اليمين الإسرائيلي يحاصر القدس بالعنصرية

الحدث الثلاثاء ٢٠/سبتمبر/٢٠١٦ ٢٣:٥١ م
اليمين الإسرائيلي يحاصر القدس بالعنصرية

القدس المحتلة – زكي خليل

يحدث هذا كل يوم خميس في وسط القدس الغربية المحتلة ، اذ يقوم عشرات من أعضاء منظمة "الهباه" اليمينية الإسرائيلية المتطرفة بمسيرة في ساحة صهيون بشارع يافا. وهم يرتدون ملابس سوداء ويرفعون شعارات عنصرية ضد الفلسطينيين، وتجري في ظل هذه الأجواء اعتداءات كثيرة وحدثت في الأشهر الأخيرة فقط عشرات الاعتداءات وتقريباً في جميع الحالات أغلقت ملفات التحقيق تحت ذريعة عدم توفر إثباتات.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية في تقرير خاص بهذا الشأن أن شابين فلسطييين جلسا يوم الخميس وفي ساعات الليل في مركز المدينة قرب ساحة صهيون يتناولان مشروباً، وتقدم نحوهما وبصورة مفاجئة عدد من الشبان وسألاهما عما يفعلان، واتخذ افراد المجموعة قرار حكم بحقهما حتى قبل ان يستكملا عبارتهما الأولى، اذ اتضح من ردهما بأنهما فلسطينيان، وبدأ أفراد المجموعة بكيل الشتائم لهما ولاذ أحدهما بالفرار وانهال العنصريون على الشاب الآخر بالضرب، والركل وهم يصرخون "عربي، نفاية، انصرف من هنا، هذه ليست مدينتك، هذه مدينتنا"
وتمكن الشاب من الفرار بعد عدة دقائق ورفع أفراد المجموعة المتطرفة شعارات "انتصار وفرح"، وبدأوا بالبحث عن ضحايا أخرى، هؤلاء أعضاء في منظمة "الهباه".
يحدث هذا ومنذ فترة طويلة في وسط المدينة، اذ يقوم شبان غوفشتاين (رئيس منظمة لهباه) بمسيرة اسبوعية ويؤكد شهود عيان بأن هذه المسيرات تنتهي عادة بتحريض وعنف لفظي واحياناً بعنف جسدي على شبان فلسطينيين ووثق خلال العامين الأخيرين اكثر من 20 حادث اعتداء على الفلسطينيين في تلك المنطقة، ويدعون في سلطة فرض القانون بأنهم يجدون صعوبة بوضع حد لذلك.
وأنهى تومي حسون عمله في فندق "جيروساليم غولد" الواقع قرب المحطة المركزية في الساعة الحادية عشرة مساء، وتوجه إلى محطة حافلات وكان يتحدث مع صديقه من القدس الشرقية بالعربية، ومر الاثنان قرب مجموعة من عشرة شبان يهود، وسمع هؤلاء الاثنين يتحدثان بالعربية وألقى أحدهم علبة شراب على حسون، الذي تجاهل ذلك، وبعد عدة دقائق قاموا بمهاجمته بلكمات وزجاجات ولم يردعهم عن ذلك قول الشاب بأنه درزي خدم في الجيش الإسرائيلي وفي مقر الرئيس الإسرائيلي.
حسون تمكن من الفرار وتوجه إلى المحطة المركزية حيث تلقى اسعافات أولية ونقل إلى المستشفى، وقام صاحب محل تجاري كان شاهد عيان على الاعتداء على حسون باستدعاء الشرطة، لكن لم يتم توثيق الحادث بآلات تصوير الحراسة واعتقل عدد من الشبان وأوصت الشرطة بتقديمهم للمحاكمة ورغم اعتراف مؤسسة التأمين الوطني الإسرائيلية بأن حسون أصيب في عمل عدائي، الا ان النيابة العامة الاسرائيلية أعلنت الأسبوع الماضي، أي بعد عام ونصف من وقوع الاعتداء عن اغلاق ملف التحقيق تحت ذريعة عدم توفر اثباتات.
لم يكن هذا الحادث الأول وبالتأكيد ليس الأخير، لكنه نال تغطية إعلامية لأن حسون درزي وليس من القدس الشرقية المحتلة ، وقع خلال السنوات الأخيرة عدد كبير من اعتداءات يهود على فلسطينيين في القدس واعتقلت شرطة الاحتلال في بعض الحالات مشبوهين، لكن لم تنته الإجراءات في جميع الحالات تقريباً بتقديم المعتدين للمحاكم.
وعلى سبيل المثال تم الاعتداء على سائقي حافلات فلسطينيين في حادثين مختلفين ولم تقدم لوائح اتهام في الحادثين، كما اعتدى مشجعو فريق كرة القدم الاسرائيلي "بيتار القدس" وبعد فوز فريق أنباء سخنين على فريقهم، على ندوة جابر وبناتها من بلدة أبو غوش خلال سفرهم في سيارتهم، وجراء عدم ثقة الفلسطينيين بالشرطة فإن اعتداءات كثيرة لا تقدم تقارير عنها لشرطة الاحتلال.
وفي إطار تشديد القبضة الحديدية على المقدسيين؛ يبدأ الاحتلال الإسرائيلي قريبا بتطوير شبكة كاميرات التصوير والمراقبة والرصد التي ينصبها في أنحاء البلدة القديمة بالقدس المحتلة وما حولها، حيث رصد مبلغ 30 مليون شيقل (نحو 8 مليون دولار أمريكي)، تُصرف على مدار العشر سنوات المقبل، لتنفيذ جملة من التحسينات على مئات الكاميرات المنتشرة فيها.
وقد رسا مؤخرا عطاء لتنفيذ هذا المشروع على شركة "رام " الإسرائيلية، حيث ستتولى تنفيذ التحسينات المطلوبة، على مئات الكاميرات ومركز التحكم الموصول مع شبكة الكاميرات، حيث سيتم اجراء تحسين في جودة الكاميرة والصورة التي تلتقطها وتقوية مقاطع الفيديو، وجودة المشاهدة، كما سيتم ادخال برنامج تقني محوسب جديد ومتطور جدا للشبكة ومركز التحكم أيضا، يحسّن من تشغيل الكاميرات وإمكانية تحليل المعطيات الواصلة الى مركز التحكم.