- لوزان (أ ف ب) - لم يبق امام كل من المرشحين الخمسة لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" سوى شهر واحد من اجل اقناع "الهيئات" الناخبة، اي الاتحادات الـ209 الاعضاء، بانه الشخص المناسب لخلافة السويسري جوزف بلاتر في رئاسة السلطة الكروية العليا التي تعيش احلك ايامها بسبب تهم الفساد والرشاوى. ومن المؤكد ان المهمة التي تنتظر خليفة بلاتر لن تكون سهلة على الاطلاق في ظل الزلزال الذي يضرب الفيفا بسبب تهم الفساد والرشاوى التي طالت حتى بلاتر وادت الى ايقافه لثمانية اعوام بصحبة رئيس الاتحاد الاوروبي للعبة الفرنسي ميشال بلاتيني الذي كان المرشح الاوفر حظا للخروج فائزا من انتخابات 26 شباط/فبراير. وبعد العقوبة التي فرضت على بلاتيني بسبب حصوله على "دفعة غير شرعية" من بلاتر لقاء خدمة استشارية قام بها لمصلحة الفيفا بين 1999 و2002 دون عقد مكتوب، اصبح التنافس على خلافة بلاتر بين امين عام الاتحاد الاوروبي السويسري جاني اينفانتينو ونائب رئيس الفيفا سابقا الامير الاردني علي بن الحسين ورئيس الاتحاد الاسيوي الشيخ البحريني سلمان بن ابراهيم ورجل الاعمال الجنوب افريقي طوكيو سيكسويل والمسؤول السابق في الفيفا الفرنسي جيروم شامبانيي. وسيتم غدا الثلاثاء التصديق على ترشيح الاشخاص الخمسة لهذا المنصب الذي احتكره بلاتر لاربع ولايات ثم انتخب في ايار/مايو لولاية خامسة لكنه اضطر بعدها بساعات الى الاعلان عن نيته التخلي عنها بسبب تهم الفساد التي طالت فيفا وادت قبل الانتخابات بساعات الى قيام السلطات السويسرية بطلب من القضاء الاميركي بمداهمة فندق يقيم به كبار مسؤولي السلطة الكروية العليا واعتقال سبعة منهم في اول خطوة قضائية من اصل عدة لحقت بها في هذا الملف الشائك. ويرى المتابعون ان الشيخ سلمان واينفانتينو هما الاوفر حظا للفوز بانتخابات الشهر المقبل، وذلك رغم ان الامير علي حصل على 73 صوتا من اصل 209 في انتخابات ايار/مايو الماضي ضد بلاتر. - استعادة الثقة - وستكون مسألة استعادة الثقة بالفيفا العنوان الاساسي بالنسبة لكل من المرشحين الخمسة وهو ما تطرق اليه اينفانتينو الاسبوع الماضي الذي قال في بيان: "من الواضح أن إعادة الثقة داخل الفيفا أمر ضروري ويتعين عليه وعلى جميع الذين تربطهم علاقة معه، تقبل الإصلاحات حتى يصبح الاتحاد الدولي مؤسسة حديثة وذات مصداقية وشفافة". واضاف اينفانتينو "يجب ان تكون هذه الاصلاحات هيكلية وتثقيفية في الوقت ذاته، ونحن بحاجة إلى مزيد من الشفافية في الإدارة المالية". ومن بين الاصلاحات التي يأمل اينفانتينو تحقيقها، تطرق على الخصوص الى خلق "لجنة تنفيذية جديدة" لفيفا، والحد من عدد ولايات الاعضاء بمن فيهم الرئيس، وتعيين شخصيات مستقلة في مختلف لجان فيفا، والعديد من المقترحات التي قدمتها لجنة الاصلاحات التابعة للاتحاد الدولي. ومن بين مقترحاته الرئيسية رفع عدد المنتخبات المشاركة في نهائيات كأس العالم من 32 الى 40 منتخبا. كما يرغب اينفانتينو في "تعزيز مهم لبرامج تطوير" الفيفا، و"مناقشة واسعة حول استخدام التكنولوجيا" وخلق "نظام عادل وشفاف للانتقالات". ويتشارك اينفانتينو مع منافسيه الاربعة الاخرين الرغبة في تحديد عدد ولايات الرئيس واعضاء اللجنة التنفيذية بهدف تحقيق الاصلاحات المرجوة في هذه المنظمة التي فقدت مصداقيتها. وبدوره دعا الامير علي الى منظمة دولية شفافة، منتقدا في الوقت ذاته اتفاقية التعاون بين الاتحادين الاسيوي والافريقي ومعتبرا اياها تجيير اصوات لاحد منافسيه الشيخ سلمان بن ابراهيم الذي رد