مسقط – حنان العمدوني
الازمة المالية وارتفاع درجات الحرارة كانت الأسباب التي تقدمت بها اندية دوري عمانتل للمحترفين إلى الاتحاد العماني لكرة القدم بهدف التعجيل بإنهاء الدوري في أبريل عوضا عن منتصف مايو ورغم موافقة الاتحاد على هذا المقترح تماشيا مع الازمة المالية التي تمر بها أغلب الاندية إلا أن هذا الضغط في الدوري ورغم تحذير لجنة المسابقات والرابطة بانه سيؤثر سلبا على مباريات الدوري خاصة في مرحلة الاياب لم يثن ادارات الاندية على اصرارها على هذا المنهج وأن تكمل الدوري مبكرا هذا العام ولكن كان الجهاز الفني واللاعب هوة الضحية رقم واحد في كل هذا ومما لا شك فيه أن مشكلة تفريغ اللاعب العماني أصبحت هاجس الكل والعائق الكبير أمام المدربين كما أن اللاعب العماني وحسب الفنيين لم يصل إلى مرحلة انه يلعب ثلاث مباريات في أسبوع فمباراة واحدة تكفيه ... في هذا الاستطللاع رصدنا آراء الفنيين والمحللين والاتحاد في هذا المنهج الذي اختارته إدارات الانيدة والتي عادت سلبا على الدوري من الناحية الفنية .
سعى الاتحاد بمبادرة خاصة من السيد خالد بن حمد البوسيعيدي رئيس الاتحاد منذ ثلالث مواسم فائتة إلى جمع ملف بأسماء اللاعبين الذين يواجهون مشاكل التفريغ والتوجه بها إلى الوزرات التابعة لوظائفهم من اجل التفريغ التام وحسب مصدر من الاتحاد ان المبادرة لقيت تجاوبا ومن الممكن ان تثمر على لاعب محترف متفرغ للدوري في المواسم المقبلة .
الامور المالية
شبيب الحوسني المدير التنفيذي لرابطة دوري المحترفين تحدث عن مقترح الاندية وتحدث عن صعوبة هذا الامر منذ البداية ومنذ تأجيل الدوري وقال :" التعجيل بإنهاء الدوري كان وجهة نظر الاندية تناقشنا فيها واحترمناها وكانت أهم الاسباب وراء هذه الرغبة هي الامور المالية بدرجة أولى فالاندية تمر بازمات مالية والارهاق وكذلك أشاروا إلى درجات الحرارة التي ترتفع مع بداية شهر مايو ، وعن نفسي اتمنى أن نستغل هذا الوضع ايجابيا لنبدأ كأس مازدا أو كأس السوبر وكذلك لا ننسى الدوري العسكري الذي سينطلق في مايو والذي كان من المقرر حسب رغبة الاندية أن ينطلق في فبراير ولكن تعاونوا معنا يتم تأجيله إلى شهر مايو بعد نهاية الدوري حيث أن إقامته في فبراير ستحدث تشابكا كبيرا لدى اللاعبين على مستوى التفريغ وزيادة ضغط ونسق المباريات" .
وأضاف الحوسني أن الرابطة كانت قد نبهت الاندية أن تأجيل الدوري وانهائه مبكرا سيجعل مبارياتها في الاياب خاصة مكثفة ومضغوطة كثيرا كما أننا كرابطة أردنا ان يكون الموسم مريحا للاندية وان تلعب مبارياته دون ضغوطات ولكن في النهاية كان من واجبنا مراعاة طلب الاندية من قبيل الوقوف إلى جانبها ومساعدتها في ظل الظروف المالية التي تمر بها والتي هي السبب الرئيسي في الوصول إلى هذه المرحلة ، ولكن هذا المنهج حاليا يؤثر سلبا ولكن في حال تفريغ اللاعبين كليا لن يؤثر ولكن طالما اللاعب لا يزال منشغلا بوظيفته وعمله وتدريباته ومبارياته فستتواصل السلبيات والضغوطات ، وهذا الضغط لا يؤثر فقط على اللاعبين بل على الحكام وعلى اطراف عديدة تعمل في الدوري .
تاخير الدوري كان له دور اساسي في هذا الوضع ونبهناهم للضغط وخاصة الاندية المشاركة خارجيا وهما فنجا والعروبة بعد تاجيل مسابقة الاندية الخليجية وخصوصا فرقنا التي تلعب في شرق آسيا ستكون أصعب عليها من ناحية الوقت ولكن في جدولنا الداخلي وضعنا لهم اياما أكثر وبخصوص الموسم المقبل ستكون فيه أيام(فيفا) كثيرة وسنحاول ان نبدا في شهر أغسطس ولن نؤجل الدوري تفاديا لما يحصل هذا الموسم .
