مبادرة أممية للقضاء على

مؤشر الأحد ٢٥/سبتمبر/٢٠١٦ ٢٣:٠١ م

مسقط –
في ظل انتشار خطر الجوع في عدد كبير من الدول لاسيما الفقيرة منها، يسعى المجتمع الدولي إلى وضع التزام يهدف إلى محاربة الجوع نهائياً، من خلال مبادرات تتبناها مجموعة من الدول وتستهدف المجتمعات الأكثر فقرا والتي تعاني من تهديد جدي للأمن الغذائي فيها.

وشكر رؤساء وكالات الأغذية والزراعة التي تتخذ من روما مقرات لها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على التزامه الشخصي وقيادته لمبادرة تحدي القضاء على الجوع وتعهدوا بتكثيف الجهود الرامية لتحقيق هذا الهدف الطموح بحلول العام 2030.
وأطلق بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، الذي اقتربت ولايته على الانتهاء، مبادرة «تحدي القضاء على الجوع» العام 2012. وكلف بان الوكالات الثلاث بمواصلة تنفيذ المبادرة في فعالية عقدت في نيويورك على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال بان في كلمة له خلال الفعالية: «استجاب الكثيرون لتحدي القضاء على الجوع. وفي نهاية ولايتي كأمين عام للأمم المتحدة، أطلب من الفاو وبرنامج الأغذية العالمي والصندوق الدولي للتنمية الزراعية متابعة هذه المبادرة ودفعها إلى الأمام. وأنا على ثقة أن هذه الوكالات لن يهدأ لها بال قبل أن يتم القضاء على الجوع».
وتعهد كل من جوزيه جرازيانو دا سيلفا المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، والسيد كانايو نوانزي رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، وإرثاين كازين المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي بأن تواصل منظماتهم تنفيذ مبادرة تحدي القضاء على الجوع وتحقيق أهدافها.

القضاء على الآفة

وفي تصريح له قبل بدء فعالية بعنوان «مسارات القضاء على الجوع» عقدت في مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة ورعتها الوكالات الثلاث بالإضافة إلى مبادرة الاتفاق العالمي للأمم المتحدة ومكتب مبعوث الأمين العام للشباب، قال جوزيه جرازيانو دا سيلفا: «في يوم ما كانت قضايا الأمن الغذائي، والتغذية، وسبل المعيشة في المناطق الريفية مهام ومسؤوليات منفصلة تقع على عاتق منظمات مختلفة ذات أغراض مختلفة. لكن نجاح مبادرة تحدي القضاء على الجوع التي جرى إطلاقها في البرازيل وتم اعتمادها والتكيف معها في مجموعة من دول العالم يظهر أنَّ هذه القضايا ينبغي معالجتها من خلال جهد شامل تقوم به الحكومات، والمؤسسات الدولية، والمزارعين على مستوى الأسر، ومؤسسات المجتمع المدني، ومؤسسات القطاع الخاص».
ومن جهتها قالت المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي إرثاين كازين: «لقد شجعنا الأمين العام دائماً على أن نعمل معاً كشركاء ونبني حركة عالمية حقيقية لتحقيق تحدي القضاء على الجوع. إن قيادته تعتبر مصدر إلهام لنا، وعلينا نحن الوكالات المقيمة في روما لعب دور أكبر لبناء الزخم وتقوية الشراكات لتحقيق رؤيته الخاصة بعالم خال من الجوع».
وفي تصريح له في روما قبل عقد فعالية نيويورك قال السيد كانايو نوانزي رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية: «لقد وصل عدد الأشخاص الذين يذهبون إلى النوم وهم جياع إلى 800 مليون شخص تقريباً. وبالتالي فإن البناء على جهود مبادرة تحدي القضاء على الجوع وجهود الأمين العام للأمم المتحدة يعتبر أمراً حيوياً. نستطيع معاً القضاء على الجوع بالكامل إذا ركزنا على المناطق الريفية في الدول النامية، حيث يعيش أكثر الناس جوعاً وفقراً في العالم».
وتدعو مبادرة تحدي القضاء على الجوع القادة والشركات ومؤسسات المجتمع المدني إلى تكثيف الجهود الرامية إلى القضاء على الجوع خلال حياتنا. وترتكز المبادرة على خمسة أهداف هي: حصول جميع الناس على غذاء كاف وصحي على مدار العام، ووضع حد لسوء التغذية بجميع أشكالها، وبناء أنظمة غذاء مستدامة من الإنتاج وحتى الاستهلاك، والقضاء على الفقر في المناطق الريفية من خلال مضاعفة انتاجية ودخل الملاك الصغار، وتكييف الأنظمة الغذائية للتخلص من الخسائر والهدر.

