السفير الهندي يؤكد التزام بلاده بتعزيز شراكتها مع السلطنة

بلادنا الأربعاء ٢٧/يناير/٢٠١٦ ٠٠:٢٥ ص
السفير الهندي يؤكد التزام بلاده بتعزيز شراكتها مع السلطنة

مسقط - ش

عبر سفير جمهورية الهند في مسقط سعادة إندرا ماني باندي عن خالص الشكر والعرفان لجلالة السلطان قابوس بن سعيد - حفظه الله ورعاه - وحكومة السلطنة على رعايتهم للجالية الهندية في السلطنة، وما يقدمه العمانيون للمقيمين الهنود من رعاية وحسن ضيافة. جاء ذلك في كلمة للسفير بمناسبة الذكرى الـ 67 ليوم الجمهورية في الهند، تالياً نصها:

إسهام قيم

إنه لمن دواعي سروري واعتزازي أن أتمكن في الذكرى الـ 67 ليوم الجمهورية في الهند أن أتقدم بأجمل التهاني القلبية إلى جميع الهنود والأشخاص من أصول هندية الذين يقيمون في سلطنة عمان، كما أتقدم بخالص الشكر والعرفان لجلالة السلطان قابوس بن سعيد السعيد وحكومته الكريمة على رعايتهم للجالية الهندية الكبيرة والمتنوعة الجديرة بالثقة والاحترام في سلطنة عمان، كما أعرب عن خالص أمنياتي بأن ينعم إخواننا العمانيون بالصحة والعافية والسلام والرخاء وأتقدم لهم بخالص الشكر والعرفان لما قدموه للمواطنين الهنود الذين يقيمون سلطنة عُمان من رعاية وحسن ضيافة، وأنا على ثقة من أن مواطنونا سوف يواصلون العمل بمثابرة وتفاني ليقدموا إسهامًا قيمًا في نمو وازدهار سلطنة عُمان.
حري بنا ونحن نحتفل بيوم الجمهورية في الهند أن نعرب عن احترامنا وتقديرنا لكل من ضحوا بأرواحهم من أجل استقلال الهند، كما نعرب عن خالص امتنانا لوالد الأمة، المهاتما غاندي، والقادة الذين تولوا قيادة بلادنا منذ استقلالها والذين وضعوا الأساس لدولة الهند الديمقراطية العلمانية ووضعوا دستورها وبنوا مؤسساتها النبيلة والدائمة، وقد أحرزنا منذ أن أصبحنا جمهورية منذ 66 عامًا تقدمًا هائلاً في شتى المجالات، وقد أصبحت الهند اليوم واحدة من أكبر الدول الديمقراطية في العالم حيث يزيد عدد سكانها عن 1.25 بليون نسمة يعملون معًا على خلق مستقبل أفضل يلبي طموحاتهم، كما يحقق اقتصادنا نموًا بوتيرة تتجاوز عن 7%، وقد اعترف العالم بأسره بما حققته الهند من إنجازات في مجالات العلوم والتكنولوجيا وفي مجالات رئيسية أخرى مثل الفضاء والطاقة النووية وتكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا الحيوية والأدوية، إلا أننا نواجه على الرغم من ذلك تحديات هائلة في تحقيق هدفنا المتمثل في تحقيق نموًا مستدامًا وشاملاً في مجالات التعليم والصحة والعمل لجميع المواطنين، وفي هذا اليوم، يجدر بنا أن نجدد عزمنا على التفاني في العمل من أجل تحقيق الرفاهية والتقدم لشعب الهند، ولذلك أدعو جميع أفراد الجالية الهندية إلى المساهمة في إنجاح المبادرات المختلفة التي تقوم بها حكومة الهند مثل مبادرات "صُنع في الهند" و"الهند نظيفة" و"الهند الرقمية" و"الهند الماهرة" وغيرها من المبادرات.

