علماء: علاقة طردية بين حجم مخ الحيوان وقدرته على حل مشكلات

نيويورك- (د ب أ)- أثبت علماء من الولايات المتحدة قدرة الحيوانات الثديية ذات احجام المخ الكبيرة على حل المشكلات التي تعترضها بصورة اكبر من الحيوانات ذات احجام المخ الأصغر بالنسبة لأجسامها. وكان العلماء يرجحون ذلك بالفعل من قبل، إلا أنهم لم يكونوا قد عثروا على أدلة علمية تؤكد هذه الحقيقة. أجرى الباحثون في سبيل إثبات هذه الحقيقة اختبارات على 39 نوعا من الحيوانات المفترسة بدءا من الدببة القطبية ومرورا بالقضاعة والنمور والضباع وحتى ثعالب الصحراء. وشملت الاختبارات واحدا يقيس مدى قدرة الحيوان موضوع على فك رباط حول صندوق للوصول إلى الغذاء الشهي الموجود بداخله. وتبين للباحثين أن هناك علاقة طردية بين حجم المخ مقارنة بحجم الجسم لدى الحيوانات وقدرته على حل المشاكل التي تصادفه وذلك حسبما ذكر الباحثون تحت إشراف سارة بينسون أمرام من جامعة وايمونج الأمريكية في دراستهم التي نشروا نتائجها في مجلة "بروسيدنجز" التابعة للأكاديمية الأمريكية للعلوم. أخضع الباحثون 140 حيوانا إجمالا من حدائق الحيوانات في أمريكا لاختبار ذكاء نجح 35% منها في المتوسط في الوصول للغذاء المخفي ولكن درجات نجاحها كانت متفاوتة.

وسجلت الدببة أعلى نسبة نجاح بين الحيوانات فى الاختبارات، حيث بلغ معدل نجاحها في حل لغز الغذاء المخبأ حيث وصلت نسبة 70% منها الى الغذاء المخبأ تليها فصيلة اللواحم العالمية المعروفة بالراتونيات مثل حيوان الراكون أو الراتون بنسبة 54% ثم فصيلة العرسيات (ابن عرس أو العرسة) بنسبة 47%. واحتلت فصيلة السموريات والتي ينتمي إليها حيوان السرقاط والنمس القزمي الترتيب الأخير في درجة الذكاء حيث لم ينجح أي منها في الوصول للغذاء. وأظهر مقطع مصور كيفية وصول بعض الحيوانات الى هدفها فورا وفك رباط الصندوق بيديها في حين حاول البعض الآخر استلال الصندوق من رباطه أو قضمه. وتبين للباحثين أن الحيوانات التي نجحت في فك رباط صندوق الطعام مرة كانت تزداد مهارة مع تكرار التجربة. وقالت بينسون أمرام، كبيرة الباحثين، في بيان صادر عن الجامعة إن نتائج الدراسة تعطي إشارة هامة للعلاقة بين حجم المخ لدى الحيوانات وقدرتها على حل المشاكل". وكان هناك خلاف بين الباحثين بشأن ما إذا كان حجم المخ مهما في حل المشاكل المعقدة، ورغم أن بعض الدراسات تؤكد ذلك إلا أن هذه العلاقة ثبتت بالنسبة لمجموعات صغيرة من الحيوانات فقط مثل القردة، والكائنات البحرية كالاسماك، والطيور. غير أن واضعى هذه الدراسة يؤكدون الآن أن نتائج دراستهم تدحض فرضا آخر شائعا بشأن تطور الذكاء يذهب أصحابه إلى أن الحيوانات التي تعيش في دائرة اجتماعية كبيرة تكون شديدة الذكاء. وتبين للباحثين بقيادة بينسون أمرام أن هذه الحيوانات التي تعيش في مجموعات كبيرة لم تكن أكثر نجاحا من الحيوانات التي تفضل العيش بمفردها، وأن قدرات أعضاء جسم الحيوان ليست ذات صلة بالقدرة الخاصة بحل المشكلات.