تطوير الزراعة

وتقود منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة الجهود الدولية للقضاء على الجوع. تساعد المنظمة الدول النامية والدول التي تمر في مراحل انتقالية على تحديث وتطوير ممارساتها الزراعية والحرجية وممارسات مصائد الأسماك وضمان تغذية جيدة لجميع الأشخاص. تولي منظمة الفاو اهتماماً خاصاً بالمناطق الريفية النامية حيث يسكن 70% من سكان العالم الفقراء والجياع.
ويستثمر الصندوق الدولي للتنمية الزراعية في سكان الأرياف بغية تمكينهم وبالتالي تقليل نسبة الفقر وتعزيز الأمن الغذائي وتحسين التغذية وبناء الصمود. ومنذ العام 1978، قدم الصندوق أكثر من 17.6 بليون دولار أمريكي على شكل منح وقروض منخفضة الفائدة لتطوير مشاريع وصلت خدماتها لـ 459 مليون شخص تقريباً. الصندوق الدولي للتنمية الزراعية هو مؤسسة مالية دولية ووكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة مقرها في روما - المدينة التي تعتبر مركز الأمم المتحدة الرئيسي للغذاء والزراعة. ويعتبر برنامج الأغذية العالمي أكبر وكالة في العالم تقدم خدمات الإغاثة الإنسانية بهدف محاربة الجوع في دول العالم وتقديم المساعدات الغذائية في الحالات الطارئة. يتعاون البرنامج مع المجتمعات لتطوير التغذية وبناء القدرات. يقدم برنامج الأغذية العالمي المساعدة لـ 80 مليون شخص في 80 دولة تقريباً كل عام.

مبادرات فردية

ورغم أن مهمة القضاء على الجوع تقع على عاتق الحكومات أولاً، فإن بإمكان الأفراد المساهمة في هذه المهمة الإنسانية ودعم القضية، وذلك من خلال خطوات عدة من بينها التأكد من أن الأطفال والنساء الحوامل في مجتمعك أو محيطك يحصلون على ما يحتاجونه من الطعام المغذي. والمناسب لحاجاتهم اليومية وأن يبلغ كل مواطن الحكومة أو المنظمات الإنسانية عن أي حالة تعرف فيها عن مجموعة لا تستطيع الحصول على الغذاء الكافي.
وفي إمكان المواطنين أيضا دعم الاقتصادات المحلية والزراعة الصديقة للبيئة وأصحاب الحيازات الصغيرة عن طريق شراء المواد الغذائية من المزارعين المحليين ما يدعم القطاع الزراعي المحلي ويؤمن وفرة الغذاء لجميع الناس ويحقق الأمن الغذائي. وبذل جهد للحد من هدر الغذاء عن طريق شراء الحاجة من الغذاء فقط، لمنع الهدر ورمي الكثير من الطعام. ومما يمكن القيام به أيضاً مشاركة الحكومات في وضع سياسات لتشجيع الزراعة المحلية وتنمية الإنتاج الغذائي المحلي، عن طريق المشاركة في المبادرات الحكومية القائمة والمساهمة في نشر الثقافة والتوعية حول أهمية دعم المشاريع الصغيرة التي تساهم في تعزيز الأمن الغذائي.