محمد بن سيف الرحبي
www.facebook.com/msrahby
alrahby@gmail.com
في ظل شيوع مصادر الأخبار يصبح من السهل على أي كان كتابة خبر وفق أهوائه، فلا حاجة إلى مصدر يعوّل عليه، ولو كأضعف الإيمان، ليبدو كنزق سياسي يدعم توجّه دولة، أو يوحي برسائلها الخفيّة.
كيف تكون الأرض الطيبة معبرا لأسلحة ستقتل أخا أو شقيقا؟!
كيف سيتنازل العماني عن شموخ طيبته وأخلاقه فيمرر وسائل دمار وموت ضد من نشترك معهم في الدين والعروبة والدم؟!
ذلك ما حاول خبر صحفي تمريره، رغم أن التفاصيل تبدو بريئة من إطلاق التهمة «صراحة» كون الشاحنات تحمل أرقاما «عمانية» وهذا من السهل فعله «إن حصل فعلا»، كما حاول أحدهم «فبركة» صورة تدل على امتناع يد محسوبة من هذه الأرض أن تصافح يد خادم الحرمين الشريفين، فهل من المروءة أن نفعلها ونحن أصحاب الأيدي الممدودة بالمحبة والسلام للجميع فكيف بها مع إخوة وجيران؟!
هذا الانفلات «الأخلاقي» وليس «الدعائي» من قبل كثيرين يريدون رسم صورة عمان والعمانيين على قدر «أمراضهم» لن يفتّ من عضد ثقة الإنسان العماني بنفسه، ومشاعره تجاه إخوته وأشقائه، اختلفوا فيما بينهم أو اتفقوا، سنبقى معهم، حافظين لدمائهم، ساعين إلى حقنها ما استطاعت الدبلوماسية العمانية إلى ذلك سبيلا.
كانت تلك «الشطحات» المريضة تتوالى عبر وسائل ما يسمى بالتواصل الاجتماعي، بينما يفعل بعضهم عكس ذلك تماما، وكانت تتوالى بينهما معطيات واضحة دالة على ما يربطنا بإخواننا في المملكة العربية السعودية أو في اليمن، وفي غيرهما من بلدان الدنيا المطمئنة للمواقف العمانية، الثابتة والرزينة، وكان معالي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية يلتقي بمبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، وبالرئيس اليمني، ويجلس إلى جوار وزير الخارجية السعودي في الاجتماعات وجلسات الحوار، والتصريحات دالة على أن عمان مع وقف آلة الحرب الطاحنة التي تضرب اليمن وسوريا.
ثوابت عمان التي ترفض أن تنطلق رصاصة، على اختلاف مصدرها، تقتل يمنيا، أيا كان مذهبه ومعتقده، أو أي مواطن سوري، مع النظام أو ضده، لا يمكنها أن تساند مطلقها، فعمان لا تجيد ألعاب الخفّة السياسية، ولم يعرف عنها أنها كانت مع أحد ضد أحد، ولم يصدر تصريح اضطرت إلى تبريره لأنه متناقض مع ثوابت معلنة، فيبقى البيت العماني ملاذا للحكمة إن توافق المختلفان على حفظ الدماء ووقف النزيف في وطنيهما.
وفي عمان.. جميع البشر سواء، على اختلاف أديانهم ومذاهبهم وقومياتهم وقبائلهم، وتعاملنا مع الآخرين، أصدقاء وأشقاء وجيراناً، بذات الحكمة، جميعنا أوجدنا الله على هذه الأرض مختلفين «شعوباً وقبائل» ولا يمكن للرصاص أن يوحّد البشر، ولن نسمح للتاريخ أن يكتب ذات يوم أن رصاصة انطلقت من عمان ستقتل أخاً أو جاراً.
ليست هي ثوابت الحكومة في عمان فحسب، بل ثوابت الناس أيضاً.