خالد عرابي
سافر 17 عضوا من نادي «مسقط بايكرز» في رحلة إلى أوروبا أسموها «23 يوليو» وذلك احتفالا بيوم النهضة المباركة قطعوا خلالها أكثر من 7 آلاف كيلو متر زاروا خلالها إحدى عشرة دولة رافعين علم السلطنة وداعين كل من يلتقونه إلى زيارة السلطنة للتعرف على معالمها وما تزخر به من نهضة سياحية ومعمارية وحضارية أرسى دعائمها جلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- وعقب عودتهم إلى السلطنة كان ل «7 أيام» هذا الحوار مع طاهر الزدجالي -رئيس نادي «مسقط بايكرز»- ليحكي لنا تفاصيل هذه الرحلة والبلدان التي مروا بها وبعض ما واجههم من تحديات ومواقف مختلفة، وكيف كانت نتائج هذه الجولة الأوروبية.
في البداية أكد رئيس نادي مسقط بايكرز أن هذه الرحلة ينظمها النادي بالدراجات النارية بشكل سنوي ولكن في كل مرة تمر في خط سير وتحت شعار مختلف، وقد أقيمت هذا العام للسنة الرابعة على التوالي وجاءت بمناسبة الاحتفال بيوم النهضة المباركة السادس والأربعين.
وقال: كان مقررا لهذه الرحلة أن نزور خلالها ١٥ دولة أوروبية انطلاقا من مدينة بريمن الألمانية وانتهاءً بها ثم العودة إلى السلطنة ولكن نظرا لأننا وضعنا لها مسبقا مدة 23 يوما تماشيا مع (23 يوليو) ونظرا أيضا لحدوث بعض المواقف والتحديات التي واجهناها ومنها مثلا -ولأكثر من مرة- حدوث أعطال في بعض الدراجات فقد اقتصرت الجولة على 11 دولة فقط ل 14 عضوا بينما أكمل ثلاثة أعضاء مسير ثلاثة دول أخرى.
وعن خط سير الرحلة والدول التي مرت بها قال الزدجالي: بالطبع شحنا الدراجات النارية من السلطنة إلى مدينة بريمن الألمانية التي انطلقت رحلتنا منها إلى جمهورية التشيك، ثم بولندا، فبيلاروسيا، ثم سلوفاكيا، فالنمسا، ثم المجر، ثم كرواتيا، ثم البوسنة والهرسك، ثم العودة إلى كرواتيا مرة ثانية وذلك حتى نأخذ الطريق البحري من مدينة سبليت، ثم توجهنا إلى سان مارينو في إيطاليا، ثم إلى مدينة انترلخت السويسرية ثم إلى ألمانيا مرة أخرى.
مهرجان «جولد وينجز»
وعن تفاصيل الرحلة قال طاهر الزدجالي: انطلقنا من بريمن بألمانيا ثم توجهنا إلى جمهورية التشيك ثم بولندا حيث شاركنا بها في مهرجان «جولد وينجز» وهو مهرجان لنوع من دراجات الهوندا -حيث إن معظم دراجاتنا من هذا النوع- وقد شاركنا بهذا المهرجان بناء على دعوة رسمية تلقيناها من هذا النادي البولندي الذي سبق لأعضاء منه أن شاركوا في تحكيم مسابقة أقمناها بمسقط تحت عنوان: «اكتشف جمال عمان على دراجتك».
وأضاف الزدجالي: كانت الخطة أن نبقى في بولندا لمدة يومين فقط مدة المهرجان ثم نتوجه إلى بيلاروسيا ولكن وبناء على طلب من الفريق البولندي بقينا يوما ثالثا وذلك لأنهم قرروا أن يكرموا فريقنا كاملا أي تكريم فردي وليس جماعيا وهذا لم يحدث من قبل، وذلك بعد فوزنا بفئتي أكبر الفرق من حيث عدد الأعضاء مشاركة، والفريق الذي قطع المسافة الأطول للمشاركة، كما أننا كنا الدولة العربية الوحيدة المشاركة في هذا المهرجان، ولذا كان قرارنا الجماعي بناء على تصويت أعضاء الفريق هو إلغاء محطة بيلاروسيا من خط سير الرحلة، ومن ثم مكثنا في بولندا يوما إضافيا، ثم توجهنا بعدها إلى العاصمة السلوفاكية براتسلفا.. ومنها مباشرة إلى العاصمة النمساوية فيينا حيث كان هناك موعد مسبق قد حدد مع سفير السلطنة في النمسا سعادة الشيخ الدكتور بدر الهنائي الذي استقبلنا استقبالا متميزا ونصحنا بزيارة بعض الأماكن المتميزة هناك واستجبنا لذلك، كما أنه من الأشياء الجميلة التي حدثت ايضا أن رئيس البعثة الخليجية لدى الأمم المتحدة في فيينا «الدكتور محمد الغيلاني» حينما عرف بوصولنا وجه لنا الدعوة لزيارة مقر البعثة هناك وهو ما تم بالفعل ومن ثم التقينا به وبالممثلين من دول مجلس التعاون الخليجي العربي، كما أقام لنا حفل عشاء واستقبال، ثم رجعنا إلى براتسيلفا التي تبعد ٢٠٠ كيلو متر فقط.
