سعيد بن سليمان الوهيبي
ها هي الشمس تشرق لتعلن بداية يوم جديد، يتفاءل البعض من الموظفين، والأخر يتشاءم منه، فالمتفائل يرى بأن الإزدحام المروري في كل صباح وهو في طريقه إلى إنهاء أعماله هو بمثابة محفز له للاستيقاظ المبكر في اليوم التالي، كما أنه يبحث عن تحديات جديدة ويحاول تذليل العقبات التي تواجه. أما المتشائم وكعادته يكتفي بإلقاء اللوم على تقصير الجهات المعنية ولا يكلف نفسه عناء البحث عن طريق أخر، وقد يرى حجراً على الطريق ويكتفي بالنظر إليه وتوجيه السهام للقاصي والداني ولا يفكر في إزاحته عن الطريق. وسواء أكان الموظف من المتفائلين أو المتشائمين فهما في طريقهما للعمل في مؤسساتهم. وبين المتفائل والمتشائم يخرج لنا ذلك الصنف العجيب الذي قد يليق بأن نصنفه بالموظف الساكن.
فهذا الصنف الجديد من العاملين، يصعب تفهم موقفه من العمل، فهو كما يصفه أجدادنا "لا يهش ولا ينش"، كالبرك الراكدة، ملتزم بأوقات العمل، ولا يعمل إلا حينما تأتيه الأوامر بالعمل، وإن واجهته صعوبة بسيطة في أداء عمله يركنه جانبا ويكتفى بتقليب الأوراق وتناول فنجان القهوة أو كوب الشاي، وحتى إن جاءته دورة لتنمية قدراته، فالمدربون يحدثونا عن هذا النوع من الموظفين بالقول إنهم يعتبرون مشاركتهم بالتدريب مجرد تسلية وترويج خارج بيئة العمل، فهم لا يشاركون في اية فعالية في الدورة التدريبية، وحضورهم غير منتظم وعادة مايأتون للدورة متثاقلين.
فالكل يدرك مدى تأثر الكثير من مؤسسات القطاع الخاص من جراء الأزمة المالية، ولكن قد لا يدرك البعض بأن، عددا من المؤسسات التي في حقيقة الامر تعاني من كثرة الموظفين الساكنين (أو سمهم ما شئت أن تسمهم)، وقد لا نجد مثل هذا النوع من المواطنين في القطاع الخاص، إذ ان الموظف في اي موقع وظيفي في منشآت القطاع الخاص يتابع بالتقييم والإنتاجية. فالموظف الساكن الذي لا يجتهد لا مكان له، والموظف الجاد في عمله سبيله للرقي الوظيفي والموقع القيادي في القطاع الخاص.