مسقط- ش
دشّنت مؤسسة بيت الزبير موسمها الثقافي بإطلاق مجموعة من المختبرات الثقافية والأدبية والتي ستساهم في رفد الحركة الثقافية والمشهد الثقافي في البلاد، يأتي ذلك في ظل التغييرات التي انطلقت بتعيين مديرعام جديد للمؤسسة الشاعر الدكتور محمد بن عبدالكريم الشحي، وستكون هذه المختبرات المبدئية مهتمة بالشعر، والفنون التشكيلية، والمسرح، والشباب، والطفل، وستستعين المؤسسة في مختبراتها الثقافية بنخبة من الفاعلين في المشهد الثقافي حيث سيشرف على مختبر الشعر الشاعر القدير سماء عيسى برفقة الشاعرة عائشة السيفية والشاعر خالد المعمري، بينما سيشرف على مختبر الفنون التشكيلية الدكتورة فخرية اليحيائية والفنان التشكيلي عبدالكريم الميمني، وسيتولى الإشراف على مختبر المسرح الكاتب هلال البادي وأحمد الكلباني، في حين يتولى الإشراف على مختبر الشباب محمد المكتومي ويونس بن علي المعمري، وأخيراّ يشرف الكاتب أحمد الراشدي والباحثة أمامه اللواتي على مختبر الطفل.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور محمد الشحي مدير عام مؤسسة بيت الزبير: "يأتي هذا التوجه إيماناً من مؤسسة بيت الزبير بأهمية النهوض بمقدرات وإمكانات البلاد الثقافية، والحرص على تعزيز حركة الفعل الثقافي ورفدها بما يخدم حيويتها وتقديمها لكل ما هو نوعي ويقدم قيمة مضافة للعمل الثقافي"
وأضاف بأن على المؤسسات الثقافية بمختلف أشكالها وتفريعاتها أن تطور من تقنياتها لتكون قادرة على مواكبة النسق المعرفي المتصاعد من مختلف الشرائح، وستعمل هذه المختبرات وغيرها من البرامج والمشاريع التي ستعلن عنها المؤسسة تباعاً على تقديم كل ما هو رؤيوي، مستدام، تراكمي، ومصعّد للفعل الثقافي العميق فكرة وأهدافا ومحتوى.
بدوره أوضح المشرف العام على مختبر الشعر الشاعر سماء عيسى "بأن التطلع الرئيس لمختبر الشعر بمؤسسة بيت الزبير هو رفع الذائقة الشعرية إلى درجات من الحس الجمالي الذي يربط الشعر بروح الطبيعة العمانية المتنوعة ويربطه أيضا بمختلف أشكال التعبير الفني والثقافي كالتصوير الضوئي والخط العربي والفن التشكيلي والنحت والموسيقى والسينما والمسرح وغيرها".
ويؤكد بأن هذه التجربة "ستفتح أحضانها لكل المبدعين العمانيين أملا منها في حضور الطاقات الخلاقة التي حظي بها العمانيون في مختلف مجالات الإبداع عبر العصور".
ويختم حديثه بالتأكيد على النهج الذي يسعى بيت الزبير لترسيخه قائلا "إن بيت الزبير يأمل أن يكون منزلا للثقافة المتجددة والأصيلة في آن، يعمل على ربط المسيرة الحضارية العريقة للشعب العماني بمسيرة الإبداع العالمي في توجه نحو إذابة الفواصل والحدود بين مختلف أبناء العالم من خلال هذه الجسور الثقافية التي يعنيها المنجز المعرفي الإنساني دون النظر للهويات الضيقة والأطر المحدودة الفضاءات".
بدورها، تستهل الفنانة التشكيلية الدكتورة فخرية اليحيائية المشرفة على مختبر الفن التشكيلي حديثها بالقول "في البداية أتقدم بالشكر الجزيل لمؤسسة بيت الزبير على اختياري للإشراف على مختبر الفنون التشكيلية متمنية التوفيق للمختبر في تقديم كل ما هو نوعي وإضافي لحركة الفن التشكيلي في عمان".
وعن أبرز موجهات العمل في هذا المختبر تشير الدكتورة فخرية إلى أن أولوية العمل والتبني ستكون "لتقديم المشاريع ذات الصبغة المتفاعلة مع مجتمعها لأن أحد أهدافنا الرئيسة في المختبر هو الاقتراب بالفنون من المجتمع بكل شرائحه ومستويات التفكير فيه ففي الوقت الذي تحولت فيه العديد من البرامج الثقافية لبرامج تستهدف النخبة فقط، يهمنا نحن في مختبر الفنون العمل على الاقتراب من المجتمع وتجسير العلاقة المعرفية معه والنهوض بالقيم الجمالية من خلال الشراكة مع هذا المجتمع".
