ترامب يتصيد الثغرات لتحقيق المكاسب

الحدث الأربعاء ٢١/سبتمبر/٢٠١٦ ٢٢:٥٢ م
ترامب يتصيد الثغرات لتحقيق المكاسب

واشنطن – ش – وكالات

أعرب المرشح الجمهورى فى انتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب عن اعتقاده بأن جماعات السود فى الولايات المتحدة فى أسوأ شكل ووضع لها على الإطلاق.
وجاء هذا التصريح من قبل ترامب فى الوقت الذى كان فيه يحتشد مع أنصاره ويخاطب الأمريكيين من أصول أفريقية فى نطاق فكرة "ماذا لديكم لتخسروه"، على الرغم من أن القليل منهم حضروا هذا اللقاء فى ولاية نورث كارولينا، التى تعد إحدى ولايات الصراع بينه وبين منافسته الديمقراطية هيلارى كلينتون.
وقال ترامب أمام الحشد الذى كان كله من البيض تقريبا " إنكم ستعيدون بناء مدننا الداخلية لأن مجتمعات الأمريكيين من أصل أفريقى فى أسوأ شكل لها على الإطلاق". وكرر "على الإطلاق" ثلاث مرات.
وأوضحت شبكة "سى إن إن" الأمريكية أن تصريحات ترامب تأتى على الرغم من حقيقة أن الأمريكيين من أصول أفريقية قد واجهوا ظروفا أسوأ بشكل كبير على مر التاريخ بدءا من العبودية وحتى ما يعرف بقوانين "جيم كرو".
وكان الرئيس باراك أوباما قد قال يوم السبت الماضى: "ربما تسمعون منافس هيلارى فى الانتخابات يقول إنه لم يكن هناك وقت أسوأ للسود من قبل. وأقصد أنه نسى كل الدروس المدنية عن العبودية أو جيم كرو.. لكن لدينا متحف يمكنه زيارته".
جاء ذلك متزامنا مع تصاعد التوتر في مدينة تشارلوت بولاية نورث كارولاينا الأمريكية الليلة قبل الماضية بعدما قتلت الشرطة بالرصاص رجلا أسود (43 عاما) قالت إنه كان مسلحا.
وذكرت الشرطة أن الحادث وقع عندما اقترب أفرادها من الرجل في مرأب للسيارات داخل مجمع سكني.
وتجمع عدة مئات من الأشخاص قرب موقع الحادث للاحتجاج على مقتل كيث لامونت سكوت وألقى بعضهم زجاجات المياه و حملوا عصيا كبيرة وهم يواجهون شرطة مكافحة الشغب.
وقبل ذلك ببضع ساعات قالت الشرطة في شارلوت ميكلينبرج إن أفرادها كانوا في المجمع السكني يبحثون عن مشتبه به حينما رأوا سكوت ينزل من سيارته وهو يحمل سلاحا ناريا.
وذكرت إدارة الشرطة في بيان أن الشرطي برينتلي فينسون أطلق النار من سلاحه فأصاب سكوت "الذي شكل تهديدا خطيرا وشيكا على حياة رجال الشرطة."
وأوضحت الإدارة أن فينسون الذي التحق بالعمل في شرطة تشارلوت في يوليو تموز 2014 أسود. ومنحت الإدارة فينسون إجازة إدارية مدفوعة الأجر بعد الحادث.
يأتي الحادث وسط جدل وطني ساخن بشأن استخدام الشرطة للقوة المفرطة خاصة ضد الرجال من السود.
ولم تفصح الشرطة عما إذا كان سكوت هو المشتبه به الذي كانت تبحث عنه في المجمع السكني. وقال تلفزيون دبليو.اس.أو.سي إنه ليس المشتبه به.
وشكك المحتجون وأسرة سكوت في أنه كان مسلحا. وقال بعض أفراد أسرته للصحفيين إن سكوت كان يحمل كتابا وينتظر ابنه لتوصيله للمدرسة.
وذكرت شرطة تشارلوت على تويتر أن نحو عشرة من أفرادها أصيبوا في الاحتجاجات

استئناف الهجوم
و اشعل دونالد ترامب الجدل حول الهجرة مجددا بعد الاعتداءات التي اوقعت عشرات من الجرحى في نهاية الاسبوع واستانف هجومه على اللاجئين السوريين فيما عزا الفوضى في الشرق الاوسط الى خصمته هيلاري كلينتون.
لا يمكن الفصل بين ملف الهجرة والصعود السياسي المدوي للمرشح الجمهوري الى البيت الابيض. ويؤيد القسم الاكبر من ناخبي حزبه خطه المتشدد فيما تكشف الاستطلاعات موافقة اكثرية من الجمهوريين على اقتراحه في ديسمبر 2015 منع المسلمين من دخول الاراضي الاميركية.
في كارولاينا الشمالية خصص ترامب خطابا كاملا القاه في حرم جامعة هاي بوينت لملفي الهجرة والارهاب، وقال "علينا التاكد من اننا لا نسمح بدخول بلادنا الا لمن يحبها".
اضاف مستعينا بشاشة لقراءة خطابه "الواقع الجلي هو ان نظامنا الحالي للهجرة لا يحاول فعلا معرفة وجهات نظر الذين يدخلون بلادنا، لا نعرف شيئا عنهم ولا كيف يفكرون".
كما ندد بسياسة "الحدود المفتوحة" التي تروج لها بحسبه خصمته الديموقراطية واتهمها بالمساهمة في نشوء تنظيم الدولة الاسلامية اثناء توليها حقيبة الخارجية من 2009 الى 2013.
وقال "كل هذه الكوارث مع تنظيم الدولة الاسلامية جرت اثناء تولي هيلاري كلينتون المسؤولية وجرت بسببها ولسوء حكمها وطريقتها في اتخاذ القرارات، وسياستها في العراق وفي ليبيا وسوريا" مكررا انتقادها على التصويت لصالح الحرب على العراق في 2002 وتاييد الانسحاب الاميركي في 2011.

