قاذفتان أمريكيتان تحلقان فوق كوريا الجنوبية

الحدث الأربعاء ٢١/سبتمبر/٢٠١٦ ٢٢:٥١ م
قاذفتان أمريكيتان تحلقان فوق كوريا الجنوبية

سول – ش – وكالات

قال شاهد من رويترز إن قاذفتين أمريكيتين حلقتا فوق كوريا الجنوبية امس الأربعاء وهبطت إحداهما في قاعدة جوية تبعد 40 كيلومترا إلى الجنوب من العاصمة في ثاني واقعة من نوعها منذ التجربة النووية التي أجرتها كوريا الشمالية في التاسع من سبتمبر.
وذكرت القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية في بيان أن الهدف من تحليق القاذفتين -من طراز بي-1بي لانسر ومقرهما جوام- كان استعراض قوة الولايات المتحدة والتزامها بالحفاظ على أمن شبه الجزيرة الكورية والمنطقة.
وكانت قاذفتان أمريكيتان من طراز بي-1 حلقتا فوق كوريا الجنوبية في 13 سبتمبر أيلول -ورافقتهما مقاتلات كورية جنوبية- تعبيرا عن التضامن مع سول.
وتجاهلت كوريا الشمالية الإدانات الدولية منذ أن أجرت خامس تجاربها النووية وقالت هذا الأسبوع إنها اختبرت بنجاح محركا صاروخيا جديدا سوف يستخدم لإطلاق أقمار صناعية في انتهاك لعقوبات الأمم المتحدة.
ويقول دبلوماسيون في الأمم المتحدة إن مناقشات بدأت بين الولايات المتحدة والصين بشأن قرار محتمل للمنظمة الدولية ردا على التجربة النووية الخامسة لبيونجيانج لكن بكين لم تفصح بشكل مباشر عن نيتها دعم اتخاذ خطوات أكثر صرامة ضد كوريا الشمالية.

استهداف شركة صينية
يذكر ان صحيفة وول ستريت جورنال قد قالت إن الولايات المتحدة والصين تستهدفان الموارد المالية لشركة هونغشيانغ اندستريال وهي شركة صينية ترأسها إحدى كوادر الحزب الشيوعي وتعتقد إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن لها دورا في مساعدة البرنامج النووي لكوريا الشمالية.
وأضافت الصحيفة أن الشرطة في إقليم لياونينغ الحدودي بشمال شرق الصين بدأت تحقيقا في تورط الشركة منذ فترة طويلة في "جرائم اقتصادية خطيرة" فيما يتعلق بأنشطة التداول.
ونقلت الصحيفة عن تقارير للحكومة والشركة قولها إن السلطات الصينية صادرت بعض أصول الشركة وأصول مؤسستها ورئيستها التنفيذية ما شياوهونغ وبعض أقاربها ومساعديها في الأسابيع القليلة الماضية.
وزار ممثلو ادعاء من وزارة العدل الأمريكية بكين مرتين الشهر الماضي لإطلاع نظرائهم الصينيين على الأنشطة الإجرامية المزعومة التي تقوم بها الشركة.
وقالت الصحيفة نقلا عن مسؤولين على علم بالمسألة إن وزارة العدل الأمريكية تستعد في وقت قريب ربما خلال الأسبوع الحالي لإعلان اتخاذ إجراء قانوني ضد الشركات الصينية التي يشتبه بأنها قدمت مساعدة مالية لبيونجيانج.
وقال البيت الأبيض إن أوباما ورئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ اتفقا أمس الاثنين على تكثيف التعاون داخل مجلس الأمن الدولي وعبر قنوات إنفاذ القانون بعد التجربة النووية الخامسة التي أجرتها كوريا الشمالية.
وأقر الكونجرس الأمريكي تشريعا هذا العام يسمح بفرض عقوبات على أي شخص يتورط أو يساهم أو يساعد على انتشار أسلحة الدمار الشامل الكورية الشمالية.
ولم يتسن على الفور الاتصال بمسؤولين من وزارة العدل الأمريكية أو الحكومة الصينية أو شركة هونغشيانغ اندستريال.

