيل التي تعتبر القوة الذرية العسكرية الوحيدة في الشرق الأوسط.

توفي الرئيس الإسرائيلي السابق شيمون بيريز حائز جائزة نوبل للسلام عن 93 عاما فجر الأربعاء بعد اسبوعين من اصابته بجلطة دماغية في مستشفى في إحدى ضواحي تل ابيب. وقال ابنه حيمي للصحافيين الذين توجهوا الى مستشفى تل هاشومير في رامات غان بعد اعلان وفاته «نودع اليوم بحزن عميق والدنا العزيز، تاسع رئيس لدولة اسرائيل شيمون بيريز». وقال رافي والدن طبيب بيريز وصهره في نفس الوقت لوكالة فرانس برس إن بيريز توفي اثناء نومه قرابة الساعة الثالثة فجرا متأثرا بجلطة دماغية. واكد والدن للصحافيين بعد ذلك أن «شيمون بيريز وافته المنية دون معاناة».

وصرح مصدر قريب من العائلة لفرانس برس مشترطا عدم نشر اسمه أن بيريز اسلم الروح محاطا بأفراد عائلته.
تولى بيريز رئاسة الحكومة مرتين بين 1984 و1986، ثم في 1995-1996، والرئاسة بين 2007 و2014. وشغل على مدى اكثر من خمسين عاما جميع مناصب المسؤولية تقريبا من دفاع وخارجية ومالية وسواها. كان بيريز ايضا احد مهندسي البرنامج النووي لإسرائيل التي تعتبر القوة الذرية العسكرية الوحيدة في الشرق الاوسط. واعرب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن «حزنه العميق» بيريز، بحسب بيان صادر عن مكتبه. واشار البيان ان نتانياهو «سيعقد جلسة خاصة للحكومة» حدادا على بيريز. وكان بيريز اصيب في 13 سبتمبر الفائت بجلطة دماغية رافقها نزيف داخلي نقل على اثرها الى قسم العناية الفائقة في مستشفى تل هاشومير، حيث اعلن الاطباء أن وضعه حرج واخضع للتنفس الاصطناعي في قسم العناية المركزة. واكد مصدر في محيطه طالبا عدم كشف هويته لفرانس برس ان وضعه الصحي تدهور الاثنين. واعترف المصدر نفسه الثلاثاء بأن «الرئيس بين الحياة والموت» وبان الجلطة تسببت بأضرار دماغية دائمة.

نوبل السلام ومجزرة قانا

كان بيريز في قلب المعارك الكبرى في تاريخ اسرائيل وفي صلب السجالات العنيفة التي واكبت الحياة السياسية في هذا البلد، وتحول إلى شخصية توافقية، وينظر إليه الإسرائيليون على أنه احد حكماء البلاد.
وفي 1994 نال بيريز مع رئيس الوزراء الاسرائيلي اسحق رابين والزعيم الفلسطيني ياسر عرفات جائزة نوبل للسلام عن «جهودهم لإحلال السلام في الشرق الأوسط». ويرتبط اسم بيريز ببداية انشطة الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة وبقصف مخيم تابع للامم المتحدة في بلدة قانا في جنوب لبنان في 1996 في مجزرة راح ضحيتها اكثر من مئة مدني.
وكان بيريز يصنف من بين «صقور» حزب العمل، وقد وافق حين كان وزيرا للدفاع في السبعينيات على بناء اولى المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة.
غير انه انتقل فيما بعد الى صفوف «الحمائم» ولعب دورا حاسما في ابرام اتفاقات اوسلو مع الزعيم الفلسطيني التاريخي ياسر عرفات في 1993 فيما كان اسحق رابين رئيس الوزراء آنذاك يشكك بقوة في العملية السلمية.
وكان بيريز المعروف عنه اعتناؤه الشديد بصحته ومحافظته على نشاطه رغم تقدمه في السن، قال في احدى المرات ان سر عمره المديد يكمن في ممارسة الرياضة يوميا وتناول كمية قليلة من الطعام وشرب كأسين من النبيذ يوميا.
وفي سن الـ93 كان بيريز لا يزال ينشط من خلال مركز بيريز للسلام الذي يشجع التعايش بين اليهود والعرب، في وقت باتت آفاق تسوية النزاع الاسرائيلي الفلسطيني مسدودة اكثر من اي وقت مضى.
واضطر الى وقف نشاطاته مرتين في يناير لاصابته بعارضين في القلب خلال عشرة ايام. غير انه اكد بين الفترتين اللتين قضاهما في المستشفى، عزمه على استئناف العمل.
وحين سألته مجلة «تايم» في فبراير عما يفتخر به بصورة خاصة، أجاب «الامور التي سيتوجب علي القيام بها غدا. الامور التي قمنا بها تمت.
وهي من الماضي. ما يهمني هو الامور التي يمكننا ويجب علينا القيام بها غدا».