خميس البلوشي
amrad77@hotmail.com
يوم الخميس المقبل وبعد مرحلة عصيبة وكبيسة سيتغير المشهد الكروي العماني للسنوات الأربع القادمة حيث ستقام الانتخابات التي حسمها الشيخ سالم الوهيبي بالتزكية في منصب الرئيس، وسنتطلع جميعاً الى خيارات الجمعية العمومية في بقية المناصب لنبدأ مرحلة جديدة عمادها التغيير والشفافية..
في الأسبوع الفائت قدم الشيخ سالم الوهيبي خطوط استراتيجيته القادمة للعمل في اتحاد الكرة وذلك في حفل ضخم وأنيق حضره عدد من المسؤولين الرياضيين ورؤساء الأندية ورجال الإعلام والصحافة حيث تحدث الوهيبي عن طريقة عمله والأفكار التي يتبناها والخطوط التي سينتهجها للسير في طريق صعب وشاق لإعادة الكرة العمانية الى الواجهة ..المطلع على الكتيب الأنيق شكلاً ومضمونًا للرؤية الانتخابية يجد الكثير من الأفكار الجميلة والواقعية ويجد رغبة صادقة في عمل كروي يشارك فيه الجميع ويجد كذلك سياسات واضحة للمستقبل المنظور بعيداً عن المغالاة والقفز فوق حدود الواقع.. لم يقدم الشيخ سالم الوهيبي وعوداً للأندية أو للحاضرين والجماهير وقال بالحرف الواحد هذا الوقت ليس للوعود وإنما للعمل الجاد ومحاولة صياغة مرحلة أجمل وأفضل للكرة العمانية..لم يكن الوهيبي في حفل الرؤية بذلك الشخص المتصنع في مظهره الفخور بملابسه وهندامه ولم يكن هناك من يجهز له الكرسي الذي سيجلس عليه ولم يدخل القاعة ومعه عشرات المساعدين والمصورين الخاصين ولم يكن هناك من يمسك عنه ملف الكلمة التي ألقاها أو من يحمل عنه الهاتف النقال الخاص به، بل كان رجلاً متواضعاً بسيطاً قريباً من الجميع يتحدث إليهم ويلاطفهم بعبارات الترحاب وهذه طباعه الشخصية التي يعرفها كل من تعامل معه رياضياً وتجارياً وقبل كل ذلك إنسانياً.. على كل حال ما يهمنا كثيراً في الموضوع ردود الأفعال الإيجابية تلك من قبل مسؤولي الأندية والحضور تجاه ما قدمه الوهيبي سواء في استعراض الرؤية الانتخابية أو بعد ذلك من خلال حواره مع الزميل عيسى الملا وإجاباته على أسئلة الحضور وكان ذلك الأمر مؤشراً إيجابياً أولياً مهماً لهذا الرجل الذي يحمل تجربة ادارية كروية كبيرة على مر سنوات طويلة ..رؤية الوهيبي الانتخابية تحدثت عن المنتخب الوطني وإعادته للواجهة وتحدثت عن الاهتمام بالمراحل السنية وعن مشروع الاحتراف وأهمية تطويره وعن احتراف اللاعبين خارجياً وعن التسويق والرعاية وعن الاستفادة من تجارب الآخرين إدارياً وفنيا وعن تطوير المسابقات والنظام الإداري في الاتحاد وعن أوجه الصرف للموازنات وعن دعم الأندية وعن الوجود من جديد في الاتحادات القارية والدولية والأهم من ذلك كله أهمية العمل بروح الفريق الواحد من أجل النجاح المنشود ..وذكر الوهيبي بصريح العبارة أن رؤيته هذه ستعرض على مجلس الإدارة القادم لمناقشتها وستخضع للتقييم وهي قابلة للإضافة والتعديل بحيث يكون اعتمادها كمنهج عمل قادم عن قناعة تامة وسيكون للجمعية العمومية الدور الأكبر في إقرارها وتنفيذها..الشيخ سالم الوهيبي قدم أفكاره في تلك الليلة وهو سيترقب معنا الانتخابات يوم الخميس القادم ليتعرف بشكل نهائي على أعضاء مجلسه القادم ليبدأ معهم رحلة العمل الجاد والبناء القوي وهو كما قال يضع كل ثقته في الجمعية العمومية من أجل اختيار الأنسب والأكفاء للمرحلة القادمة..وأحسبني لست بحاجة لكي أقول إن التغيير ليس بالأمر السهل وله معارضوه في كل خطوة والإنسان عدو ما يجهل والبناء هو العمل الأصعب ويحتاج إلى تجاوز عقبات كثيرة بإدارة قوية وثقة كبيرة.. أيام بسيطة وسنتعرف على هوية المرحلة القادمة وعلى من سيتحملون كل الثقة من أجل غدٍ أجمل للكرة العمانية داخل الملعب وخارجه بعيداً عن ضجيج الفارغين.