تقرير
وكان تقرير نشره مركزا دراسات في كوريا الجنوبية والولايات المتحدة قد اشار الى ان شركة صناعية صينية فتحت بكين تحقيقا بشأنها، قد تكون ساهمت في برنامج كوريا الشمالية النووي.
وبحسب التقرير الذي نشره معهد آسيا للدراسات السياسية في سيول ومعهد "سي 4 ايه دي اس" في واشنطن، فإن شركة "دادونغ هونغكسيانغ إنداستريال ديفيلوبمنت" التي تبيع منتجات ذات استخدامات مدنية وعسكرية في آن، أمدت كوريا الجنوبية بمنتجات بقيمة تزيد عن 530 مليون دولار بين 2011 و2015.
وتفيد معلومات متوافرة على الإنترنت أن الشركة التي تتخذ مقرا لها في داندونغ على الحدود بين الصين وكوريا الشمالية تبيع سبائك من الألمنيوم الصافي والألومين وغيرها من المنتجات التي يمكن استخدامها لاهداف عسكرية أو في مجال النووي المدني والعسكري، وفق المصدر ذاته.
ولم تتخط صادرات الشركة إلى كوريا الشمالية 171 مليون دولار بين 2011 و2015، في حين تجاوزت وارداتها 360 مليون دولار.
وقال واضعو التقرير "حتى لو انه لا يمكن التوصل إلى استخلاصات بشان وجهة الاستخدام الأخيرة لهذه الأموال، إلى أن حجمها بحد ذاته ملفت".
وذكروا تقديرات تفيد بأن هذه المبالغ تكاد تكون كافية لتمويل منشآت بيونغ يانغ لتخصيب اليورانيوم وإنتاج قنابلها الذرية واختبارها.
كما ذكر التقرير أن الشركة الصينية كانت على ارتباط أيضا مع شركة كوريا الوطنية للتامين، وهي شركة عامة تساهم بحسب المفوضية الأوروبية في تمويل برامج كورية شمالية لأسلحة الدمار الشامل.
وفي الصين، أعلنت شرطة مقاطعة لياونينغ الأسبوع الماضي فتح تحقيق حول الشركة وعدد من مسؤوليها في قضية "جرائم اقتصادية خطيرة على ارتباط بنشاط تجاري".
ولم تشأ وزارة الخارجية الصينية أن توضح ردا على أسئلة الثلاثاء ما إذا كان التحقيق على ارتباط ببرنامج كوريا الشمالية النووي.
ووردت هذه المعلومات في حين أجرت كوريا الشمالية في 9 سبتمبر تجربتها النووية الخامسة ما اثار تنديد بكين والاسرة الدولية التي تدرس فرض عقوبات جديدة على بيونغ يانغ.
ويشكك بعض الخبراء في التزام الصين بالعقوبات المفروضة حتى الآن على كوريا الشمالية، في حين أن بكين الشريك الاقتصادي الأول لهذا البلد.

تقدم اضافي
يذكر ان كوريا الشمالية اكدت امس الاول الثلاثاء انها اختبرت بنجاح محركا جديدا وقويا لصاروخ مما يشكل تقدما اضافيا في اطار جهودها للتزود بصواريخ بالستية عابرة للقارات.
وتاتي هذه التجربة بعد اطلاق اكثر من 20 صاروخا واجراء تجربتين نوويتين هذه السنة ما يعطي الانطباع بان الدولة المعزولة تسرع تطوير ترسانتها رغم المعارضة الدولية الشديدة.
وقالت وكالة الانباء الرسمية ان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-اون، دعا بعد ان اشرف على التجربة في قاعدة سوهاي الفضائية في غرب البلاد، المسؤولين والعلماء والخبراء التقنيين الكوريين الشماليين الى "انجاز الاستعدادات لاطلاق قمر صناعي قريبا".
ويأتي هذا الاعلان في الوقت الذي سرت فيه تكهنات حول امكانية ان يحتفل النظام الستاليني في 10 تشرين الاول/اكتوبر بالذكرى السادسة والثمانين لتأسيس "حزب العمال الكوري"، الحزب الحاكم والاوحد في البلاد، باطلاق قمر اصطناعي.
كما دعا كيم الى اجراء المزيد من عمليات اطلاق الصواريخ من اجل ان تتمكن "البلاد من ان تمتلك في غضون سنوات قليلة اقمارا اصطناعية تدور في المدار الجغرافي الثابت".
ونشرت "رودونغ سينمون" اكبر صحيفة في كوريا الشمالية، على صفحتها الاولى صورة للزعيم الشاب وهو يضحك وكذلك خلال اشرافه على التجرية من مركز مراقبة.
واكدت وكالة الانباء الرسمية ان هذا المحرك يؤمن للبلاد "قدرة نقل كافية لاطلاق انواع مختلفة من الأقمار الصناعية، بما في ذلك اقمار اصطناعية لمراقبة الارض".
وقال شاي يون-سيوك الخبير في مسائل الصواريخ في معهد الابحاث الفضائية في كوريا الجنوبية الذي تقع مختبراته الرئيسية في دايجيون بجنوب سيول ان كوريا الشمالية وعبر هذه التجربة "تقترب من هدفها امتلاك صواريخ بالستية عابرة للقارات يمكن ان تضرب الارض الاميركية".