أجهزة متابعة اللياقة البدنية قد تزيد الوزن

مزاج الثلاثاء ٢٧/سبتمبر/٢٠١٦ ٢٢:٢٨ م

ريان هوبر - ترجمة: أحمد بدوي

كشفت دراسة استغرقت عامين أن الأجهزة القابلة للارتداء التي تقوم بمتابعة اللياقة البدنية قد لا تسهم في تحسين اللياقة، بل على العكس قد تؤدي إلى زيادة الوزن. وبالطبع فإن أجهزة التذكير والبيانات والنصائح والأدوات الأنيقة والتطبيقات السهلة تسعى جميعها الى جعلنا أكثر مسؤولية وصحة، ولكن للأسف فإن بعض التكنولوجيا قد لا تناسب الانفعالات والعواطف البشرية، لا سيما تلك التي تجاهد للمواظبة على نظام غذائي معين.

وقالت الدراسة الجديدة أن أجهزة متابعة النشاط البدني القابلة للارتداء والتي صممت لزيادة الدافعية لدى المستخدمين لحرق المزيد من السعرات الحرارية على مدار اليوم لم تساعد أي شخص (خلال الدراسة) على فقدان الوزن. وأظهرت التجارب أن الأشخاص ذوي الوزن الزائد المتابعين لبرامج حمية غذائية واستخدموا الأدوات المحمولة على الذراع قد زاد وزنهم أكثر في المتوسط مقارنة بالأشخاص الذين استخدموا نظم غذائية بأساليب قديمة. وجاءت نتائج الدراسة التي نشرت الثلاثاء في عدد مجلة JAMA مخالفة لدراسات سابقة وجدت أن أجهزة المتابعة يمكن ان تعزز فقد الوزن، إلا أن التجارب السابقة كانت أصغر وخلال نطاق زمني أقصر.
وقال مؤلفو الدراسة إن البيانات الجديدة تشير إلى أن ادخال التكنولوجيا في حل مشاكل كبيرة مثل اللياقة البدنية والنظام الغذائي وقوة الإرادة والتحفيز تتطلب دراسات أكثر دقة على المدى الطويل.

وأشار د. جون جاكسيس من جامعة بيتسبيرج وقائد فريق البحث في الدراسة إلى أننا يجب أن نكون حذرين قليلا من التفكير أن كل ما علينا القيام به هو مجرد إضافة التكنولوجيا الى تدخلات أثبتت فعاليتها ثم نتوقع نتائج أفضل.

وخلال الدراسة بدأ د جاكسيس وزملاؤه بواحد من تلك التدخلات السلوكية الفعالة، حيث ضمت الدراسة 471 من البالغين (الذين تتراوح أعمارهم بين 18-35) ويعانون زيادة الوزن (متوسط وزن حوالي 210 رطل) ويرغبون في فقدان بعض الوزن. وفي الأشهر الستة الأولى اتبع المشاركون نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية مع وضع خطة للياقة البدنية وتسجيل ما يتم تحقيقه من تقدم في النظام الغذائي وحضور جلسات استشارية جماعية أسبوعية.
وبعد ستة أشهر كان الجميع قد فقد حوالي 17 – 18 رطلا من الوزن في المتوسط. وبعد ذلك تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين، وحصلت مجموعة واحدة على أجهزة تتبع اللياقة لمدة 18 شهرا، في حين اتبع باقي المشاركين طريقة معيارية تقليدية بتسجيل نشاطهم في موقع الدراسة. وبعد مرور 24 شهرا كان العديد من المشاركين في كلا المجموعتين قد استعادوا بعض الوزن الذي خسروه في الأشهر الستة الأولى. وكان وزن الأشخاص الذين اتبعوا خطة تقليدية أقل بـ 13 رطلا في المتوسط عن الوزن في أول الدراسة (قبل الأشهر الستة الأولى) في حين أن الأشخاص الذين استخدموا أجهزة تتبع النشاط الرياضي خسروا حوالي 8 أرطال فقط.

ومع أن النتائج قد فاجأت الباحثين إلا أنها لم تقدم أي أدلة واضحة عن أسباب التأثير السلبي لأجهزة تتبع اللياقة البدنية. وربما كان ذلك أن الأجهزة تعمل لدفع المستخدم الى الحركة الى أنها أدت الى جعلهم يشعرون بقدر أكبر من الجوع والجهد، كما أنه من الممكن أيضا أن الأشخاص ربما يكونوا قد شعروا بالاحباط مع مراقبة وتتبع لياقتهم البدنية كل يوم، وأنهم لن يحققوا هدفهم اليومي ومن ثم تخلوا عن الإلتزام.

وقال جاكسيس إن هناك حاجة ضرورية لدراسات مستقبلية للوقوف على مدى تاثير هذه العوامل المحتملة، الى جانب اختبار فعالية مختلف أجهزة تتبع اللياقة البدنية التي يمكن ارتداؤها. وقال: ربما يكون الأهم بالنسبة لنا أن نفهم من الأشخاص الذين يمكنهم الاستفادة من هذه الأجهزة بالفعل ومن قد يتسبب استخدامهم لها في نتائج عكسية.

الاندبندنت