روابط حضارية وتاريخية

واستكمالاً للروابط الحضارية والتاريخية القديمة التي تربط بين البلدين منذ قرون قامت الهند وسلطنة عُمان بتعزيز وتعميق سبل التعاون بين البلدين منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ عام 1955، لتعزيز الشراكة المتبادلة التي تعود بالنفع على كلا البلدين والتي تتميز بأنها شراكة ذات طابع استراتيجي، وترتكز العلاقات القائمة بين الهند وعمان على المصالح المشتركة والتفاهم المتبادل واحترام أولويات واهتمامات كل بلد منهما، وتتجلى هذه الشراكة في التبادل المنتظم للزيارات رفيعة المستوى بين البلدين، ولا تزال الهند ملتزمة بتعزيز وتوسيع نطاق شراكتها الاستراتيجية مع سلطنة عمان من خلال تعزيز التعاون القائم بين البلدين وتحديد مجالات جديدة للتعاون الثنائي والإقليمي والعالمي، بهدف تلبية تطلعات البلدين.
وقد صادف عام 2015 ذكرى مرور 60 عامًا أو "اليوبيل الماسي" على إنشاء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وقد كانت زيارة معالي وزيرة الشؤون الخارجية الهندية لسلطنة عُمان في شهر فبراير 2015 إيذانًا ببدء سلسلة من الفعاليات لإحياء الذكرى الستين بطريقة لائقة. وعلى الرغم من تنظيم عدد من الفعاليات الاقتصادية والثقافية، إلا أنني أود أن أسلط الضوء على الرحلة المشتركة بين INS Tarangini ومؤسسة شباب عمان من مسقط إلى كوتشين في شهري نوفمبر وديسمبر 2015، وقد سلكوا في هذه الرحلة الطريق التجاري الذي كان التجار من دولتي الهند وعُمان يسلكونه منذ عدة قرون، وقد كان هناك حدث احتفالي هام آخر تمثل في قيام أربع سفن من الأسطول الغربي للبحرية الهندية في سبتمبر 2015 بزيارة مسقط في شهر سبتمبر 2015، كما يجري إصدار طابع بريد خاص لإحياء الذكرى الستين التاريخية.
ولا تزال العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الهند وعُمان مزدهرة، حيث واصلت التجارة الثنائية بين البلدين تحقيق النمو وذلك بالإضافة إلى التدفقات الاستثمارية القوية من كلا الجانبين وهو الأمر الذي انعكس في إقامة العديد من المشاريع المشتركة في الهند وعُمان، كما ظهرت العديد من الكيانات التجارية الهندية كمستثمرين رئيسيين في سلطنة عُمان، وقد تم إنشاء أكثر من 2900 مشروع مشترك بين الهند وعُمان، فضلاً عن إثبات عدد من الشركات الهندية تواجدها في سلطنة عمان وحققت شهرة كبيرة في التميز في قطاعات مثل الإنشاء والهندسة وإدارة النفايات والخدمات اللوجستية والتصنيع والتمويل ورأس المال وحلول البرامج وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والنفط والغاز ونحوها، وقد بدأ صندوق الاستثمار المشترك بين الهند وعُمان في العمل وقد تم استثمار الجزء الأساس الأول من رأس مال الصندوق البالغ 100 مليون دولار بالكامل، ويجري استثمار الدفعة التالية رأس المال والتي تبلغ قيمتها حوالي 300 مليون دولار أمريكي.

