دراسة أخرى: الحياة بدأت قبل 3.7 بليون سنة على الارض

مزاج الثلاثاء ٢٧/سبتمبر/٢٠١٦ ٢٢:٢٥ م

ديبورا نيتبورن
ترجمة: أحمد بدوي

منذ متى بدأت الحياة على كوكبنا؟ تقول دراسة جديدة أن الحياة على كوكبنا قد تعود الى اكثر من 3.7 بليون سنة. وفي الدراسة التي نشرت الاسبوع الماضي في مجلة نيتشر (Nature) وصف فريق من الباحثين الاستراليين هياكل مخروطية صغيرة كونتها كائنات حية دقيقة بعد أقل من مليار سنة من ولادة كوكب الأرض. ويضاف الإكتشاف إلى مجموعة متزايدة من الأدلة التي تشير إلى أن الحياة بدأت على الأرض منذ مراحل تكوينها الأولى. وفي تعليقها قالت أبيجايل أولوود عالم الجيولوجيا في مختبر الدفع النفاث في لوس انجلوس، كاليفورنيا: إذا كانت هذه هي شواهد رمزية لقبور أسلافنا الأوائل فإنها بحق آثار مذهلة.
وقد اتخذ البحث عن البدايات الأولى للحياة على كوكب الأرض العديد من الأشكال المختلفة، فقد حاول بعض الباحثين دراسة المعادن القديمة للكشف عن الآثار الكيميائية التي يرجح أن تكون ذات أصل بيولوجي، فيما ركز آخرون في بحثهم على البقايا المادية التي خلفتها الكائنات الحية الأولى على كوكب الأرض. وفي الدراسة الأخيرة عمد فريق البحث الى دراسة صخور تم الكشف عنها في الآونة الأخيرة في موقع حزام ايسوا جنوب غرب جرينلاند، والتي يوجد بينها بعض من أقدم الصخور على كوكبنا، ويعود تاريخها الى 3.7 بليون سنة، بينما كان العلماء يبحثون بصورة خاصة عن الستروماتوليتيس، وهي الهياكل التي أنتجتها الكائنات الحية الدقيقة التي حبست في الرواسب.
وبعد تكسير وفتح الصخور من هذه المنطقة، أعلن الباحثون اكتشاف الستروماتوليتيس من موقعين ظلت الصخور مستقرة فيهما نسبيا منذ بلايين السنين. وكشف مزيد من التحليل أن الهياكل ربما تكون قد ظهرت في بيئة بحرية ضحلة.
وكتبت أولوود: أن العثور على الستروماتوليتيس في مثل تلك الحالة هو أمر مفاجئ بالأخذ في الاعتبار أن عمر الصخور أصغر بنصف بليون سنة. ولكن لأنها قديمة جدا، فقد تشكلت قبل أقل من بليون سنة بعد ولادة كوكب الأرض، وسيكون على فريق البحث تحت قيادة ألين نوتمان من جامعة ولونجونج في نيو ساوث ويلز، أستراليا أن يبذلوا جهودا لإقناع غيرهم من العلماء أن الهياكل تمثل دليلا فعليا على المظاهر الاولى للحياة.
وفي ظل عدم وجود بقايا عضوية أو خلوية، يشير الباحثون إلى أربعة قرائن تؤيد أن التلال الصغيرة كونتها كائنات قديمة. وتشمل هذه القرائن الشكل المخروطي للهياكل والبنية الداخلية ذات الطبقات، وحقيقة أن الطبقات الرسوبية بين الأشكال المخروطية تبدوا أنها تكونت نتيجة تراكم الرواسب في مواجهة الأشكال المخروطية التي ظهرت من قاع البحر. كما لاحظ الباحثون اختلاف في وفرة كل من التيتانيوم والبوتاسيوم بين الستروماتوليتيس والصخور المحيطة بها.
تقول أولوود أن هذه الأدلة الأربعة ليست قاطعة الى الحد المطلوب للجزم بمثل هذه النتائج غير العادية. إلا أنها تضيف ان الهياكل الموجودة في موقع ايسوا من الواضح أنها ليست مجرد طيات أو هياكل نتجت عن انحسار المياه عنها. وأضافت أنه من الممكن أنها من الممكن أن تكون هياكل بيولوجية ، إلا أنها لا تستطيع أن تدحض تماما احتمال أنها تشكلت نتيجة ترسيبات معدنية من مياه البحر.

تربيون ميديا