رغبة إدارات الاندية
مدرب نادي المصنعة مصبح هاشل السعدي :" في البداية يجب ان نصحح للجميع ان التعجيل بانهاء الدوري هو رغبة إدارات الاندية وليست الاجهزة الفنية فهذا لن يخدم النادي فنيا في النهاية بقدر ما سيؤثر عليه سلبيا كما أن غياب النقاش والمشاورات مع الاجهزة الفنية يتسبب في أمور سلبية كثيرة فالادارة تنظر للامور المادية بينما المدرب ينظر للأمور الفنية ناهيك عما يعانيه اللاعب العماني غير متفرغ واللاعب العماني إلى حد الآن لم يصل إلى درجة أن يلعب مباراة كل ثلاث أيام وغالبية اللاعبين مرتبطين بوظائف عسكرية وفي مواقع وولايات مختلفة ومنهم من يتوجه إلى جهة عمله بعد المباراة مباشرة ،هناك لاعب يقدم مستوى جيد في احد المباريات ثم يقدم مستوى غير مرضي في مباراة أخرى وفي هذا الوضع الفني اللاعب تكفيه مباراة واحدة في الأسبوع ". واظاف السعدي :"من ناحية الطبيعة والحرارة هذه طبيعة بلدنا ونعرفها جدا وهو طقس ازلي وتماشينا معه وليس بالضرورة أن يكون حجة لإدارات الاندية ان تقدمه كسبب لضغط الدوري".
واصل السعدي حديثه فقال :"نحن في نادي المصنعة نلعب مبارتان في ثلاث ايام وليس للمدرب فرصة لتصحيح اخطائه او استشفاء بعض اللاعبين فهذا الضغط بدأت تأثيراته السلبية تظهر على المباريات وعلى النتائج ، وفي النهاية أقول ان رغبة ادارات الاندية عادت سلبيا على الجهاز وخاصة الاندية التي تلعب اكثر من مسابقة حتما سيكون وضعها الفني أصعب بكثير وإذا اردنا أن نضع اصبعنا على الداء نقول انه ليس لدينا دوري محترفين هو فقط اسم فالاحتراف الحقيقي بعيدا عنا كل البعد والمشكل انه لا توجد مشاورات مع الاجهزة الفنية فمن الواجب على ادارة الاتحاد أن تجلس مع الاجهزة الفنية في نهاية كل موسم وان تدرس ارائهم وتستمع لمقترحاتهم وبناءا عليه يتم التحضير للموسم الجديد .
الإتحاد يكسب ودّ الاندية
طلال العامري من ناحيته اكد ان قبول رغبة الاندية من طرف الاتحاد في التعجيل بانهاء الدوري يعود لأسباب عديدة وليس فعلا الازمة المالية فقط فالاتحاد يستعد للانتخابات ومهتم بكسب ودّ الاندية في هذه الفترة لذلك تمت الموافقة على طلبهم بتعجيل انهاء الدوري وهذا ليس الا شماعة لتبرير سوء التنظيم عليها فإذا بحثنا عن سبب مقنع لن نجده ولسائل ان يسال منذ متى الاتحاد ولجنة المسابقات تراعي موضوع الاندية وترشيد الانفاق فهذا غير مقنع والهدف من مسايرة الاتحاد للاندية هو ارضاؤها فقط . واضاف العامري:"أتمنى ان تعي الاندية مصلحة الدوري وان تكون حريصة عليها اكثر من غيرها فالانفاق لم يتغير سواء في الاندية او من ناحية الرعاية في الاتحاد ولكن السبب الرئيسي ان الاتحاد يريد ان تكون علاقته جيدة بالاندية وهذا ضمن خطة التخطيط للانتخابات ". من المؤكد أن انديتنا لازالت تعاني من شح الموارد المالية لتقليص تكاليف عقود اللاعبين الاجانب والمدربين وعلاوات ومكافآت ولا ألوم الاندية التي تبحث عن أي مخرج لتقليص الانفاق ولكن في نفس الوقت السبب ليس مقنعا .
