قال صاحبي إن أحد المراجعين توفي اليوم، سألته بتعجب: هل هو أول مراجع يموت في بلادنا قبل أن يجد طلبه؟!
وعلقت على الموضوع بأن شهداء البيروقراطية معنا سيتكاثرون والقاتل مجهول وقد يكون اللوائح.
##
مواطن لديه مزرعة..
ممنوع أن يحفر بئراً فيها..
ممنوع أن يستفيد من مياه التحلية..
ممنوع أن يبني فيها بيتاً.
ربما يسمحون لأولاده أن يدفنوه فيها..
##
قابل معالي الوزير بعد أن نجا من حادث دهس أمام شارع الوزارات.
معاليه مقتنع بطلب المواطن لكن اللوائح والأنظمة تغل يديه.
##
تعقيد الإجراءات أصبح نكتة يجري تناولها في كل مكان كعلامة على سوء الإدارة.. والغريب أنها تروى على لسان من نعتقد أن بأيديهم القلم فلا يكتبون أنفسهم أشقياء.. فهل شقيت البلاد بخوفهم وجبنهم.. عن قول الحق في موقع حق!!
وفق منطق الأشياء فإن القوانين واللوائح توضع لتسهيل حياة البشر.. ومعنا تصبح مشنقة لوأد حياة البشر.
##
في الصين يعطى المستثمر الأرض وما يريد من تسهيلات.. أما شعارنا "استثمر بسهولة" فكذبة كبرى يجري تصديقها على المستوى الرسمي.. ويكذبونها في جلساتهم الخاصة.
أحد المستثمرين لديه موقع سياحي رااائع جدا.. حيث مزرعته تطل على موقع جميل، ويحاول أحد الاثرياء وربما المتنفذين شراء المكان بثمن يتضاعف كل بضعة أشهر.. المواطن يريده مشروع العمر. ويبقى الفضل للتسهيلات الحكومية أنها تعرقل مشروعه!!
##
قبل 25 عاماً كتبت قصة بعنوان "الروتين وسور المقبرة" تحكي عن مواطن يطالب بتسوير مقبرة قريته.. وصلت الموافقة بعد وفاته.. واستدعوني حينها في الجهة المعنية احتجاجاً.
بعد ربع قرن لم يتغير شيء.. ويبدو أن التغيير في جبهات وجهات عدة.. يسير.. للوراء.
##
في ظل وجود المدعوة البيروقراطية وعماء اللوائح، بديهي أن يفكر مواطن أو مستثمر في.. واسطة.. أو رشوة.