مناظرة هيلاري وترامب «حاسمة»

الحدث الاثنين ٢٦/سبتمبر/٢٠١٦ ٢٣:٥٧ م
مناظرة هيلاري وترامب «حاسمة»

واشنطن – – وكالات

مع أن الأمريكيين لا يحبون أياً منهما، إلا أنهم يهتمون بأول مناظرة رئاسية بين المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون والجمهوري دونالد ترامب أمس الاثنين بينما لا تزال استطلاعات الرأي تشير إلى تقارب كبير بينهما قبل ستة أسابيع على موعد الاستحقاق الرئاسي. بدأت المناظرة عند الساعة 21:00 (01:00 ت ج) وحققت نسب مشاهدة قياسية بخاصة بسبب التناقض بين شخصيتي المشاركين.

من جهة، كلينتون (68 عاما) وزيرة خارجية وسناتور سابقة تعرف ملفاتها عن ظهر قلب وتتمتع بخبرة كبيرة لكنها تجد صعوبة في إثارة الحماس وإقناع الناس بصدقها، إلا أنها استعدت بدقة.
في المقابل، ترامب (70 عاما) ملياردير ونجم سابق من تلفزيون الواقع. عفوي وشعبوي إلى أقصى حد لم يتولَ أي منصب عام، استعد للمناظرة لكن دون إفراط.
وقد أعرب معسكر كلينتون التي تطمح لأن تصبح أول امرأة رئيسة للولايات المتحدة، عن القلق من اعتماد «معايير مزدوجة» خلال المناظرة التي ستجري في جامعة هوفسترا بالقرب من نيويورك. ويقول العديد من الخبراء إن المشاهدين سيتوقعون جهدا أكبر من كلينتون.
وقال رئيس حملة كلينتون جون بوديستا الأحد لشبكة «إن بي سي» إنه «تحد بالنسبة إليها لأن ترامب يقول أمورا غير صحيحة».
كما شدد مدير حملتها روبي موك أمام شبكة «ايه بي سي» على «كل ما نطلبه هو أن يتم لفت النظر في حال قام ترامب بالكذب»، مضيفا أن كلينتون لا يمكنها في الوقت نفسه أن «تلعب دور الشرطي» وأن تقدم رؤيتها للمستقبل. ولدعم أقواله، نشر معسكر كلينتون صفحات عدة من الأكاذيب المنسوبة إلى ترامب. إلا أن الملياردير أشار إلى أن هذا ليس دور الصحفي الذي سيدير المناظرة وهو ليستر هولت الذي يقدم نشرة المساء في «ان بي سي».
وقال ترامب الخميس «عليه إدارة النقاش. إذا ارتكب أي منا خطأ فسنُهتم بالأمر»، منددا بـ«الضغوط» على هولت.

توتر حول المدعوين

تصاعد التوتر من جهة أخرى، في نهاية الأسبوع الفائت حول خيار المدعوين إلى القاعة التي ستجري فيها المناظرة.
فقد دعت كلينتون رجل الأعمال مارك كوبان الذي يملك فريق دالاس مافريكس لكرة السلة والذي يوجه انتقادات شديدة إلى ترامب. وتباهى كوبان في تغريدة بأن لديه مقعدا في الصفوف الأمامية.
وما كان من ترامب إلا الرد بأنه مستعد لدعوة جينيفر فلاورز، العشيقة السابقة لبيل كلينتون. وكتب ترامب في تغريدة «إذا كان كوبان الغبي (من برنامج بينيفاكتور لتلفزيون الواقع) الفاشل يتباهى بأنه سيجلس في الصف الأمامي ربما عليّ أن أُجلس جينيفر فلاورز إلى جانبه».
وأعربت فلاورز عن استعدادها لذلك.
في المقابل، لفت موك لشبكة «سي ان ان» إلى أن «ترامب يضيع ساعات على هذا النوع من المسائل قبل هذه المناظرة، دليل على أي نوع من القادة سيكون»، في إشارة إلى أنه غير مؤهل لتولي رئاسة الولايات المتحدة. من جهته، سعى مايك بنس مرشح ترامب لمنصب نائب الرئيس، إلى التهدئة، مؤكدا خلال نشرات تلفزيونية الأحد أن فلاورز ليست مدعوة.
وأوضحت مديرة حملة ترامب كيلي آن كونوار أن ترامب «أراد التذكير بأنه قادر على رد الضربات»، وسخرت من حملة كلينتون التي «وقعت في الفخ بسهولة».
يقول العديد من المحللين إن المناظرات لا تساعد المرشحين على الفوز لكن يمكن أن تكون السبب في خسارتهم. فأي هفوة حتى لو كانت جملة واحدة يمكن أن تلحق أضرارا جسيمة بحملتهم.
سيتعين على كلينتون أن تثبت بالإضافة إلى خبرتها بأنها جديرة بالثقة، أما ترامب فإنه يتمتع بالشخصية اللازمة ويركز مستشاروه على ضرورة أن يلزم الهدوء.
تدوم المناظرة 90 دقيقة وتشمل ثلاثة مواضيع هي «إدارة الولايات المتحدة وتحقيق الرخاء وضمان الأمن»، على أن تخصص 30 دقيقة لكل من هذه المواضيع.
أظهر استطلاع أجرته «واشنطن بوست» و«ايه بي سي نيوز» الأحد أن كلينتون لديها 46 % من نوايا التصويت في مقابل 44 % لترامب إذا تنافسا مع مرشحين اثنين آخرين أقل أهمية، وأن هذه النسبة ترتفع إلى 49 % و47 % تباعا إذا كانا يتنافسان بمفردهما.
وتجري مناظرتان أخريان في 9 و19 أكتوبر يديرهما صحفيان آخران.

