الواجب المنزلي

مزاج الأربعاء ٢١/سبتمبر/٢٠١٦ ٢٣:٠٠ م

كاري نيرينبيرج - ترجمة: أحمد بدوي

يرى بعض المعلمين عدم إعطاء الطلاب في الصف الأول والثاني من المرحلة الأولى واجبات منزلية، باستثناء استكمال ما لم يتم الانتهاء منه أثناء اليوم الدراسي.

وتقترح المعلمة براند يونج التي حظيت آراؤها بمتابعة واسعة في أنحاء الولايات المتحدة حول رفضها إعطاء واجبات منزلية أنه بدلا من قضاء الأطفال الصغار وقتهم في المنزل في عمل الواجبات المنزلية، يمكن للآباء مساعدتهم في قضاء الوقت في عمل أشياء ترتبط بنجاح الصغار مثل تناول العشاء معا والقراءة معا واللعب خارج المنزل والحرص على نوم الطلاب مبكرا. وترى أن مثل تلك الاستراتيجيات أكثر ارتباطا بنجاح الطفل في الفصل الدراسي من الواجب المنزلي. وتقول إن البحث العلمي لم يثبت أن الواجبات المنزلية تحسن أداء الطلاب.

وقد تحدثت «لايف ساينس» مع مختصين في الحقل التربوي ممن قاموا بعمل أبحاث حول الواجب المنزلي وعلاقته بأداء الطلاب. وتقول دينيس بوب المحاضرة في كلية الدراسات العليا للتربية في جامعة ستانفورد إن الأبحاث العلمية لم تكشف بالفعل وجود ارتباط بين الواجبات المنزلية في المدرسة الابتدائية والأداء الأكاديمي للطالب، وإن كان هناك استثناء واحد جدير بالذكر أن الأبحاث قد أظهرت أن القراءة الحرة، أو السماح للطلاب بقراءة الكتب التي يختارونها بأنفسهم تحسن أداءهم الأكاديمي.

وتضيف بوب بالنسبة للمرحلة المتوسطة هناك أدلة تظهر وجود ارتباط طفيف بين أداء الواجبات والتحصيل الدراسي. وتستدرك بوب أنه قد يكون من الصعب استخلاص نتائج من الدراسات حول الواجبات المنزلية وذلك لأن هذه الدراسات تستخدم طرقا متنوعة لقياس الأداء الأكاديمي للطالب، فبعض الباحثين يستخدمون نتائج الاختبارات كمعيار موحد لقياس الإنجاز، في حين يستخدم آخرون متوسطات درجات الطلاب.

وهناك متغير آخر يمكن أن يعقد نتائج الدراسات حول الواجبات المنزلية وهو أنه من الصعب معرفة من الذي يقوم بأداء الواجب المنزلي بالفعل، وعلى سبيل المثال يمكن للطالب الحصول على مساعدة من أحد الوالدين أو معلم أو أخ أو زميل لإتمام العمل. أما في المرحلة الثانوية فهناك علاقة قوية بين أداء الطلاب لساعتين من الواجبات المنزلية وتحقيق مستويات أعلى في التحصيل الدراسي، وإن كان هذا الأثر الجيد يتراجع مع تجاوز ساعات الواجب المنزلي حدود ساعتين.
إلا أن هاريس كوبر، أستاذ علم النفس وعلم الأعصاب في جامعة ديوك في دورهام بولاية نورث كارولينا، الذي يجري أبحاثا عن الواجب المنزلي للطلاب منذ 30 عاما فيرى أن الواجبات المنزلية في مجالات معينة يمكن أن تساعد الطلاب على التعلم، وخاصة الأشياء التي يكون الأطفال بحاجة إلى تعلمها من خلال الممارسة.
وأشار كوبر إلى أن دراسات وجدت أن الأطفال الذين يمضون وقتا قليلا في الدراسة في المنزل يحققون نتائج جيدة في اختبارات الصف في المفردات والإملاء والرياضيات. إلا أن كوبر يقول إن العلاقة بين الواجب المنزلي والتحصيل الدراسي بصورة أفضل غير واضحة مثلما هو الحال مع طلاب المدارس المتوسطة والثانوية. ويوصي كوبر أن تظل الواجبات المنزلية للأطفال في الصف الثاني الابتدائي قصيرة وبسيطة ويجب ألا تستغرق من الطالب مدة تزيد على 20 دقيقة.
وإلى جانب مجرد المهارات في الرياضيات أو القراءة أو غيرها من المواد الدراسية يمكن للواجبات المنزلية أن يكون لها آثار إيجابية على إدارة الوقت ومهارات الدراسة عند الأطفال، كما أنها تبقي الوالدين على اطلاع بما يتعلمه الأبناء في المدرسة وكذا معرفة نقاط القوة والضعف عند الأطفال. والشيء الأساسي للطلاب هو إعطاؤهم القدر الصحيح من الواجبات المنزلية دون إفراط أو تفريط بما ينعكس آثاره الإيجابية على التعليم والأداء المدرسي.

عن لايف ساينس