بان المحادثات حول اتفاقية التعاون بين الاتحادين القاريين سبقت اعلان ترشيحه لرئاسة فيفا. واصدر الشيخ سلمان بيانا توضيحيا جاء فيه "بدأ كل من الاتحاد الآسيوي والاتحاد الأفريقي محادثات حول اتفاقية تعاون بين الجانبين في شهر ايار/مايو 2015 ، وذلك عندما التقى الأمناء العامون للاتحادين بمدينة زيوريخ السويسرية". ولفت البيان الى ان الشيخ سلمان قرر الترشح لرئاسة الفيفا في أواخر شهر تشرين الاول/أكتوبر من العام الماضي، وذلك بعد ما يزيد عن خمسة شهور من إطلاق المفاوضات مع الاتحاد الأفريقي في زيوريخ، وكذلك بعد انقضاء وقت طويل على توقيع اتفاقية التعاون بين الإتحاد الآسيوي واتحاد شمال ووسط أميركا والكاريبي في زيوريخ العام الماضي. - الطابع السري لسيكسويل! - وبعد قرار شبكة "اي اس بي ان" الرياضية الاميركية الغاء مناظرة تلفزيونية بين المرشحين الخمسة بسبب رفض ثلاثة منهم المشاركة فيها هم اينفانتينو وسيكسويل والشيخ سلمان، كان يستعد ثلاثة منهم لمناظرة "بديلة" بعد غد الاربعاء امام البرلمان الاوروبي. وقد اكد شامبانيي والامير علي وسيكسويل مشاركتهم في هذه المناظرة، ثم عادا عن قرارهما ما دفع البرلمان الاوروبي الاثنين الى الاعلان عن الغائها بعد انسحاب الامير الاردني وسيكسوايل في الدقيقة الاخيرة بحسب ما اعلن المنظمون، فيما بقي شامبانيي المرشح الوحيد الذي لم ينسحب منها. وصدر عن منظمي المناظرة المجموعة البرلمانية "سبورت غروب" وحملة "نيو فيفا ناو" بيان جاء فيه: "نأسف على هذا القرار الذي يبعث باشارة سلبية اخرى. المنتدى الذي كان مقررا مع المرشحين لرئاسة فيفا لن يقام في نهاية المطاف بعد انسحاب الامير علي وطوكيو سيكسوايل في الدقيقة الاخيرة". وكانت الاجواء في المعسكرين الاخرين تشير اصلا الى رفض المشاركة من قبل الشيخ سلمان واينفانتينو الذي قرر سلوك طريق مختلف حيث سيكون الاهتمام منصبا عليه وحده في الاول من شباط/فبراير من ملعب "ويمبلي" في لندن حيث سيقدم "برنامج الايام التسعين الاولى" من ولايته في حال انتخابه رئيسا لفيفا. لكن الغاء المناظرة لن يجنب سيكسويل خصوصا ضرورة توضيح برنامجه لكن ليس امام الاعلاميين والجمهور بل امام الاتحاد الجنوب افريقي لكرة القدم الذي اعلن اليوم الاثنين انه طلب من المعتقل السياسي السابق الذي سجن بصحبة الراحل نيلسون مانديلا خلال فترة الفصل العنصري، الحضور امامه لشرح حملته السرية للغاية. وقال الناطق باسم الاتحاد الجنوب افريقي دومينيك تشيمافي لوكالة "فرانس برس" اليوم الاثنين: "اعربت اللجنة التنفيذية، وهي هيئة صنع القرار في الاتحاد الجنوب افريقي، عن قلقها ازاء الحملة السرية (للسيد سيكسويل)، وطلبت منه المجيء لشرح ذلك". واعرب اتحاد جنوب افريقيا، الذي يأخذ على سيكسويل الغياب عن الساحة الاعلامية اثناء هذه الحملة، عن امله بالاجتماع بمرشحه قبل اجتماع الاتحاد الافريقي في كيغالي في 5 شباط/فبراير المقبل. وكان الاتحاد الافريقي اوضح انه سيعلن موقفه من المرشحين للرئاسة في الخامس من الشهر المقبل. ولم يظهر سيكسويل كثيرا على المسرح الكروي منذ ان اعلن ترشيحه للرئاسة مقارنة بالمرشحين الاخرين، خصوصا البحريني والاردني والسويسري الذين جالوا على مختلف القارات لمحاولة الحصول على تأييد اكبر عدد من الاتحادات. وابرز ظهور لسيكسويل في الفترة الاخيرة كان في كانون الاول/ديسمبر الماضي حين تم الاستماع اليه كشاهد من قبل هيئة كبار المحلفين في الولايات المتحدة في اطار التحقيق حول مزاعم رشاوى في ملف حصول بلاده على شرف استضافة مونديال 2010.