اتهامات
من جهة اخرى افادت صحيفة "واشنطن بوست" أن المرشح الجمهوري للبيت الأبيض دونالد ترامب استخدم مؤسسته الخيرية لتسديد غرامات ترتبت عليه اثر محاكمات، ما يتعارض مع التشريعات الضريبية السارية.
وأوضحت الصحيفة أن رجل الأعمال الثري جعل مؤسسته الخيرية تسدد 285 الف دولار من التعويضات دفعت باسمه الشخصي في سياق تسوية ودية لنزاع، في حين يلزمه القانون باستخدام مؤسسته لاهداف محض خيرية.
ففي 2007 على سبيل المثال، دفعت المؤسسة مئة الف دولار لجمعية من العسكريين القدامى في اطار تسوية قضائية مع مدينة بالم بيتش بولاية فلوريدا، التي كانت تلاحق ترامب بشأن علو سارية تحمل علما في أحد أملاكه، كان مخالفا للتنظيمات المطبقة.
وتدقق الصحيفة منذ اسابيع بمالية المؤسسة الخيرية واكتشفت في هذا السياق أن المرشح لم يقدم أي دولار كمساهمات شخصية في مؤسسته منذ 2009، وأن المؤسسة الخيرية تستمد تمويلها من هبات خارجية.
في المقابل، سددت مؤسسة ترامب نفقات لمعاملات صبت حصرا على ما يبدو لصالح رجل الأعمال أو شركاته، ومنها شراء دونالد ترامب في مزاد علني عام 2007 لوحة تصوره هو نفسه مقابل 20 الف دولار.
وقالت كريستينا رينولدز وهي متحدثة باسم المرشحة الديموقراطية للبيت الابيض هيلاري كلينتون، ساخرة "من الواضح أن مؤسسة ترامب ليست مؤسسة خيرية، تماما مثلما أن جامعة ترامب لم تكن معهد دراسات عليا"، مضيفة "حان الوقت لينشر بيانات دخله لمعرفة ما إذا كانت مشكلاتها الضريبية تشمل أيضا ماليته الشخصية".
ويعتبر الديموقراطيون أن وسائل الإعلام لا تغطي هذه المسألة بالطريقة المناسبة ويتهمونها بالتساهل في تغطيتها لشخصية دونالد ترامب وماضيه أكثر منها مع هيلاري كلينتون، وبالتركيز على قضايا تلقى أصداء أكبر مثل تشبيه نجل ترامب اللاجئين السوريين بكيس من حبوب سكاكر "سكيتلز" بعضها سامة.
وكتب دان بفايفر مستشار الرئيس باراك اوباما سابقا على تويتر "ان كنتم تقومون بتغطية فضحية السكيتلز بدل تغطية استخدام ترامب غير القانوني لمؤسسته، فمن الأرجح أنكم صحافيون لأسباب خاطئة".
ولم يدل فريق حملة دونالد ترامب باي تعليق على المسألة.

موقف الصين
قال رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ أمام منتدى اقتصادي في نيويورك إن الصين والولايات المتحدة ستواصلان تطوير علاقات إيجابية بغض النظر عن الفائز بانتخابات الرئاسة الأمريكية التي تجري في نوفمبر .
وامتنع لي عن ذكر اسم المرشح الذي يفضله.
وكان المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب قد هدد بفرض رسوم جمركية على السلع الصينية وتعهد بالسعي لأن تكون المحادثات التجارية مع الصين أكثر صرامة إذا ما انتخب. أما منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون فقد تراجعت عن تأييدها لاتفاق للتجارة عبر المحيط الهادي.
وانتقد المرشحان سياسات الصين في بحر الصين الجنوبي وهو مثار توترات محتملة في آسيا ويقف وراء خلاف كبير بين واشنطن وبكين.
وقال لي الذي يحضر اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك إن الانتخابات الأمريكية شأن داخلي يخص الولايات المتحدة ومن ثم لا يمكنه قول الكثير وأضاف "بغض النظر عمن يفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية فإنني أعتقد أن العلاقات الصينية الأمريكية ستظل تنمو باطراد وفي اتجاه إيجابي."