تركيا : لن نستخدم المشاة في عملياتنا بسوريا

الحدث الأربعاء ٢١/سبتمبر/٢٠١٦ ٢٢:٤٩ م
تركيا : لن نستخدم المشاة في عملياتنا بسوريا

أنقرة – عواصم – ش – وكالات

قال وزير الدفاع التركي فكري إشيق للصحفيين امس الأربعاء إن تركيا لا تنوي استخدام المشاة في عملياتها العسكرية بشمال سوريا ضد تنظيم داعش والمقاتلين الأكراد.
وأضاف أن مقاتلي الجيش السوري الحر هم الذين سينفذون أي عملية للسيطرة على بلدة الباب الخاضعة لسيطرة داعش والواقعة إلى الجنوب من منطقة العمليات في الوقت الحالي.

حلب تحت القصف
ميدانيا استهدفت عشرات الغارات ليلا مدينة حلب ومحيطها، ترافقت مع قصف مدفعي وصاروخي وتزامنت بعد يومين على انهيار الهدنة في سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان ومراسل وكالة فرانس برس امس الاربعاء.
وأحصى المرصد "تنفيذ طائرات حربية سورية وروسية عشرات الغارات ليل الثلاثاء الاربعاء على مدينة حلب وأطرافها الجنوبية الغربية".
وقال مراسل لفرانس برس في الأحياء الشرقية المحاصرة من قوات النظام في مدينة حلب ان أكثر من مئة غارة استهدفت المدينة وريفها بعد منتصف الليل حتى ساعات الفجر، الامر الذي منع السكان من النوم نظرا لشدة القصف.
واشار الى ان الغارات لم تتوقف الا بعد ان بدأ هطول المطر بغزارة صباحا.
وادى القصف بعد منتصف الليل على حي السكري في شرق مدينة حلب الى تدمير مبنى من ستة طوابق بالكامل وفق مراسل فرانس برس.
وقال ابو احمد وهو من سكان الحي لفرانس برس اثناء قيامه بازالة الحجارة والزجاج المحطم من امام مبنى مجاور "كان في المبنى (المستهدف) شقيقان فقط".
واوضح "قبل ساعة من القصف، كنت أزورهما وشربنا الشاي معا، ونصحني أحدهما بوجوب ان أخلي منزلي في الطابق الرابع وأنزل مع عائلتي الى الطوابق السفلية بسبب عودة القصف الجوي".
واضاف "لم يمض على مغادرتي الا ساعة حتى سقط صاروخ على الحارة ادى الى تهدم المبنى باكمله وقتل الشقيقان".

قصف مكثف
في الاحياء الغربية من حلب الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، قال احد السكان عبر الانترنت لفرانس برس ان السماء بقيت مضاءة جراء كثافة القصف خلال ساعات الليل.
وافادت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" الاربعاء بمقتل شخصين واصابة سبعة آخرين بجروح "جراء قذائف صاروخية أطلقتها المجموعات الارهابية على حي صلاح الدين في حلب".
وأشار المرصد الى اشتباكات عنيفة دارت بعد منتصف الليل بين قوات النظام وحلفائه من جهة والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة اخرى جنوب غرب مدينة حلب، ترافقت مع تنفيذ طائرات حربية غارات كثيفة على مناطق الاشتباك. واشار المرصد الى "تقدم لقوات النظام في المنطقة" حيث استعادت السيطرة على ابنية عدة كانت خسرتها الشهر الماضي.
وقتل أربعة عاملين في منظمة طبية غير حكومية جراء غارة استهدفت مركزا طبيا في منطقة خان طومان في ريف حلب الجنوبي، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان والمنظمة التي تتخذ من باريس مقرا الاربعاء.
وياتي هذا التصعيد بعد اعلان الجيش السوري مساء الاثنين انتهاء هدنة استمرت اسبوعا بموجب اتفاق اميركي روسي وشهدت خلالها جبهات القتال هدوءا نسبيا.