وبعد ذلك عدنا من فيينا في النمسا إلى براتسيلفيا مرة ثانية ومن بعدها إلى العاصمة الهنجارية بودابست -وهي من المدن الجميلة والرائعة-، ثم توجهنا إلى العاصمة الكرواتية، ثم توجهنا إلى البوسنة والهرسك وبعد الخروج منها توجهنا إلى مدينة سبليت بكرواتيا ثانية لنأخذ مسار طريق البحر حيث استقللنا عبارة لنتجه إلى إيطاليا ولكن أثناء الوقوف في منفذ البوسنة للخروج منها وكنا نرتدي ملابس واقية من المطر وكان ضابط السلامة للرحلة يتابع إنهاء الإجراءات وكان خلف القائد تحركنا وكان المنفذ خاليا أثناء ذلك توقف شخص لتغيير ملابسه وبالتالي تأخر حيث كان على ضابط السلامة أن ينتظر وصول الشخص الذي تأخر وكان الأمر مربكا حيث إننا كان علينا أن نصل في وقت محدد قبل تحرك العبارة لأن تذاكرها كانت محجوزة مسبقا وأمامنا ٣٥٠ كيلو مترا ولله الحمد وصلنا قبل موعد العبارة بنصف ساعة فقط وذلك رغم تعطلت دراجة أخرى في الطريق وذلك بسبب تعطل ناقل الحركة (الجير) الذي كان لا يعمل إلا على 4 مستويات فقط، ولذلك سيرنا بسرعة معقولة حتى وصلنا إيطاليا في اليوم التالي في مدينة سان مارينو ونظرا لأن هناك الدراجة المعطلة تسير على (الجير الرابع) فقط كان الحل أيضا أن يبقى صاحب هذه الدراجة وضابط السلامة وشخص آخر معهما لحل هذه المشكلة ويستكمل بقية أعضاء الفريق السير إلى مدينة إنترلخت السويسرية وبالفعل تم ذلك وبقينا بها يوما إضافيا (وهو اليوم الذي جاء نتيجة إلغاء زيارة بيلاروسيا) بحسب مدة الرحلة وهي الدولة الوحيدة طوال الرحلة التي كان بها الإقامة في خيام وكانت هناك أماكن محددة للتخييم، ثم لحق بنا من تأخروا بعد ساعتين فقط وذلك لأنهم لم يجدوا حلا لمشكلة (الجير) لأن الوكالة طلبت مدة أسبوع لحل المشكلة ففضلوا السير بسرعة محددة -بحيث لا يضغط على ناقل الحركة ولا على الماكينة والدراجة- ثم بعد ذلك كان التوجه إلى مدينة فرانكفورت الألمانية ومن ثم العودة ثانية إلى بريمن.
وأشار رئيس نادي مسقط بايكرز إلى أن المجموعة طافت ١١ دولة ولكن هناك ثلاثة دراجين أكملوا ثلاث دول أخرى حيث توجهوا من بريمن إلى الدنمارك ثم السويد ثم النرويج أعلى قمة في القطب الشمالي.
تحديات
وعن التحديات التي تعرضوا لها قال الزدجالي: العطل المفاجئ في بعض الدراجات كان هو التحدي الأكبر، وقد حدث ذلك أكثر من مرة وفي أكثر من دولة معنا، ومن هذه المرات عند وصولنا إلى العاصمة السلوفاكية براتسلفا حدث أن تعطلت دراجة أحد الأعضاء وذلك نتيجة مشكلة في أحد إطاراتها حيث أصبح به شبه ورم فأصبح لا يمكن السير بها بسرعة أكثر من ٤٠ : ٦٠ كلم/ الساعة وللأسف لم نجد نفس إطار الدراجة وكون أن عاصمة النمسا فيينا هي الأقرب لنا قرر أعضاء الفريق التوجه إلى فيينا ومن ثم إصلاحها هناك.
ومن المواقف الأخرى أيضا حدوث تعطل درجة أخرى في المجر حيث فقدنا غطاء (الماكينة) ومن ثم تم اتخاذ القرار بناء على رغبة صاحب الدراجة وكسبا للوقت أن يبقى صاحب الدراجة وميكانيكي الرحلة وأحد الأعضاء في بودابست ثم يتحرك بقية أعضاء الفريق إلى العاصمة الكرواتية زغرب، وهكذا حينما حدث عطل في أماكن أخرى كان قرار توقف صاحب الدراجة وميكانيكي الفريق وعضو ثالث معهما هو السائد بحيث لا يؤثر ذلك على خط سير الفريق.
وفي سؤال حول إيجابيات مثل هذه الرحلة قال الزدجالي: بالطبع نحن نقوم بترويج للسلطنة سياحيا فجميعنا بدراجات شكلها مميز وبزي موحد هو قميص النادي وبلوحات تحمل أرقام عمانية، كما أننا أثناء الجولة كنا حينما نتعرف على شخص ندعوه لزيارة عمان، والجميل في الأمر أنني بعد العودة إلى السلطنة وجدت أن هناك 3 اشخاص اتصلوا بي وقالوا لي: إنهم الآن في زيارة عمان ولذا فأنا أرى أننا كدراجين حينما نقوم بجولات مثل هذه نكون سفراء لعمان.
أما عن أبرز ملاحظاته خلال الرحلة فقال: لاحظت مدى الاهتمام والتقدير ل»البايكرز» في أوروبا، وقد لمسنا ذلك جيدا من خلال مدى التعاون من قبل القائمين على المنافذ والحدود في كل دولة نصل إليها حيث كانوا يرحبون بنا أفضل ترحيب و يسهلون لنا كل إجراءات المرور.