من جانب آخر وعلى حد تعبير المشرف العام على مختبر الطفل الكاتب والباحث أحمد الراشدي فإن "مبادرة مؤسسة بيت الزبير في اطلاق مختبر للطفل مبادرة رائدة وتكشف عن وعي تقدمي عميق في البحث عن مكامن الأمن الثقافي الذي يصنع قوة معرفية تبدأ من مراحل الطفولة الأولى، وإن مختبر الطفل سيسعى للارتقاء بثقافة الطفل العماني، وبصناعة وبناء قدرات متخصصة، وتأسيس برامج مستدامة في مجال الطفل أدبيا وعلميا وفنيا وقرائيا".
ويضيف الراشدي "أن المختبر يهدف إلى اطلاق مشاريع تتعلق ببناء قدرات المختصين في مجال الطفل. وتأصيل حب القراءة والتعبير عن الذات لدى الطفل بكافة الأشكال التعبيرية والشفاهية. وتطوير الإنتاج البحثي والأدبي في مجال الطفل"،
كما يرى الراشدي بأن من أهداف هذا المختبر "تأسيس بيئة ممتعة مساندة لثقافة التعلم. ويسعى إلى تطوير وتجذير وتعزيز ثقافة جديدة تقدّر الطفل وتساعده على اكتساب مهارات فكرية وعلمية وفنية، ختاما يسعى المختبر إلى تأصيل ثيمات وقيم الهوية العمانية حتى تغدو منهجية حضارية وعادة يمارسها الطفل في حياته".
من جهته يرى الكاتب هلال البادي المشرف على مختبر المسرح "أن خطوة مؤسسة بيت الزبير وهي مؤسسة ثقافية خاصة هي خطوة تحسب للقائمين عليها، فهي لا تختزل العمل الثقافي في عرض مقتنيات فقط أو مكان يوضع فيه التاريخ وكأنه ذاكرة محنطة بل هو فضاء حيوي للثقافة والمعرفة وتجاور الفنون والمعارف" ويضيف البادي "وقد أسعدني بدءا تعيين مدير عام للمتحف معني بصورة دقيقة بكل ما يتعلق بالثقافة، كما أسعدني وأبهجني هذا التوجه الجديد نحو تهيئة مناخات نوعية ثقافية وإبداعية مفتوحة الأفق تفيد من المفردات الثقافية التي يتمتع بها بيت الزبير، ونحن بكل تأكيد في أمس الحاجة لمثل هذه المبادرات الخلاقة التي ينبغي ألا تقتصر على المؤسسات الرسمية الحكومية بل أن يساهم القطاع الخاص في إنمائها وتطويرها والدفع بها نحو مستويات ليست محلية عمانية فحسب بل عربية وعالمية".
ويختم حديثه بالقول "يسعدني في هذا المقام أن أشكر ثقة مؤسسة بيت الزبير وإشراكه للمعنيين في التخطيط للعمل الثقافي، وعسى أن نكون أهلا لهذه الثقة وعلى قدر من الجدية المسؤولة في تقديم ما يليق بتوجهات وإمكانيات المؤسسة ويخدم المشهد المسرحي في البلاد".
وعن مختبر الشباب يتحدث المشرف العام على المختبر الباحث محمد المكتومي قائلاً "مختبر الشباب فكرة مهمة ورائدة وجديدة تُحسب لمؤسسة بيت الزبير؛ حيث تأتي مع تصاعد الاهتمام بقطاع الشباب محليا وعالميا، ونهدف من خلال هذا المختبر إلى صناعة برامج مستدامة تقترب من فئة الشباب بالتعاون مع الجميع من الشباب والجهات الرسمية والخاصة والأهلية، لأننا نبحث عن التناغم بين مختلف المشاريع والبرامج التي تعنى بالشباب حتى يكون هناك تضافر للجهود وليس تكرارا أو استنساخا لها".
ويضيف المكتومي "سنعمل على التفكير ببرامج تجمع بين المتعة والفائدة وتعالج قضايا أصيلة في المجتمع، كما ستتميز برامج مختبر الشباب بأن الفئة المنفذة والمستهدفة من الشباب أنفسهم؛ أي من الشباب وإلى الشباب، نستشرف من خلال طاقاتهم آفاقا رحبة قادرة على استلهام عراقة هذه الأرض وجذورها الحضارية لتكون جسرا مهما للشباب للعبور بتطلعاتهم نحو المستقبل".
وسوف تقوم هذه المختبرات بتنفيذ عدد من المبادرات الثقافية كل في مجاله وفئاته المستهدفة سيعلن عنها تباعا.