الضجيج يكلف فرنسا 57 مليار يورو سنويا

مزاج الاثنين ٢٦/سبتمبر/٢٠١٦ ٢٢:٤٢ م
الضجيج  يكلف فرنسا 57 مليار يورو سنويا

هدى الزين - باريس
خرجت دراسات فرنسية مؤخرا بان تكلفة الضجيج باهظة في تكاليفها المادية والصحية وتعتبر من المشاكل التي يعاني منها الشعب الفرنسي والحكومة الفرنسية التي تنفق اموالا باهظة سنويا حيث تكلف الخزينة العامة الفرنسية 57 مليار يورو في السنة لتخفيف المشاكل الناجمة عن الضجيج في مختلف المناطق الفرنسية ويصل الانفاق على المشاكل الناجمة من الضجيج في المنطقة الباريسية وحدها الى ستة عشر مليار ومئتي مليون يورو خصوصا وان باريس يعيش فيها خمس سكان فرنسا بينما تشكل تكلفة الضجيج في باريس الى ثلاثين بالمئة من الفاتورة الاجمالية للدولة لمكافحة مشاكل الضجيج .
وأظهرت الدراسات الفرنسية أن 27% من سكان فرنسا ممن يعيشون في مدن ضخمة وصاخبة يعانون من مشاكل الضوضاء،وهو ما يخلق لهم مشاكل صحية كبيرة. وشمل البحث احد عشر بلدًا من بينها فرنسا والولايات المتحدة وايطاليا وبريطانيا وبلجيكا. حيث جاءت فرنسا في المرتبة الثالثة في لائحة اكثر الدول ضجيجًا بعد الولايات المتحدة وايطاليا. وتوصلت الدراسة الى ان 27% من سكان المدن الفرنسية يعانون من الضوضاء مثل (باريس، ليون، مرسيليا وتولوز) واعتبرت باريس بانها الاكثر المدن ضجيجًا في فرنسا وجاءت في المرتبة الثانية بعد مدينة نابولي ولكن قبل بروكسل ولندن. ذكرت الدراسة أن للضوضاء العالية أثرًا سيئًا جدًا على الصحة العامة النفسية والبدنية.
فقد أظهرت الدراسات أن الضجيج والضوضاء يؤديان الى اصابة السكان بأمراض في الجهاز السمعي بنسبة لا تقل عن 30% . وكذلك معاناة السكان الارق والعصبية وعدم التركيز والصداع .. وقد يؤدي الضجيج حسب الدراسات الى الاصابة بأمراض الشرايين وبجلطة في الدماغ. وذكرت الدراسة في نهاية تقريرها بأن الضوضاء تقتل 10 آلاف شخص تقريبًا في مناطق اوروبا بشكل خاص، لاسيما في مدنها الكبرى الصاخبة.
اجراءات فرنسية للحد من الضجيج
واتخذت السلطات الفرنسية الوطنية والمحلية مؤخرا اجراءات عديدة في السنوات الاخيرة لمحاولة الحد من الضجيج والضوضاء الذي تتسبب فيه وسائل النقل البرية والجوية في المنطقة الباريسية حيث لايزال يشكل هذا القطاع المصدر الاول من المظاهر المتسببة في مشاكل تسبب الضجيج، ومنها على سبيل المثال الحد من عمليات الهبوط والاقلاع من مطار شارل ديغول ومطار اورلي في ساعات المساء.
وتوسيع دائرة استخدام السيارات التابعة للقطاع العام والعاملة بالطاقة الكهربائية . وكذلك تهيئة مسالك خاصة للدراجات الهوائية في العاصمة الفرنسية، وفي عدة مدن وبلدات تقع في المنطقة الباريسية .
اما الظاهرة الجديدة التي يدعو مرصد الضجيج في المنطقة الباريسية السلطات المحلية لايلائها اهتماما خاصا فهي ظاهرة الحد من الموسيقى الصاخبة لدى الشباب عبر اجهزة تلحق ضررا كبيرا بحاسة السمع والقدرة على التركيز. حيث تفشت هذه الظاهرة داخل وسائل النقل العامة والخاصة، وفي المقاهي والمنتزهات والارصفة وداخل المدارس واماكن العمل .