متطوعون غربيون لقتال داعش في سوريا

الحدث السبت ٢٤/سبتمبر/٢٠١٦ ٠٢:٠٣ ص

لندن – – وكالات

الكل يقاتل في سوريا، ضمن منطقه السياسي والقيمي، لتتحول الحرب الدائرة في تلك البلاد، إلى مغناطيس جذب لكل راغب في القتال تحت عناوين شتى؛ فإلى جانب المجموعات الرئيسية المعروفة بأهدافها داخل سوريا، برز لواء «بوب كرو» الغربي الذي يضم متطوعين من بريطانيا، وإيرلندا، وسكوتلاندا، وكندا، جمعهم هدف واحد يتعلق بمحاربة داعش، والجيش السوري الحر المعارض الذي تُسانده تركيا، الأمر الذي يجعل من لواء «بوب كرو»، فيلق مقاتل إلى جانب وحدات الحماية للشعب الكردي، والتي ترتبط تنظيميا بحزب العمال الكردستاني «بي كا كا»، الذي يعد محظوراً لدى تركيا، ومصنف غربيا ضمن قوائم المنظمات الإرهابية.

يضم لواء «بوب كرو» 40 مقاتلاً غربيا، يرفضون السياسات الحكومية والحزبية في بريطانيا، إذ وجه هؤلاء المقاتلون المتطوعون رسالة إلى زعيم حزب العمل البريطاني أوين سميث، يسألونه فيها: «هل تريد التحدث مع داعش؟ قل ذلك لشهداء منبج»؟، وتنطلق هذه المجموعة من اقتباس منسوب إلى بوب كرو يقول فيه: «إذا قاتلت لن تفوز دائما وإن لم تقاتل ستخسر دائما».

وبوب كرو شخصية عُمالية بريطانية، شغل سابقاً الأمين العام للاتحاد الوطني لعمال السكك الحديدية والملاحة البحرية والنقل في بريطانيا، ولد كرو عام 1961 وكان ناشطا نقابيا لأكثر من 30 عاما. وعرف في المملكة المتحدة كناشط من أجل حقوق ومصالح العُمال.
والمقاتلون الذين يلوحون بالأسلحة الآلية أرجعوا تسمية جماعتهم للقائد السابق بوب كرو الذي مات في عام 2014 إثر أزمة قلبية، وأطلقوا في وقت مبكر من هذا الشهر رسائلهم التي ذكروا فيها اسم اتحاد عمال المواصلات البريطاني الذي كان زعيمه كرو.
وكتبوا بحروف كبيرة حمراء اللون على حائط قاعدة يتمركزون فيها: «النصر للمقاتلين! النصر لاتحاد عمال المواصلات البريطاني! من شخص يحارب ضد الظلم إلى شخص يحارب شخصًا آخر».
وقد سافرت هذه المجموعة من المتطوعين بشكل منفصل ومستقل، واختارت الانضمام وحدات الحماية للشعب الكردي، التي قامت بتوفير معسكرات التدريب لهؤلاء المتطوعين، ويضم اللواء مقاتلين متطوعين تتراوح أعمارهم بين 25-35 عامًا، ويعد العديد من المقاتلين المناهضين لداعش الذين سافروا إلى سوريا من الجنود السابقين وقاتل بعضهم في العراق وأفغانستان.
وأعلن لواء بوب كرو أن «هذا الجيش السوري الحر على بعد 11 كم من منبج، حيث خسرت قوات سوريا الديمقراطية 500 شخص في عملية تحريرها من أيدي تنظيم داعش. يريدون (استعادتها) منا. (استعادتها) ممن؟ لا يوجد ثوار معتدلون محليون خارج وحدات حماية الشعب التي تقودها قوات سوريا الديمقراطية». وتابع البيان قائلاً: «حين أتينا للدفاع عن الثورة قصدنا الدفاع عنها ضد كل الأعداء، صغروا أم كبروا. سنترك جبهة الرقة ونتجه إلى منبج».
وأفاد متحدث باسم المجموع أن بعض أعضائها كانوا عاطلين عن العمل في وقت سابق في حين ترك البعض الآخر وظيفته بما في ذلك بستاني في أحد المجالس وعامل في السكك الحديدية وعامل آلة ومزارع وموصل بالدراجة.
الدولة التركية، وفي حربها ضد المقاتلين الأكراد، وداعش، لن تفرقَ بين الجنسيات، وهو ما أعلنه كبار المسؤولين الأتراك وفقًا ‏لصحيفة «ميدل إيست آي»، التي نقلت تأكيد هؤلاء المسؤولين بأن المقاتلين الأجانب والبريطانيين ‏المتحالفين مع الوحدات الكردية، سيتم اعتبارهم جزءًا من «منظمة إرهابية، ومن ثم لن يختلف التعامل معهم ‏في الحرب عن المقاتلين الأكراد المحليين». كما نقلت الصحيفة تصريح «يونس أكبابا»، مستشار رئيس الوزراء التركي، الذي قال: «حين يتعلق الأمر ‏بالانتماء للمنظمات الإرهابية، لا تفرق تركيا بناءً على الجنسيات، لن نتوقف في أوج المعركة لنسأل ‏الإرهابيين عن جنسيتهم».‏ واستطرد: «إنها مسؤولية دولهم أن تمنعهم من الانضمام إلى هذه الجماعات، وستواجههم القوات التركية ‏إذا قاتلوا تحت راية الجماعات الإرهابية، بغض النظر عن انتمائهم لدول حليفة».‏
ولا توجد رؤية رسمية للاتحاد الوطني للسكك الحديدية والبحرية وعمال النقل البريطانية بشأن لواء بوب كرو لكنهم يدعمون حصول الأكراد على الحكم الذاتي في سوريا، وأضاف الأمين العام المساعد ستيف هيدلي أنه يعتقد أن كرو الذي تُوفيَ عن عمر 52 عامًا 2014 تم تكريمه من خلال جهود المقاتلين، مضيفًا، «أعتقد أنه كان سيقارنهم بأعضاء الاتحاد الذين قاتلوا الفاشيين في الكتائب الدولية للحرب الأهلية الإسبانية، وكان تقليدًا متبعًا أن يسمون أنفسهم باسم من ألهموهم»، وتابع هنري تاك من معهد الحوار الاستراتيجي أن لواء بوب كرو من بين 300 مقاتلا أجنبيا على الأقل في الجماعات المناهضة لداعش.