نيويورك – طرابلس – ش – وكالات
لا تقتصر الأزمة الليبية على معادلة داخلية من الصراع، وإنما تتحرك أطراف الصراع الداخلية ضمن مناخ إقليمي ودولي يعمل على تغذية الحرب والقتال، وهو ما عبرت عنه موسكو يوم أمس من رفضها لسياسة بعض الدول في تدريب قواتها لجماعات ليبية مسلحة، في وقتٍ أعربت فيه واشنطن عن اعتقادها أن الليبييين لا يقبلون الإملاءات الخارجية.
المبعوث الأمريكي في ليبيا جوناثان وينر في هذا السياق قال: "لا يرغب الليبيون في أن يقول لهم الأجانب ما يتوجب عليهم القيام به"، مضيفا "لم يطردوا القذافي، بعد 42 عاما في السلطة، من اجل أن يفتي عليهم الأميركيون أو المصريون أو الروس أو الصينيون او المغاربة أو القطريون ما يتوجب عليهم القيام به"، حسب ما أرودته وكالة الأنباء "أوربا بريس".
وفي غضون ذلك؛ أكد ممثلو المغرب والأردن وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة وبريطانيا والمملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة، عبر بيان مشترك من واشنطن، بعد اجتماع وزاري عُقد في ليبيا سعيهم إلى "الحفاظ على السيادة والوحدة الترابية والتلاحم الوطني للشعب الليبي"، وتأكيدهم أيضا على دعم الاتفاق السياسي الليبي الذي وُقّع في الصخيرات في 17 ديسمبر 2015.
وفي الأثناء؛ دانت موسكو أمس الاثنين إرسال دول لقوات خاصة لتدريب جماعات مسلحة في ليبيا، داعية إلى اتباع نهج واضح ومتسق للأمن في هذا البلد. وشدد نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أمام اجتماع وزاري في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة على أن "الأجهزة الأمنية الموحدة وحدها يمكن أن تحصل على مساعدات عسكرية دولية في إطار القيود التي فرضها مجلس الأمن".
ونقل موقع "ليبيا هيرالد" عن المسؤول الروسي تأكيده وجود مشاكل في مجال الأمن بليبيا بسبب الضربات الجوية التي نفذتها بعض الدول في مناطق معينة بليبيا، مضيفا أن "دولا أخرى أرسلت فرقا من القوات الخاصة لتدريب مجموعات مسلحة، وهذا النهج يفاقم العداء والفرقة بين الليبيين".
وقال غاتيلوف بشان الأوضاع الراهنة في ليبيا إن "الوضع في ليبيا لا يزال غير مستقر، ولم تحقق نجاحا حتى الآن الجهود المبذولة لاستعادة الاستقرار والوحدة في البلاد في أعقاب التدخل العسكري غير الشرعي في عام 2011، ومستقبل البلاد لا يزال مبهما".
وشدد نائب وزير الخارجية الروسي على أن الاتفاق السياسي الليبي لا يزال أساسا للتسوية، مشيرا إلى أنه يمكن التوصل إلى تسوية فقط عبر حوار صريح بين الليبيين، يتبني خطة عمل تستثني أي تدخل أجنبي.
كما أعرب عن تحفظ بلاده بشأن العقوبات، مشيرا إلى أن فرض عقوبات من جانب واحد، كما فعلت بعض الدول، لن يؤدي إلى نتيجة إيجابية، داعيا الأمم المتحدة ورئيس البعثة الدولية في ليبيا مارتن كوبلر إلى ضرورة "إشراك الأطراف السياسية الرئيسة والجيش وممثلي أقاليم البلاد والقبائل في عملية السلام، من دون تهميش أي طرف".
ميدانيا؛ أعلنت سرية الهندسة العسكرية التابعة لـ”قوات البنيان المرصوص”، عن إزالتها كميات كبيرة، من الألغام والمفخخات في الحيين السكنيين الثاني والثالث من مدينة سرت. و قالت غرفة سرية الهندسة، إن أفراد وخبراء الألغام يواصلون عملهم في تمشيط وإزالة الألغام والمفخخات من الشوارع بعد تأمينها وطرد وقتل عناصر تنظيم “داعش”، مشيرا أن كميات كبيرة من الألغام والمفخخات المزالة سيجري إعدامها قريبا، وقال إنه تم إتلاف أكثر من 80 طنا من المتفجرات خلال الأيام الفائتة.
وعلى الصعيد السياسي؛ قال رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، فائز السراج، إن الرئاسي لم يتلق خطابا رسميا من مجلس النواب بشأن إعادة تقديم التشكيلة الحكومية الجديدة، مشيرا إلى أنه يتوقع الانتهاء من تشكيل الحكومة الجديدة خلال الأسابيع المقبلة. وأضاف الرئيس فائز السراج لوكالة رويترز أن الرئاسي تعامل بإيجابية مع مخرجات جلسة مجلس النواب التي رفض فيها التشكيلة الحكومية السابقة على الرغم من الجدل الذي دار حولها، وأنهم قرروا تقديم تشكيل وزاري جديد لمجلس النواب الذي عليه تحمل مسؤوليته وممارسة دوره .. وأكد السراج أن الرئاسي منفتح على كل الأطراف السياسية، ولا يوجد أي تحفظ على كل ما يساهم و يساعد في حل الأزمة الليبية.
وحول الأحداث التي شهدتها منطقة الهلال النفطي قال السراج إنهم لم يكونوا يتمنون حدوث أي تصعيد، كما أنهم حاولوا التعامل معه بكل حكمة وتروٍ وتريث، وأن الرسالة التي أوصلوها بوضوح هي عدم المساس بالمنشآت النفطية وعدم إلحاق أي ضرر بها مشددين على أن من يحمي النفط يجب أن يكون تحت مظلة المجلس الرئاسي.