الكربوهيدرات بريئة

مزاج السبت ٢٤/سبتمبر/٢٠١٦ ٠١:٥٥ ص

كيت نيلسون-ترجمة أحمد بدوي

انتشر بشكل واسع في السنوات الفائتة الحديث عن فوائد تجنب الكربوهيدرات من قبل مهتمين بالشؤون الصحية، إلا أن بحثا جديدا يقول إن أنواعا معينة من الكربوهيدرات لا تتسبب في الواقع في زيادة الوزن. وهذه الأنواع المعروفة باسم النشويات المقاومة، توجد بشكل طبيعي في بعض الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات مثل الحبوب والبقوليات والحبوب الكاملة وحتى الأرز والبطاطا.

تقول ربيكا ماكنامون اخصائية التغذية في جمعية السكري البريطانية إن الكربوهيدرات جزء مهم من طعامنا ويجب الحذر عند الحد من تناولها بشكل كبير.
وتشير الى أن ذلك قد يؤدي الى فقدان الوزن على المدى القصير، ولكنه لا يمكن أن يستمر، فالكربوهيدرات في حد ذاتها لا تجعلنا نكتسب وزنا أكثر كما أن بعض الألياف التي نحصل عليها من الكربوهيدرات تحمل فوائد جيدة. بيد أن الشيء الخطأ كما توضح ماكنامون يرتبط بالكمية، فمثلا الكمية التي تقدم لنا في المطاعم تكون أكثر من حاجتنا.
وتعود تسمية النشويات المقاومة الى مقاومتها لعملية الهضم ومرروها عبر الجسم بصورة مختلفة عن باقي أنواع النشويات. وتوجد في الموز غير الناضج وبعض البذور ودقيق الأرز البني. وتقول اختصاصية التغذية سيان بورتر أن الكربوهيدرات عنوان لتصنيف واسع ويجب أن نعلم أنها ليست كلها سواء، والشيء المهم هو نوع وكمية الكربوهيدرات في نظامنا الغذائي.
وتنصح بورتر أنه على الرغم من أننا يجب أن نخفض كمية السكر في طعامنا، فعلينا أن نضمن وجباتنا الكربوهيدرات النشوية بشكل أساسي. وهناك أدلة قوية على أن الألياف التي توجد في الحبوب الكاملة من الكربوهيدرات النشوية على سبيل المثال جيدة لصحتنا. وينصح خبراء تغذية أن نصف السعرات الحرارية اليومية يجب أن نحصل عليها من الأطعمة النشوية والفواكه والخضروات.
من الجدير بالملاحظة أن بعض الأطعمة تتطور الى نشويات مقاومة عندما تترك حتى تبرد بما في ذلك المعكرونة والبطاطا والأرز الأبيض.
وقد أجرى البروفيسور بول أرسيرو خبير العلوم الصحية وممارسة التمارين الرياضية في كلية سكيدمور في نيويورك دراسة لاستكشاف ما إذا كانت النشويات المقاومة غذاء صحي لمرضى السكري من النوع 2. وقال لمجلة تايم أن الجمع بين النشويات المقاوم مع البيض المسلوق أو بروتين مصل اللبن أو بروتين البازلاء أو الدجاج يمثل خليطا جيدا للغاية.
فالأطعمة النشوية تملأ المعدة وتزيد الطاقة وتعطي الدماغ دفعة من السيروتونين، كما أن الحبوب الكاملة تحتوي على نسبة عالية من الألياف ترتبط بالوقاية من العديد من الأمراض، من أمراض القلب الى سرطان الأمعاء، كما أنها غنية بفيتامينات ب والحديد والبوتاسيوم.
ويقول د ليبي ليمون خبير التغذية المعالج أن بعض الأشخاص يمكن أن يتناولوا الحبوب بدون أي مشكلة على الإطلاق وهذا يعتمد على القدرة الفردية لهضم الحبوب وعلى النظام المناعي وانتظام السكر في الدم.

الاندبندنت