تآكل الشواطئ.. ظاهرة تؤرق أهالي كروان والصبارة بصحار

بلادنا الأربعاء ٢٧/يناير/٢٠١٦ ٠٠:٠٥ ص
تآكل الشواطئ.. ظاهرة تؤرق أهالي كروان والصبارة بصحار

صحار - حمد بن عبدالله العيسائي

ناشد عدد من المواطنين القاطنين بمنطقتي كروان والصبارة بولاية صحار بضرورة إيجاد الحلول اللازمة للحد من ظاهرة تآكل الشواطئ، حيث اصبحت هذه الظاهرة تشكل خطرا على الاهالي يوما بعد يوم وربما تصل الى مرحلة عالية من الخطورة ويكلف تصحيحها الكثير من المال والموارد والمعدات ان لم تجد من يتصدى لها بالتخطيط السليم ومتابعة وتنفيذ الحلول اللازمة لها.
وقد اقتربت مياه البحر من منازل المواطنين، وفي بعض الاماكن لا يفصلها سوى 3 امتار عن المنازل، وتمت معالجة الوضع بصفه مؤقتة الا ان الاهالي يطالبون بإيجاد حلول طويلة الامد.
"الشبيبة" التقت بعدد من الاهالى للوقوف على هذه الظاهرة وما تشكله من اضرار وتخوف من دخول مياه البحر الى منازلهم.

ظاهرة مؤرقة

خالد بن علي بن عبدالله السدراني يقول: ان ظاهرة تقدم البحر وتآكل الشواطئ باتت تؤرق راحة الاهالي القاطنين على الساحل وبخاصة الذين يعملون في مهنة مزاولة الصيد، مطالبا الجهات المختصة بالتدخل لحماية الممتلكات من هذه الظاهرة ووضع حلول طويلة الامد وليس معالجة الامر لمدة زمنية قصيرة لكي لا تعود مرة اخرى.
ويؤكد السدراني أنه كان يجب ان يكون هناك تدخل وحلول جذرية لهذه الظاهرة منذ عدة سنوات وقبل ان تتفاقم ويصل الامر الى هذه المرحلة.
المواطن عبدالله بن صالح البلوشي يقول إن شاطئ بحر منطقة كروان اصبح مشكلة تهدد سكان هذه المنطقة حيث ان البحر يتقدم مع مرور الايام وبخاصة عند الهيجان، وتقترب المياه من المنازل الواقعة على ضفاف هذا الشاطئ، واصبح من الصعب على الصيادين ارساء قواربهم، وقد تم التنسيق مع عضو المجلس البلدي ممثل الولاية علي بن درويش العجمي وتم وضع رمال لتقليص الاضرار ولكن للاسف فإن هذه الرمال لم تصمد ونحن نطالب الجهات المختصة ببذل الجهود اللازمة للحد من هذه الظاهرة.

قطع الطريق على الشاطئ

الشيخ قاسم بن علي بن عبدالله السدراني يقول: مع مرور الايام فإن ظاهرة تآكل الشواطئ في ازدياد مستمر ومياه البحر تزحف نحو منازل الاهالي القاطنين على الشاطئ بمنطقتي كروان والصبارة بالولاية، والذين يمارس اغلبهم مهنة صيد الاسماك. وتزداد الخطورة اثناء عملية المد والجزر، ما أدى الى قطع الطريق المار على الشاطئ بسبب امواج البحر كما أدى الى جرف بعض معدات الصيد.
وأضاف: يبذل الاهالي جهودا مضنية في محاولتهم المستمرة وبامكانياتهم المتواضعة من خلال وضع مخلفات البناء امام منازلهم لمنع وصول الامواج، الامر الذي تعارضه وزارة البيئة والشؤون المناخية، ومطالبتهم المستمرة للمسؤولين في المحافظة بالتحرك السريع لايجاد الحلول لحماية المنطقة من زحف مياه البحر ويزداد تخوفهم من دخول مياه البحر الى منازلهم وبخاصة في أيام الرياح الموسمية وارتفاع مستوى الامواج ومطالبتهم في الاسراع بإقامة الحماية اللازمة او تعويض المنازل الواقعة على شاطئ البحر بمواقع اخرى.
وأشار السدراني إلى أن سعادة الشيخ محافظ شمال الباطنة وجه لجنة الشؤون البلدية بولاية صحار الى سرعة تدارس الوضع في المنطقتين والاجتماع بالمسؤولين مع بلدية صحار وادارة البيئة والشؤون المناخية لايجاد انسب الحلول لتفادي تأثر المنطقة بهذا المد البحري.
وقال: اسفر اللقاء حول تولي المسؤولين بوزارة البيئة والشؤون المناخية تدارس الوضع ووعدوا بتقديم عدة مقترحات الى لجنة الشؤون البلدية لاختيار الانسب والاسرع.