لقاء مع نتنياهو

أعلن المرشح الجمهوري للبيت الأبيض دونالد ترامب الأحد خلال لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في نيويورك أنه سيعترف بالقدس عاصمة موحدة لدولة إسرائيل في حال انتخابه، وفقا لما أفادت حملته.
وقالت الحملة إن الاجتماع الذي استمر أكثر من ساعة عقد في برج ترامب في نيويورك وتطرق إلى «مواضيع عدة مهمة للبلدين». وأضافت في بيان أن «ترامب اعترف بأن القدس هي العاصمة الأبدية للشعب اليهودي منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام، وأن الولايات المتحدة، تحت إدارة ترامب، ستقبل في نهاية المطاف بالتوصية القديمة العهد للكونجرس بالاعتراف بالقدس عاصمة موحدة لدولة إسرائيل».
والقدس في صلب النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين. وضمت إسرائيل الشطر الشرقي من المدينة وأعلنت القدس برمتها عاصمة لها. لكن الأمم المتحدة نددت بعملية الضم، فيما يطالب الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة.
وأورد بيان حملة ترامب أن الأخير بحث أيضا مع نتنياهو «المساعدة العسكرية والأمن والاستقرار الإقليمي».
وتابع أن ترامب «اعترف بإسرائيل شريكا أساسيا للولايات المتحدة في الحرب العالمية على الإرهاب المتطرف. وقد ناقشا طويلا الاتفاق النووي مع إيران والمعركة ضد تنظيم داعش ومسائل أخرى عديدة تتصل بالأمن الإقليمي». وناقش الرجلان أيضا «التجربة الناجحة لإسرائيل (على صعيد) سياج أمني ساعد في تأمين حدودها».
وقال البيان أيضا إن «ترامب أقرّ بأن إسرائيل ومواطنيها عانوا منذ وقت طويل من الإرهاب. وهو يتفق مع رئيس الوزراء نتنياهو على أن الشعب الإسرائيلي يريد سلاما عادلا ودائما مع جيرانه، لكن هذا السلام لن يكون إلا حين يتخلى الفلسطينيون عن الكره والعنف ويقبلون بدولة إسرائيل كدولة يهودية».
من جهته، شكر نتنياهو لترامب «صداقته ودعمه لإسرائيل» بحسب بيان لمكتبه، وأضاف أن الرجلين التقيا لأكثر من ساعة وتناولا «المواضيع المتصلة بأمن إسرائيل وجهودها لبلوغ السلام والاستقرار».
وفي وقت لاحق، عقد نتنياهو اجتماعا مع المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في فندق «دبليو» في نيويورك، حيث يشارك رئيس الوزراء الإسرائيلي في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأكد بيان الحملة أن كلينتون شددت على «المصالح الإستراتيجية» بين البلدين، وأكدت دعمها لصفقة المساعدات العسكرية الكبيرة التي وعدت فيها الولايات المتحدة إسرائيل مؤخراً. وشدد البيان على أن البلدين سيعملان جنبا إلى جنب لـ«فرض وتنفيذ الاتفاق النووي مع إيران»، الذي تعارضه إسرائيل بشدة.
كما وعدت كلينتون نتنياهو بمساعدة إسرائيل على مواجهة «التهديدات الإرهابية» الإقليمية، بحسب ما أفادت حملتها.
وأوضح البيان أن «وزيرة الخارجية أعادت التأكيد على التزامها العمل من أجل حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني على أساس حل الدولتين عن الطريق التفاوض المباشر بين الطرفين».
وأضافت أن ذلك سيضمن «مستقبل إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية وآمنة مع حدود معترف بها، ويقدم للفلسطينيين الاستقلال والسيادة والكرامة».