تبادل الاتهامات
وتبادلت روسيا والولايات المتحدة الاتهامات باعاقة تنفيذ الاتفاق.
وقال الكرملين الثلاثاء انه لا يمكن اعادة العمل بالهدنة ما لم يوقف "الارهابيون" هجماتهم، في حين اعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان المساعي الاميركية-الروسية للتوصل الى وقف لاطلاق النار "لم تنته". ووعد باستئناف المحادثات الدولية هذا الاسبوع. وتتمسك واشنطن بادخال المساعدات الى المناطق السورية المنكوبة كجزء اساسي من اتفاق الهدنة.
وقال مسؤولون أمريكيون إن الولايات المتحدة تعتقد أن طائرتين روسيتين هاجمتا قافلة مساعدات قرب حلب في هجوم أدى إلى انهيار هدنة استمرت أسبوعا لكن روسيا نفت ذلك.
وعلى الرغم من توجيه اللوم بسبب الهجوم المميت الذي وقع يوم الاثنين سعى دبلوماسيون إلى إنقاذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه روسيا والولايات المتحدة ودخل حيز التنفيذ في 12 سبتمبر .
والواقعة التي دمرت فيها 18 شاحنة بالقافلة التي تضم 31 شاحنة وجهت فيما يبدو ضربة قاضية للجهود الدبلوماسية الرامية لوقف الحرب الأهلية التي دخلت عامها السادس في سوريا.
وقال مسؤولان أمريكيان لرويترز إن طائرتين روسيتين من طراز سوخوي-24 حلقتا فوق قافلة مساعدات بسوريا في نفس الوقت الذي تعرضت فيه للقصف يوم الاثنين وذلك بناء على معلومات للمخابرات الأمريكية دفعتهما لاستنتاج مسؤولية روسيا عن الهجوم.
ونفت متحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ذلك التأكيد وقالت للصحفيين في الأمم المتحدة إن الإدارة الأمريكية "لا تملك حقائق" لدعم زعمها.
وقال بن رودس نائب مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض إن البيت الأبيض يحمل روسيا مسؤولية ما وصفها "بالمأساة الإنسانية الهائلة" لكنه لم يتطرق إلى ما إذا كانت طائرات روسية هي التي نفذت الهجوم.
وفي وقت سابق نفت روسيا أن طائراتها أو طائرات الحكومة السورية نفذت الهجوم وقالت إنها تعتقد أن القافلة لم تتعرض نهائيا للهجوم من الجو لكنها دمرت نتيجة حريق بسبب حادث ما على الأرض.
وقال الهلال الأحمر العربي السوري إن رئيس أحد مكاتبها المحلية و "نحو 20 مدنيا" قتلوا. وذكرت إحصاءات أخرى عن عدد القتلى أرقاما مختلفة. ودفع الهجوم الأمم المتحدة إلى تعليق جميع شحنات المساعدة إلى سوريا.
وخرج مسؤولون كبار من 23 دولة بعد اجتماع استمر ساعة بشأن سوريا باتفاق على اللقاء مرة ثانية يوم الجمعة لبحث سبل إنهاء النزاع الذي قتل مئات الآلاف وأدى إلى تشريد الملايين.
واختلف المسؤولون أيضا على فرص تجديد اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بعد اجتماع استضافه مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف "وقف إطلاق النار لم يمت".
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرو "هل ما زالت هناك فرصة لتفعيل هذه الهدنة؟ لا يمكنني الإجابة عن هذا السؤال."
وأضاف قائلا إنه دون الهدنة ستكون هناك "دوامة حرب لكن علينا أن نكون صادقين المفاوضات الأمريكية الروسية وصلت إلى نهاياتها."
ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اجتماعا رفيع المستوى بشأن سوريا اليوم الأربعاء.
ووصفت الأمم المتحدة والصليب الأحمر والولايات المتحدة واقعة يوم الاثنين بأنها غارة جوية الأمر الذي يلقي باللوم ضمنيا على الطائرات الروسية أو السورية.
لكن الأمم المتحدة قامت بتعديل بيان لحذف عبارة "ضربات جوية" وإضافة "هجمات" غير محددة بدلا من ذلك.
وقال ينس لاركه المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن الإشارة الأصلية للضربات الجوية كانت خطأ في الصياغة على الأرجح. وأضاف أن الأمم المتحدة ليست في موضع لتحديد ما إذا كانت ضربات جوية لكنها على يقين من أن القافلة تعرضت لهجوم.
شكل اتفاق وقف إطلاق النار مقامرة على تعاون لم يسبق له مثيل بين الولايات المتحدة وروسيا على الرغم من وصول مستوى الثقة بين الخصمين السابقين في الحرب الباردة إلى أدنى مستوياتها منذ عقود.
ويدعم الجانبان أطرافا متحاربة في الصراع بين الحكومة السورية والمعارضة لكنهما يحاربان متشددي تنظيم داعش . ويدعو الاتفاق إلى تبادل واشنطن وموسكو للمعلومات لتحديد الأهداف في نهاية المطاف.
وفي أعقاب هجوم يوم الاثنين وردت تقارير عن اشتباكات كثيفة في مختلف أرجاء سوريا.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن اشتباكات وقعت بين الجيش ومقاتلي المعارضة في حي جوبر بدمشق ومناطق بشمال شرقي العاصمة بعد أن حاول الجيش إحراز تقدم.
وبالقرب من مدينة حمص قال المرصد إن الجيش قصف إحدى القرى بينما قصفت الطائرات الحربية وطائرات الهليكوبتر عددا من المناطق بما في ذلك مدينة الرستن الخاضعة لسيطرة المعارضة.