الخلاف الروسي الأمريكي يتسع في سوريا

الحدث الثلاثاء ٢٠/سبتمبر/٢٠١٦ ٢٣:٥٠ م
الخلاف الروسي الأمريكي يتسع في سوريا

نيويورك – ش – وكالات

حذرت واشنطن من ان الغارات الجوية التي استهدفت قافلة شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية في ريف حلب الغربي مما أسفر عن مقتل 12 شخصا تثير تساؤلات حول رغبة موسكو في محاولة انقاذ الهدنة.
وقال مسؤولون أمريكيون ان الضربة نفذت من قبل طائرات النظام السوري او حلفائه الروس وعلى موسكو تحمل المسؤولية على كل حال.
وافاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جون كيربي ان "الولايات المتحدة صعقت لدى تلقيها نبأ استهداف القافلة الإنسانية بالقرب من حلب. وقال مسؤولون إنه لا يمكن أن يكون هناك أي عذر لاستهداف عاملي مساعدات إنسانية.
وصرح كيربي أن "وجهة هذه القافلة كانت معروفة من قبل النظام السوري والاتحاد الروسي"، مشيرا إلى أن "العاملين في إيصال هذه المساعدات قتلوا خلال محاولتهم إيصال المساعدة إلى الشعب السوري".
وكان كيربي يتحدث في نيويورك حيث يشارك الرئيس باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال كيربي "في ضوء الانتهاك الفاضح لوقف العمليات العدائية سنعيد النظر في آفاق التعاون مع روسيا"، في اشارة إلى التعاون العسكري الذي كان يفترض ان يحصل بين واشنطن وموسكو بموجب اتفاق جنيف الذي ارسى الهدنة في سوريا.
وذهب مسؤولون أمريكيون طلبوا عدم كشف هوياتهم ابعد من ذلك. وقال احدهم ان "الروس عليهم مسؤولية الامتناع عن هذا النوع من الاعمال وعليهم ايضا مسؤولية منع النظام السوري من القيام بها".
وأضاف "لذلك في الحالتين على الروس ان يظهروا بسرعة وبطريقة واضحة أنهم ملتزمون هذه العملية". وسيحاول وزير الخارجية الأمريكي التحدث إلى نظيره الروسي سيرجي لافروف قبل اجتماع المجموعة الدولية لدعم سوريا.
وحذر مسؤول أمريكي من انه اذا كانت روسيا غير جادة في العودة إلى الالتزام بما اتفق عليه، فلن تكون هناك عملية سلام انقاذية. وأكد مسؤول آخر طالبا عدم كشف هويته "نشعر ان ما جرى اليوم يوجه ضربة قوية إلى جهودنا الرامية لإرساء السلام في سوريا". لكنه رفض الاعتراف في الوقت نفسه بأن الهدنة انتهت.
وقتل 32 مدنيا على الاقل مساء أمس الأول في غارات جوية بمحافظة حلب في شمال سوريا، بينهم 12 قتيلا سقطوا في استهداف قافلة مساعدات إنسانية في ريف المحافظة الغربي، وذلك بعيد اعلان الجيش السوري انتهاء الهدنة، كما افاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتوصلت واشنطن وموسكو إلى اتفاق ينص على وقف لإطلاق النار في سوريا بدأ سريانه مساء 12 سبتمبر، ويستثني مناطق سيطرة تنظيم داعش وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها عن تنظيم القاعدة). وتبادلت روسيا والولايات المتحدة منذ ايام الاتهامات حول اعاقة تنفيذ الاتفاق.

جريمة حرب
من جهتها عبرت الأمم المتحدة عن غضبها بعد قصف قافلة للمساعدات الإنسانية في سوريا مؤكدة انه اذا ثبت ان الهجوم كان متعمدا، فقد يعتبر جريمة حرب.
وصرح المبعوث الدولي إلى سوريا ستافان دي ميستورا أن "غضبنا من هذا الهجوم كبير جدا". وأضاف أن "هذه القافلة كانت نتيجة عملية طويلة من التراخيص والتحضيرات من أجل مساعدة مدنيين معزولين".
ودعا مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين إلى إجراء تحقيق. وقال "دعوني أكون واضحا: إذا تبين أن هذا الهجوم الوحشي كان استهدافا متعمدا للعاملين في القطاع الإنساني، فسيرقى إلى جريمة حرب".
وـضاف أوبريان "لا يمكن ان يكون هناك أي تفسير أو اعتذار أو سبب أو منطق لشن حرب على عاملين إنسانيين يحاولون الوصول إلى مواطنيهم الذين هم بحاجة ماسة إلى المساعدة".
وكان المتحدث باسم المنظمة الدولية ستيفان دوجاريك صرح ان هذه الشاحنات كانت ضمن قافلة مساعدات إنسانية مشتركة بين الأمم المتحدة والهلال الاحمر السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
من جهته اعرب منسق الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة للمعارضة السورية رياض حجاب خلال اجتماع في نيويورك عن أسفه لأن "العالم يتفرج" على المأساة الجارية في سوريا من دون ان يحرك ساكنا، رافضا في الوقت نفسه التعليق على اعلان النظام السوري انهيار الهدنة. ودان وزير الخارجية الفرنسي جان-مارك ايرولت "بأشد العبارات" الغارات الجوية التي استهدفت في شمال سوريا قافلة المساعدات.