ورأينا هذا في اكثر من مثال ومنها شهادات المدربين ، فالاندية اليوم لو ارادت ان تغير مسابقة الدوري ستتمكن من ذلك طالما العصبة بيدها وليست بيد الاتحاد .ارادوا ان يقتلوا الدوري بهذا القرار للأسف الشديد ولو رجعنا قليلا إلى الوراء سنجد ان الرابطة كانت مشددة على كثير من الامور التنظيمية أما الآن تنازلت على كثير من الضوابط بكل سهولة ولا نعلم ما تخفيه ورائها هل هو بسبب كسب ود الاندية او هناك سبب اخر؟ الوضع الحالي يقودنا لعمل تنظيمي غير واضح .
دوري محترفين اقرب للهواة
في هذا الشان قال المحلل محمد العاصمي:" لا يكاد يخلو موسم من المواسم الا ونشاهد قضية جدلية يكون بطلها الاتحاد أو الأندية وفي هذه المرة أعتقد ان الطرفان اشتركا في دور البطولة هذه المرة من خلال موضوع تقليص الدوري فعندما ننظر للوضع من عدة زوايا سنصل الى قناعة أن ما نشاهده اليوم في دورينا لا يمت لكرة القدم بصلة فنحن نتحدث عن وضع متناقض حيث دائماً ما كان الاتحاد يتحدث عن عملية تطوير الدوري وزيادة عدد المباريات واكساب اللاعبين الخبرة من خلال زيادة المسابقات وغيرها من الحلول التي تصب في مصلحة زيادة عدد المباريات نجده هو نفسه يجبر عدد 24 نادي من التوقف عن المسابقات والاكتفاء بمتابعة الدوري والتصفيات ومباريات الكأس و"كأس مازدا" ونحن ما زلنا في شهر يناير.
فهل سمعتم بذلك في أي دوري على المستوى الدولي "؟
واضاف :"قد يقول قائل أن الأندية شاركت في اتخاذ القرار وهو بالفعل ما حصل ولكن السؤال المطروح هو منذ متى كان الاتحاد يعمل بمشورة الأندية وما أهمية وجود اتحاد من المفترض أنه يخطط لمصلحة اللعبة بشكل عام وصورة واسعة ينظر من خلالها الى كل المستويات من اندية ومسابقات ولاعبين ومنتخبات ويضع الخطط والاستراتيجيات التي تطور اللعبة. والشيء هذا لا يجب أن يكون محل نقاش وجدال فالمسابقات تعاني منذ فترة ودوري المراحل السنية أصبح هو الاخر به ما به من معيقات وفي حديثي مع اغلب الأندية وجدتها تتذمر من جدول الدوري الذي أصبح عبئاً كبيراً عليها حيث ضغط المباريات وعدم وجود فترات كافية للراحة والسفر والتنقل المتواصل من مكان الى أخر وصعوبة تفريغ اللاعبين وهذا التذمر نجده مع المدربين واللاعبين الذين اصبحوا يجدون صعوبة كبيرة في تقديم مستويات ثابتة وتركيز متواصل فعن أي تطوير نتحدث ونحن نرى كل هذا الكمّ الهائل من التذمر والإحباط".
وختم العاصمي حديثه قائلا:"دورينا يطلق عليه دوري محترفين وهو اقرب للهواة فما زال اللاعب يذهب للعمل ويعود للتدريبات ويجد صعوبة في التفريغ ويعاني من تأخر سداد راتبه والأندية هي الأخرى في دوامة البحث عن مصادر لسداد الديون ومستحقات اللاعبين والوفاء بكل الالتزامات وفوق هذا كله نجد من يزيد الطين بلة. أن الاحتراف الذي ننادي به يجب أن يبدأ من رأس الهرم الذي يجب أن يؤسس له بشكل صحيح وأن يخطط للعمل بشكل مدروس ثم بعد ذلك ننتقل لباقي المنظومة التي بلا شك سوف تعمل بشكل صحيح في ظل المتابعة والاشراف والحرص على التنفيذ الصحيح لعناصر التخطيط. اعتقد أن كرة القدم امر مختلف عما نشاهده فواقعنا يفرض علينا أن نتعامل بشكل مختلف مع الوضع الراهن وفي اعتقادي ان الرجوع خطوة للوراء لتصحيح المسار أمر ليس معيباً بل هو أمر في غاية الصواب وذلك لكي نضمن سلامة الوصول للاهداف المستقبلية ولذلك على الاتحاد أن يجلس ويراجع ويستفيد من الطرح دون ردة فعل وأن يقيم المراحل السابقة ويستمع لمختلف وجهات النظر وأن يعمل بها.