لا قبلات.. بل تكسير عظام

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٢١/سبتمبر/٢٠١٦ ٢٢:٤٣ م

حسام بركات
hbarakat1512@gmail.com

تمضي جولات التنافس الاولى في الدوريات الأوروبية الكبرى لكرة القدم مع تحقيق نتائج مثيرة للغاية وصادمة احيانا.

وترى اغلب وسائل الاعلام في القارة العجوز أن فترة جس النبض لم يكن لها وجود مع انطلاق الموسم الحالي حيث بدأ الجميع مكشرا عن أنيابه منذ اللحظة الأولى. وهذا هو الطبيعي في ظل النشاط اللافت الذي شهده ميركاتو الصيف الحالي وما نتج عنه من انفاق الملايين أو كما يرى البعض «هدرها».

انتقام في ديربي ايطاليا بين انتر ميلان وضيفه البطل يوفنتوس .. وصراع مفتوح على القمة في المانيا مع تواصل انتصارات حامل اللقب بايرن ميونيخ وغريمه الأزلي بروسيا دورتموند.
ولم يكتب الفوز للنيرازوري على السيدة العجوز منذ العام 2012، ولكنه نجح هذه المرة في الثأر للسنوات الاخيرة التي أقل ما يقال عنها أنها «عجاف».
وتظهر صورة أسود فيستفالن على حقيقتها في الموسم الحالي ما أعطى تصريحا واضحا بأن المهمة لن تكون سهلة بعد 4 مواسم محلية تنزه فيها الفريق البافاري في حديقته الخلفية.
وفي اسبانيا يمضي ريال مدريد في مهمة صعبة للغاية للحفاظ على الصدارة مع مطاردة مباشرة من برشلونة البطل واتلتيكو مدريد.

ونجح المدرب الفرنسي زين الدين زيدان في تحقيق أرقام يشار إليها بالبنان في أواخر الموسم الماضي ومع الانطلاقة القوية للموسم الجديد، بيد ان مهمة استعادة لقب الليجا الغائب منذ العام 2012 تبقى معقدة وصعبة.

وانتفض برشلونة بعد سقوطه المحلي المفاجئ وسجل دزينة أهداف كاملة في مباراتين، فيما استعاد اتلتيكو مدريد هيبته التي افتقدها في أول جولتين.

ويأمل الفريق الملكي في الاستفادة قدر الإمكان من القمة المبكرة بين غريمه المحلي وجاره اللدود، لكن هذه الاستفادة ستكون مؤقتة لا أكثر ولا اقل.
أما في انجلترا فلا صوت يعلو فوق صوت مانشستر سيتي بعدما كسب ديربي المدينة ضد جاره اللدود يونايتد وواصل حصد الانتصارات المتتالية.
ويرى المدير الفني الاسباني بيب جوارديولا ان الوقت ما يزال مبكرا بعد 5 جولات حقق فيها العلامة الكاملة، لكنه لا يخفي أيضا رغبته في عدم إظهار الرحمة أو التعاطف مع المنافسين.
وفي صراع صدامي من هذا النوع لا يمكن لأحد التهاون حتى لوهلة وإلا دفع الثمن غاليا، فلا وقت للعناق أو القبلات في حرب تكسير العظام.
وفي المقابل يعيش المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو واحدة من فتراته الصعبة بعد الآمال العريضة التي وصلت معه إلى مانشستر يونايتد، وهو سيلاقي في الجولة المقبلة البطل ليستر سيتي بعدما خسر الجولتين الأخيريتين.
جماهير الشياطين الحمر ترى ان الملايين التي اهدرت على الصفقات الجديدة لم تحقق المرجو منها والسبب في اختيارات المدرب حسب قناعتهم.
فريق قوي آخر في البريميرليج عادت إليه أنيابه بمنتهى الحدة، وهو ليفربول الذي قدم مباراة لا تنسى امام تشيلسي وتقول المؤشرات أن كلمته ستكون مسموعة جدا حتى أكثر ربما من الحانرز والبلوز.
وأخيرا تمر سنوات النعيم التي عاشها باريس سان جيرمان في فرنسا من عنق الزجاجة في الموسم الحالي مع بداية متعثرة، ويشكل السقوط في القمة امام موناكو جرس انذار واضح مع انطلاقة الموسم.
هذه البدايات المثيرة في الدوريات الأوروبية تؤكد أن الموسم الطويل المنتظر سيكون عامرا بالندية والمنافسة الحامية على جميع الجبهات، وهو الأمر الذي يصب أولا وأخيرا في مصلحتنا نحن المتفرجين.