كولومبيا توقع اتفاقاً تاريخياً مع متمردي «فارك»

الحدث الاثنين ٢٦/سبتمبر/٢٠١٦ ٢٣:٥٦ م
كولومبيا توقع اتفاقاً تاريخياً مع متمردي «فارك»

كارتاهينا (كولومبيا) – وكالات

عاشت كولومبيا أمس الاثنين يوما تاريخيا مع توقيع اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه مع متمردي «القوات المسلحة الثورية الكولومبية» (فارك) لإنهاء أكثر من نصف قرن من حرب أسفرت عن ملايين الضحايا. ووقّع الاتفاق الذي تم التوصل إليه في هافانا في 24 أغسطس، الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس وقائد حركة التمرد الماركسية رودريجو لوندونيو المعروف باسميه الحركيين «تيموليون خيمينيز» أو «تيموشنكو».

وألقى كل منهما كلمة في حفل توقيع الاتفاق الذي بدأ في الساعة 17:00 (22:00 ت ج) في باحة مركز المؤتمرات في كارتاهينا - المنتجع الذي يوصف بأنه «لؤلؤة الكاريبي»، بحضور حوالي 2500 شخص دعوا إلى ارتداء ملابس بيضاء وبينهم عدد من ضحايا النزاع.
وقال الرئيس سانتوس الأحد «أشعر بفرح كبير للكولومبيين». وأضاف «أشعر ببعض الرهبة من التحدي الذي ينتظرنا، المتمثل ببناء السلام. هذا الأمر سيتطلب جهدا كبيرا جدا من قبل كل الكولومبيين».
بين الشخصيات الأخرى التي دعيت إلى هذا الحدث غير المسبوق، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ونظيره لمنظمة الدول الأمريكية لويس الماجرو ووزيرا خارجية الولايات المتحدة جون كيري والفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين. وحضرت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاجارد ونظيرها على رأس البنك الدولي جيك يونج كيم المراسم التي ستستغرق سبعين دقيقة وتبث على التلفزيون مباشرة.
في المجموع، حضر وزراء خارجية 27 بلدا بينهم النرويجي بورجي بريندي وملك إسبانيا السابق خوان كارلوس والرئيسان السابقان للأوروجواي خوسيه موخيكا والمكسيك ارنستو زيديو، ورئيس الحكومة الإسبانية السابق فيليبي جونزاليس وكذلك الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي انان. وسبق الحفل مراسم تكريم من قبل الرئيس سانتوس لقوات الأمن. ثم ترأس الكاردينال بارولين في كنيسة سان بيدرو كلافر «صلاة من أجل المصالحة بين كل الكولومبيين» جرت في الوقت نفسه في «كل أماكن العبادة» في البلاد.
وبعد ذلك أقيمت مأدبة غداء بحضور الرئيس الكولومبي وكل ضيوفه. وقّع سانتوس الاتفاق بقلم حبر تم صنعه من رصاصة رشاش ثقيل أو بندقية استخدم أثناء الحرب سمي «باليجرافو». وقد حفرت عليه عبارة «الرصاص كتب ماضينا والتعليم هو مستقبلنا». وسيقدم نموذج منه بعد ذلك إلى كل رئيس دولة والأمين العام للأمم المتحدة.
وصادقت حركة «فارك» التي انبثقت في 1964 عن تمرد للفلاحين وتضم اليوم نحو سبعة آلاف مقاتل، على اتفاق السلام الجمعة خلال مؤتمر وطني نظم في ال ديامانتي في قلب معقلها التاريخي في كاجوان (جنوب شرق).
شاركت في النزاع المسلح على مر العقود عدد من مختلف حركات التمرد اليساري المتطرفة بينها «جيش التحرير الوطني» التي تؤمن بمبادئ تشي جيفارا والتي ما زالت ناشطة بعديدها البالغ 1500 مقاتل، وقوات شبه عسكرية يمينية متطرفة والقوات المسلحة.
وقد أسفر هذا النزاع عن سقوط أكثر من 260 ألف قتيل و45 ألف مفقود ونزح 6,9 مليون شخص من بيوتهم.