بيونجيانج تواصل تطوير برنامجها البالستي

الحدث الثلاثاء ٢٠/سبتمبر/٢٠١٦ ٢٣:٤٩ م
بيونجيانج تواصل تطوير برنامجها البالستي

سول – ش – وكالات

اكدت كوريا الشمالية امس الثلاثاء انها اختبرت بنجاح محركا جديدا وقويا لصاروخ مما يشكل تقدما اضافيا في اطار جهودها للتزود بصواريخ بالستية عابرة للقارات.
وتاتي هذه التجربة بعد اطلاق اكثر من 20 صاروخا واجراء تجربتين نوويتين هذه السنة ما يعطي الانطباع بان الدولة المعزولة تسرع تطوير ترسانتها رغم المعارضة الدولية الشديدة.
وقالت وكالة الانباء الرسمية ان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-اون، دعا بعد ان اشرف على التجربة في قاعدة سوهاي الفضائية في غرب البلاد، المسؤولين والعلماء والخبراء التقنيين الكوريين الشماليين الى "انجاز الاستعدادات لاطلاق قمر صناعي قريبا".
ويأتي هذا الاعلان في الوقت الذي سرت فيه تكهنات حول امكانية ان يحتفل النظام الستاليني في 10 اكتوبر بالذكرى السادسة والثمانين لتأسيس "حزب العمال الكوري"، الحزب الحاكم والاوحد في البلاد، باطلاق قمر اصطناعي.
كما دعا كيم الى اجراء المزيد من عمليات اطلاق الصواريخ من اجل ان تتمكن "البلاد من ان تمتلك في غضون سنوات قليلة اقمارا اصطناعية تدور في المدار الجغرافي الثابت".
ونشرت "رودونغ سينمون" اكبر صحيفة في كوريا الشمالية، على صفحتها الاولى صورة للزعيم الشاب وهو يضحك وكذلك خلال اشرافه على التجرية من مركز مراقبة.
واكدت وكالة الانباء الرسمية ان هذا المحرك يؤمن للبلاد "قدرة نقل كافية لاطلاق انواع مختلفة من الأقمار الصناعية، بما في ذلك اقمار اصطناعية لمراقبة الارض".
وقال شاي يون-سيوك الخبير في مسائل الصواريخ في معهد الابحاث الفضائية في كوريا الجنوبية الذي تقع مختبراته الرئيسية في دايجيون بجنوب سيول ان كوريا الشمالية وعبر هذه التجربة "تقترب من هدفها امتلاك صواريخ بالستية عابرة للقارات يمكن ان تضرب الارض الاميركية".

تجربة بالستية جديدة قادمة
اضاف الخبير نفسه ان "البرنامج الفضائي الكوري الشمالي يركز على تطوير آليات اطلاق يمكن استخدامها بسهولة لصواريخ بدلا من تطوير اقمار اصطناعية جديرة بهذا الاسم".
وقالت هيئة اركان الجيوش الكورية الجنوبية ان التجربة التي اعلن عنها الثلاثاء تهدف الى التحقق من ادراء "محرك قوي يمكن ان يستخدم لصواريخ بعيدة المدى".
واجرت كوريا الشمالية مطلع الشهر الجاري تجربتها النووية الخامسة والاقوى وذلك بعيد اطلاقها العديد من الصواريخ البالستية. وقد اكدت في التاسع من ايلول/سبتمبر انها اختبرت رأسا نوويا يمكن تركيبه على صاروخ.
واذا نجحت كوريا الشمالية في تصغير قنبلة نووي يمكن وضعها على صاروخ، وفي الوقت نفسه زيادة وتحسين مدى ودقة الصواريخ، فيمكنها تحقيق هدفها الرسمي وهو امكانية ضرب الارض الاميركية.
وقالت الوكالة الرسمية ان كيم جونغ-اون رحب بالتقدم الذي حققه نظام في مجال التقنيات الدقيقة "على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة في البلاد".
وتخضع كوريا الشمالية التي لا تملك نظريا حق امتلاك برامج نووية او بالستية، لعقوبات اقتصادية قاسية فرضها مجلس الامن الدولي. الا انها لم تردعها عن مواصلة العمل لتحقيق اهدافها.
وذكر يانغ مو-جين الاستاذ في جامعة الدراسات الكورية الشمالية المؤسسة التي تتخذ من سيول مقرا لها، بان بيونغ يانغ حددت خطة للتطور الفضائي مدتها خمس سنوات وتنتهي خلال العام الجاري.
وقال ان "هذه التجربة الجديدة تعلن عن اختبار جديد لصاروخ بالستي عابر للقارات". واضاف ان "التجربة المقبلة التي ستقدم على انها اطلاق قمر اصطناعي ستجرى عندما يتبنى مجلس الامن الدولي عقوبات جديدة مرتبطة بالتجربة النووية الاخيرة، او عند اجراء الانتخابات الرئاسية الاميركية في تشرين الثاني/نوفمبر".
وتعمل واشنطن التي تمتلك انظمة عدة مضادة للصواريخ مع سيول حاليا لنشر الدرع المضادة للصواريخ "ثاد".
وتثير هذه الخطوة قلق بكين التي تخشى ان تشكل هذه التقنيات المتطورة تهديدا للامن الاقليمي.
وتسعى الاسرة الدولية حاليا لاقناع بكين بالتدخل لدى كوريا الشمالية. وتريد الصين من جهتها استئناف المفاوضات السداسية مع كوريا الشمالية والتي تضم ايضا الولايات المتحدة واليابان وروسيا وكوريا الجنوبية.