حل مؤقت

ويطالب الاهالي بإقامة كاسر امواج يمتد من مرسى الصيد البحري باتجاه الشمال لحماية منطقة كروان واقامة كاسر امواج اخر في منطقة الصبارة او اية حلول اخرى تحمي المنطقتين. وعلى ضوء ذلك، والى ان يتم التوصل الى حلول جذرية فقد تولى عضو المجلس البلدي ممثل ولاية صحار علي بن درويش العجمي التنسيق والتواصل مع رئيس المجلس البلدي بمحافظة شمال الباطنة سعادة الشيخ المحافظ الذي توصل مع المسؤولين في الجهات المعنية حول قيام الشركات العاملة بميناء صحار الصناعي بالتعاون مع الاهالي من خلال نقل الرمال التي تتم ازالتها من حوض الميناء اثناء الصيانة الدورية وهي بطبيعتها رمال بحرية ليتم نقلها بالشاحنات الى امتداد الشاطئ لمنطقة كروان لتكوين حاجز رملي لحماية الشاطئ بصفة مؤقتة الى ان يتم ايجاد الحلول الدائمة من قبل الجهات المعنية.
كما قامت بلدية صحار بتوفير معدات الجرافة لتوزيع تلك الرمال وتمهيد الطرق التي قطعتها مياه البحر، ما اشعر المواطنين بالارتياح لهذه الخطوة التي يتمنون ان يعقبها خطوات اخرى لحلول دائمة لهذه الظاهرة الطبيعية التي تهدد سكان المنطقتين.

ميناء الصيد البحري

عضو المجلس البلدي ممثل ولاية صحار علي بن درويش العجمي يقول ان ظاهرة تآكل الشواطئ في ولاية صحار اصبحت مزعجة لدى المواطنين حيث ان مياه البحر قريبة جدا من منازل الاهالي بمنطقتي كروان والصبارة وفي عام 2013 بدأت تتفاقم هذه الاشكالية بسبب احلال رمال الشاطئ.
وأضاف: تقدمت برسالة الى والي صحار رئيس لجنة الشؤون البلدية بالولاية وتم تشكيل فريق من اللجنة لدراسة هذه الظاهرة في المنطقة الممتدة من مجيس الى الصبارة لان هذه المناطق ليست متأثرة بطريق الباطنة الساحلي وقد تمت مشاركة مختصين من جامعة السلطان قابوس وتم التوصل إلى تأثر هاتين المنطقتين بعد انشاء ميناء الصيد البحري بالولاية، فعند اصدار التراخيص اللازمة لانشاء ميناء الصيد لم تقم الجهات المعنية بدراسة التأثيرات التي اصبحت تشكل عائقا لدى سكان المناطق القريبة منه، وفي الاونة الاخيرة تم الاتفاق مع احدى الشركات العاملة بميناء صحار الصناعي وبشكل ودي بالتعاون مع بلدية صحار لإنزال الرمال على الشاطئ البحر في منطقة كروان لمعالجة هذه الظاهرة بشكل مؤقت، وما زلنا في انتظار ردود وزارة البيئة والشؤون المناخية لإيجاد الحلول المناسبة.