مقترح بإنشاء محطة لمراقبة طبقة الأوزون في السلطنة

بلادنا الأربعاء ٢١/سبتمبر/٢٠١٦ ٠٠:٠٦ ص
مقترح بإنشاء محطة لمراقبة طبقة الأوزون في السلطنة

مسقط - سعيد الهاشمي

احتفلت وزارة البيئة والشؤون المناخية أمس باليوم العالمي لحماية طبقة الأوزون وتدشين مبادرة "مظلة الأوزون تحمي مستقبل أبنائنا" برعاية وكيل الوزارة سعادة نجيب بن علي الرواس.
من جهتها، أكدت جامعة السلطان قابوس سعيها إلى تشجيع البحث العلمي في هذا المجال وذلك من خلال تقديم مقترح بإنشاء أول محطة مراقبة وقياس سمك طبقة الأوزون في السلطنة.
وقال مدير عام الشؤون المناخية إبراهيم بن أحمد العجمي في كلمة الوزارة: لاحظ الباحثون والعلماء في منتصف سبعينيات القرن الماضي تآكل واستنفاد في طبقة الأوزون فوق القارة القطبية الجنوبية نتيجة للأنشطة البشرية والصناعية.
وأشار إلى أنه تم البدء الفعلي في الاحتفال باليوم العالمي لحماية طبقة الأوزون في 16 سبتمبر من عام 1995م لتصادفه مع ذكرى توقيع بروتوكول مونتريال بشأن التحكم في المواد المستنفدة لطبقة الأوزون، حيث يحدد هذا البرتوكول الإجراءات والاستراتيجيات والخطط الواجب اتباعها على المستوى العالمي والإقليمي والمحلي للتخلص تدريجيا من المواد المستنفدة لطبقة الأوزون كما يدعو الى تكريس الجهود لتنفيذ أنشطة تتـفـق مع أهداف البروتوكول وتعديلاته.
وأضاف العجمي: إيماناً من السلطنة بمساندة جهود المجتمع الدولي في التصدي لتحديات تآكل واستنفاد طبقة الأوزون فقد انضمت إلى كل من اتفاقية فيينا لحماية طبقة الأوزون وبروتوكول مونتريال بشأن التحكم في المواد المستنفدة لطبقة الأوزون وتعديليه في كل من لندن وكوبنهاجن وذلك بموجب المرسوم السلطاني السامي رقـم (73 / 98)، كما صادقت في عام 2004م على تعديلي البروتوكول المذكور في كل من مونتريال وبكين وذلك بموجب المرسوم السلطاني السامي رقم (106 / 2004) مؤكدة بذلك اهتمامها ودعمها المستمر لجهود المجتمع الدولي في مواجهة التحديات المعنية بالبيئة والشؤون المناخية.