الروابط البحرية

تُعد الروابط البحرية التي تجمع بين الهند وسلطنة عُمان منذ حضارة وادي السند هي السمة المميزة للعلاقات التاريخية بين البلدين، وبالتالي فإن من الطبيعي أن تكون العلاقات والتبادلات الثرية والمتنوعة بين الشعبين هي السمة الرئيسية في العلاقات العصرية بين الهند وعُمان، كما حقق برنامج ITEC الذي يقدم دورات للتدريب المهني ورفع مستوى المهارات شعبية كبيرة في سلطنة عمان، وقد قامت الحكومة الهندية بزيادة عدد المنح الدراسية لبرنامج ITECلسلطنة عُمان إلى 150 منحة للفترة من 1 أبريل حتى 31 مارس 2016.
ومن السمات البارزة للعلاقات بين الشعبين الهندي والعماني في العصر الحالي زيادة تدفق السياح العمانيين إلى الهند (المليئة بالأماكن الرائعة) حيث تتميز الهند باحتوائها على العديد من المواقع الثقافية والتاريخية الغنية فضلاً عما تتمتع به من مظاهر للجمال الطبيعي الاستثنائي مثل الأنهار الجارية والجبال الشاهقة المغطاة بالثلوجوالسهولالخضراءوالصحاري الغامضة وأنهار المياه الراكدة الهادئة ونحوها، وقد أنعم الله على دولة الهند بتنوع ثقافي رائع ويتجلى هذا التنوع في الملابس المزخرفة المتنوعة واللغات والعادات والتقاليد والحرف والاحتفالات والمأكولات، وبالتالي فإن من الطبيعي أن تصبح الهند وجهة سياحية جذابة للعمانيين ويتضح ذلك من زيادة عدد التأشيرات التي أصدرتها السفارة والتي تجاوز عددها 95216 تأشيرة في عام 2015 مقارنة بعدد 59000 تأشيرة في عام 2013، وفي السنوات الأخيرة، ظهرت الهند كوجهة مفضلة للسياحة العلاجية، حيث يختار العديد من العمانيين الهند للحصول على العلاجات الطبية في العديد من المستشفيات الحديثة.
8- تتولى الجالية الهندية الترويج للفنون والثقافة الهندية في سلطنة عُمان، وتقدم السفارة الهندية في مسقط الدعم للعديد من المنظمات الاجتماعية، والتي من بينها الأندية الاجتماعية الهندية وفروعها المختلفة وأجنحتها اللغوية، التي تشارك في تقديم الخدمات الاجتماعية وتنظم الفعاليات الثقافية، كما تقدم السفارة دعمها لـ 19 مدرسة هندية في سلطنة عُمان تقدم تعليم عال الجودة للأطفال الهنود.

دور السفارة

لا تزال السفارة الهندية ملتزمة بتلبية احتياجات الجالية الهندية في سلطنة عُمان من خلال خدمات الرعاية المجتمعية كما تقدم بطريقة فعالة ومقيدة من حيث الوقت العديد من الخدمات القنصلية وخدمات إصدار جوازات السفر كما بذلت السفارة جهود مضنية من أجل الوصول إلى أفراد الجالية الهندية الذين يعيشون في المدن الأخرى والمعسكرات البعيدة، كما تقدم السفارة المساعدة للعمال الهنود من خلال الدورات القانونية المجانية التي تُنظم كل أسبوعين وبيوت الضيافة الشهرية، وقد أنشأت السفارة خدمة خط المساعدة التي تتوفر على مدار 24 ساعة للعمال الهنود المكروبين وسوف تواصل هذه الخدمة تقديم المساعدة المطلوبة للمواطنين الهنود المكروبين ويشمل ذلك المساعدة المالية، كما آمل في يساعد تطبيق MigCall Appالذي تم إطلاقه في 1 يناير 2016 السفارة في التواصل بشكل أفضل مع الجالية الهندية في سلطنة عُمان، كما ستواصل السفارة جهودها الرامية إلى تحسين الأوضاع المعيشية للعمال الهنود في سلطنة عُمان وذلك بالتشاور والتنسيق مع الحكومة العمانية.
وفي الذكرى الـ 67 ليوم الجمهورية في الهند، أود أن أكرر مرة أخرى تحياتي الحارة لزملائي المواطنين في سلطنة عُمان وأتقدم لهم بخالص الشكر لإسهامهم في التنمية الاقتصادية لدولة الهند، وأتطلع إلى مواصلة التعاون معنا من جانب سلطنة عمان حكومة وشعبًا من أجل تعميق وتنويع علاقاتنا الثنائية المتميزة والشراكة الاستراتيجية مع سلطنة عُمان، كما آمل أن تواصل الجالية الهندية تعاونها مع السفارة الهندية حتى نتمكن من تقديم الخدمات المتنوعة إلى الجالية بطريقة فعالة وفي الوقت المناسب، وأتمنى أن أبقى على اتصال وثيق ومستمر مع الجالية الهندية في سلطنة عُمان.