حسام بركات
يٌضرب المثل الشعبي “الخل أخو الخردل” عندما تكون الأمور متشابهة، وليس بينها فرق كبير، وعادة ما يُضرب للنوائب والمصائب.
تطبيقا عمليا لهذا المثل نجد أنه يصدق عندما لا يستطيع أحد مساعدة أحد تحت قاعدة فاقد الشيء لا يعطيه، ويضرب هذا المثل للمواساة أحيانا.
في كرة القدم العالمية أصبح الكل في الهم سواء، بعدما التهم الفساد المالي مفاصل المنظومة من رأسها إلى أسفل قدميها.
ودارت دائرة الشماتة هذه المرة على الكرة الانجليزية التي لطالما تغنت صحافتها بكشف الفساد الكروي في العالم مقابل نزاهة دولتهم العظيمة.
تقارير صحفية إنجليزية صادمة أكدت تورط سام آلاردايس (مدرب منتخب الاسود الثلاثة) بالحصول على رشوة من رجال أعمال للتحايل على قوانين الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم.
ونشرت صحيفة “تليغراف” البريطانية، شريط فيديو للمدرب آلاردايس، برفقة صحفيين قدموا أنفسهم له كرجال أعمال من شرق آسيا، لكي يساعدهم على الاستفادة المالية من سوق الانتقالات.
هذه المساعدة تلخصت في دخولهم كطرف ثالث بين وكلاء اللاعبين والأندية، وهو ما يتعارض مع القوانين في إنجلترا.
واتفق آلاردايس، في الجلسة التي تمت قبل أول معسكر يقوده لمنتخب الأسود الثلاثة، على ضمان استلامه مبلغ 400 ألف جنيه إسترليني، من أجل مساعدة هؤلاء الرجال.
وكشفت الصحف الانجليزية أيضا عن تورط آلاردايس في جلب اللاعب الاكوادوري إينير فالنسيا من صفوف نادي باتشوكا المكسيكي لينضم لوست هام يونايتد بالتعاون مع وكلاء لاعبين تحايلوا على القوانين بمساعدته.
الاعتقاد السائد فيما سبق أن المسؤولين والإداريين هم في الغالب الاكثر عرضه للفساد بحكم أن الأموال بين أيديهم، ولكن ما تكشف مؤخرا أن الأمور باتت أخطر من ذلك.
ليس السويسري سيب بلاتر او من سبقوه في الفيفا مثل البرازيلي هافيلانج أو حتى في اللجنة الأوللمبية الدولية مثل الاسباني سامارانش، مجرد استثناء، بل كل من لحقوا بهم يؤكدون سوداوية المشهد.
بلاتيني وبيكنباور ورؤساء اندية كبيرة وقطاع واسع من رجال الأعمال، ناهيك عن مدربين ولاعبين ايضا يشاركون في بيع ضمائرهم من أجل “صرة الذهب” التي لا يشبع منها أحد.
لم يبق نزيها في منظومة الكرة العالمية ربما سوى الجمهور الذي يدفع الفاتورة أصلا فتتحرك عقود النقل التلفزيوني التي تمول صفقات الملايين وتفتح باب الفساد على مصراعيه.
فإلى أين يذهب مستقبل كرة القدم وهل مساعي تطهيرها من الفساد ستنجح مع تولي قيادات شابة المسؤولية في أكبر الاتحادات القارية، أم أن الشباب ليسوا سوى نسخة كربونية عن العهد القديم؟
.am@karmicholding.com