سياسات وبرامج

ومن أجل ضمان تحقيـق متطلبات الامتثال ببروتوكول مونتريال، بين العجمي أن السلطنة ممثلة بوزارة البيئة والشؤون المناخية قامت بتنفيذ عدة سياسات وبرامج وجهود في هذا الشأن منذ عام 2001م حتى تاريخه منها التحكم في استيراد المواد المستنفدة لطبقة الأوزون من خلال العمل بنظام إصدار تراخيص لحماية طبقة الأوزون، وكذلك تنفيذ عدد من المشاريع والدراسات بالتعاون مع بعض المنظمات البيئية الدولية كان من أبرزها مشروع خطة إدارة المبردات، ومشروع خطة التخلص النهائي من مواد الكلوروفلوروكاربونات، ومشروع استراتيجية التخلص التدريجي من مواد الهيدروكلوروفلوروكاربونات، كما تم إنشاء وحدة وطنية للأوزون ثم تم رفع مستواها التنظيمي إلى قسم لحماية طبقة الأوزون منذ عام 2008م، بالإضافة إلى تحديث لائحة مراقبة وإدارة المواد المستنفدة لطبقة الأوزون الصادرة بالقرار الوزاري رقم ( 243/2005 ) عدة مرات خلال السنوات الماضية كان آخرها التعديل الذي تم بموجب القرار الوزاري رقم ( 67/ 2015 )، بالإضافة الى تنفيذ العديد من البرامج والفعاليات الخاصة بالتوعية والتثقيف بأهمية حماية طبقة الأوزون.
وذكر العجمي أن هذه السياسات والبرامج والجهود ساهمت في خفض معدلات استهلاك المواد المستنفدة لطبقة الأوزون في السلطنة خلال فترة وجيزة من تطبيقها، وبهذه المناسبة، وضمن فعاليات احتفالات السلطنة باليوم العالمي لحماية طبقة الأوزون لهذا العام 2016م وبعد التنسيق والتعاون بين كل من هذه الوزارة، ووزارة التربية والتعليم، ومركز الدراسات والبحوث البيئية بجامعة السلطان قابوس، والمدرسة العصرية العالمية، فقد تم تدشين مبادرة هذه الوزارة بعنوان ( مظلة الأوزون.... تحمي مستقبل أبنائنا ) التي تنقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسية.
وأوضح أن القسم الأول من هذه المبادرة عبارة عن إطلاق مسابقة للرسم بين فئتين من طلبة المدارس الحكومية التابعة لوزارة التربية التعليم في محافظات السلطنة هما الفئة الأولى (من الصف الخامس إلى الصف السابع) والفئة الثانية (من الصف الثامن إلى الصف العاشر) خلال الفـترة من 20 سبتمبر 2016م إلى نهاية شهر فبراير 2017م في مجال حماية طبقة الأوزون وتغير المناخ، أما القسم الثاني من هذه المبادرة فهو عبارة عن تجميع وحصر للجهود والتجارب الناجحة والمساهمات التي تقوم بها الجهات الحكومية المختصة والمؤسسات والمراكز الأكاديمية والبحثية وشركات القطاع الخاص في مجال حماية طبقة الأوزون ومواجهة تحديات التغيرات المناخية.
ويتضمن القسم الثالث من هذه المبادرة تجميع وحصر للمساهمات والتجارب الناجحة لأفراد المجتمع في منازلهم أو ممتلكاتهم أو مشاريعهم من اجل حماية طبقة الأوزون ومواجهة تحديات التغيرات المناخية.

الطريق إلى التعافي

من جانبه قال مدير مركز البحوث والدراسات البيئية بجامعة السلطان قابوس د. ياسين عبدالرحمن الشرعبي إن برتوكول منتريال الذي تم التوقيع عليه منذ 29 سنة (16 سبتمبر 1987)، يعد أول اتفاقية في مجال البيئة تحضي بموافقة كل دول العالم، ما أدى إلى وضع طبقة الأوزون على الطريق المؤدي للتعافي بحلول منتصف هذا القرن.
وأضاف: هذا ما يجعل بروتوكول منتريال نموذجا وقصة نجاح عالمية نتمنى أن يحتذى بها في اتفاقية باريس للحد من تأثيرات التغيرات المناخية، وقد ساعد التخلص من استخدامات المواد المستنفدة للأوزون الخاضعة للرقابة وما نجم عن ذلك من تخفيضات، لا في حماية طبقة الأوزون خدمة لهذا الجيل والأجيال القادمة فحسب، بل شكل مساهمة كبيرة أيضا في الجهود المبذولة على صعيد العالم لمعالجة تغير المناخ، ووفر الحماية لصحة الإنسان وللنظم الإيكولوجية من خلال الحد من وصول الأشعة فوق البنفسجية الضارة إلى الأرض.
وأوضح أنه يراد من احتفالية هذا العام التأكيد على الجهود الجماعية التي لم تفتأ تبذلها الأطراف في اتفاقية فيينا وبروتكول مونتريال على مدى العقود الثلاثة الماضية في ما يتصل بإصلاح طبقة الأوزونن، فضلا عن الالتزام العالمي بالتصدي لتغير المناخ. وهذا ما يجسد اختيار شعار هذا العام الأوزون والمناخ: استعادتهما من قبل عالم متحد.