تعاون دولي
من جانبه قال البيت الأبيض في بيان إن الولايات المتحدة والصين اتفقتا على تنشيط التعاون في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بعد أن أجرت كوريا الشمالية تجربتها النووية الخامسة.
وقال دبلوماسيون في الأمم المتحدة إن الصين والولايات المتحدة بدأتا مناقشات بشأن قرار محتمل في الأمم المتحدة لفرض عقوبات ردا على التجربة النووية التي أجرتها كوريا الشمالية في وقت سابق هذا الشهر.
وكان وزراء خارجية الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية قد التقوا في نيويورك يوم الأحد قبل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة لبحث تصعيد الإجراءات ضد كوريا الشمالية وتعزيز التعاون فيما بينها بعد خامس وأكبر تجربة نووية لبيونجيانج.
وأجرت كوريا الشمالية هذه التجربة في التاسع من سبتمبر في تحد لعقوبات الأمم المتحدة التي شُددت في مارس آذار.
ويُعد الاجتماع الذي عُقد بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ووزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا ووزير الخارجية الكوري الجنوبي يون بيونج-سي أول اجتماع بينهم منذ أحدث تجربة نووية. وستكون هذه التجربة إحدى القضايا الرئيسية التي سيناقشها زعماء العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع.
وقال الوزراء الثلاثة في بيان مشترك إن استخفاف كوريا الشمالية بقرارات الأمم المتحدة المتعددة التي تحظر برامجها الصاروخية والنووية يدعو إلى زيادة الضغوط الدولية عليها.
وأضاف البيان أن الوزراء "ناقشوا العمل المهم الذي يجري حاليا في مجلس الأمن لفرض مزيد من العقوبات على كوريا الشمالية وبحثوا اتخاذ إجراءات أخرى محتملة من جانبهم ولاسيما سبل تقييد مصادر الدخل بشكل أكبر بالنسبة لبرامج جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية الصاروخية والنووية بما في ذلك (مصادر الدخل التي تأتي )من خلال أنشطة غير قانونية.
"وأكدوا أنهم مازالوا مستعدين لإجراء محادثات موثوق بها وحقيقية تهدف إلى نزع السلاح النووي لجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية النووية بوسيلة يمكن التحقق منها."
وقالت الولايات المتحدة إنها مستعدة للتفاوض مع كوريا الشمالية إذا التزمت بنزع سلاحها النووي وهو ما ترفض كوريا الشمالية أن تفعله.
وحثت واشنطن بكين أهم مساند دبلوماسي وشريك تجاري لبيونجيانج أن تفعل المزيد لكبح جماح كوريا الشمالية.
وأبدت الصين غضبها لكوريا الشمالية بعد أكبر تجربة نووية أجرتها حتى الآن ولكنها لم تقل بشكل مباشر ما إذا كانت ستدعم تشديد العقوبات عليها. وقالت الصين إنها تعتقد أن العقوبات ليست الرد النهائي ودعت إلى العودة إلى المحادثات.