تقرير إخباري: حزب الأصالة والمعاصرة المغربي يقدم نفسه ضمانة في مواجهة "العدالة والتنمية" المحافظ

الحدث الاثنين ٢٦/سبتمبر/٢٠١٦ ٢٣:٥٥ م
تقرير إخباري:
حزب الأصالة والمعاصرة المغربي يقدم نفسه ضمانة في مواجهة "العدالة والتنمية" المحافظ

الرباط - ش - وكالات

يقدم حزب الأصالة والمعاصرة في المغرب نفسه على أنه مدافع عن "المشروع الديمقراطي الحداثي" في مواجهة "المد المحافظ" لإسلاميي حزب العدالة والتنمية الذين يقودون الحكومة، مركزا على قضايا المرأة والحريات.
ويقول أمين عام حزب الأصالة والمعاصرة إلياس العماري في حوار مع وكالة فرانس برس إن حزبه "يتخندق في الصف الديمقراطي الحداثي"، مضيفا "نسعى إلى تطوير المجتمع في تنافسنا مع المد المحافظ، وهذا المد المحافظ موجود داخل الدولة وخارج الدولة. وإذا أردنا أن نكون حداثيين يجب أن نواجه حتى التيار المحافظ داخل الدولة وليس فقط خارجها".
ويشكل حزب الأصالة والمعاصرة ثاني أكبر حزب في المشهد الحزبي والسياسي المغربي. تأسس سنة 2008 على يد فؤاد عالي الهمة، صديق دراسة الملك ومستشاره الحالي الذي انسحب من الحزب بداية 2011 بعد اتهامات بالفساد طالته.
ويتهمه حزب العدالة والتنمية الاسلامي الذي يقود التحالف الحكومي بأنه "دولة داخل الدولة". وانطلقت السبت في جميع أنحاء المغرب حملة الانتخابات البرلمانية الثانية منذ تبني دستور جديد سنة 2011 عقب حراك شعبي احتجاجي تلته انتخابات برلمانية حملت الإسلاميين لأول مرة في تاريخهم لقيادة تحالف حكومي يضم أيضا ليبراليين وشيوعيين ومستقلين.
ويرى العماري (49 سنة) الذي انتخب أمينا عاما للأصالة والمعاصرة بداية 2016، أن مشكلة العدالة والتنمية متمثلة في "مشروع هذا الحزب الذي ما زال لحدود الساعة (...) متشبثا بمواقفه الإيديولوجية".
ويتوقف عند موقف متأخر لرئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران قال فيه "نحن على منهاج ابن تيمية"، وبالنسبة للعماري، فإن "وثائق حزب العدالة والتنمية الفكرية (...) لم تقل يوما: نحن نختلف مع مرجعية سيد قطب". لهذا يطالب العماري الحزب الإسلامي بـ "وضوح أكثر" على هذا الصعيد.
ويقول العماري إن ما يقع في المجتمع بسبب هذه الايديولوجيا "يخيفنا"، معددا وقائع شهدها المغرب خلال السنوات الخمس الأخيرة وبينها "قبلة مدينة الناظور"، عندما حوكم قاصران في شمال شرق المغرب بعدما نشرا صورة لقبلة لهما على موقع "فيسبوك"، إضافة إلى واقعة "تنورة إنزكان" في جنوب البلاد حينما لوحقت فتاتان قضائيا بسبب ارتدائهما تنورة في سوق شعبي، ثم "واقعة بني ملال" في وسط البلاد حيث تم تعنيف مثليين في شقتهما.
ويرفض العماري بشدة إمكانية التحالف مع العدالة والتنمية في الحكومة القادمة، ويقول "أبدا. أبدا لن نتحالف معهم". وقدم العماري في نهاية الأسبوع في مدينة الدار البيضاء برنامج حزبه الانتخابي والمرشحين واللوائح الانتخابية التي ستخوض الانتخابات المقررة في السابع من أكتوبر.
واختار للمناسبة فندق "كولدن توليب فرح" الذي شهد أحد تفجيرات 16 مايو 2003 التي أودت بحياة 45 شخصا بينهم 12 انتحاريا. ويقول "إنها رسالة مباشرة للإرهابيين.. فعنوان تلك العمليات الإرهابية كان: نعم للموت، لا للحياة. واختيار الفندق للإعلان عن انطلاق الحملة هو للقول: نعم للحياة ولا نخاف من الموت".
وبدأ العماري حياته السياسية في صفوف اليسار الراديكالي. وهو اليوم يرأس جهة طنجة، إحدى جهات المملكة الـ 12، ومجموعة إعلامية أطلقها حديثا.
ووصف ابن كيران خصمه إلياس العماري ب"الباندي" (رجل عصابة) و"تاجر المخدرات" الذي "يستعمل أساليب غير مشروعة" في الساحة السياسية، لكن العماري تحدى رئيس الحكومة بفتح تحقيق في هذه الاتهامات.
وتبنى الأصالة والمعاصرة الذي اختار شعار "التغيير الآن" خلال الحملة الانتخابية، الدفاع عن المرأة كإحدى أولوياته، وقدم في سابقة من نوعها في العالم العربي لائحتين انتخابيتين نسائيتين بنسبة مئة في المئة، إضافة إلى ست لوائح محلية تترأسهن نساء.
ويقول العماري "نتوقع أن تكون لحزبنا داخل البرلمان أكثر من 30 امرأة، أولا حتى نكون منسجمين مع خطابنا، وثانيا لإعادة الاعتبار للمرأة المغربية بسبب ما تعرضت له خلال السنوات الخمس الماضية، وما تعرضت له من استغلال مركب قبل وبعد الاستقلال".
ويضيف "أثبتت تجربة إلياس العماري في رئاسة جهة طنجة، وهي الجهة الوحيدة في المغرب التي تطبق المناصفة" في الادارة المحلية، "أنه أينما كانت المرأة يكون الكثير من المصداقية والتفاني والعمل والنتيجة الإيجابية. ما يحدث اليوم من تغيير في جهة طنجة يعود الفضل لجزء كبير منه لعمل النساء".