نصائح لاحتواء الطفل الاستفزازي

مزاج الثلاثاء ٢٠/سبتمبر/٢٠١٦ ٢٢:٢٧ م
نصائح لاحتواء الطفل الاستفزازي

مسقط- ش
تربية الأطفال ليست بالعملية اليسيرة، خاصة إذا كان هذا الطفل صاحب شخصية استفزازية أو كان محباً لإثارة المشكلات، وهو في هذه الحالة يحول حياة أمه لجحيم، لذا تعتبر تريبة هذا الطفل في ذاتها تحديا كبيرا، الأمر الذي يجهد الأب والأم، ولاسيما باقي أفراد الأسرة بانتهاج استراتيجية معينة من أجل تقديم شخصية هذا الطفل، حتى تصبح قادرة على تحمل المسؤولية دون خلق أية مواقف متناقضة في شخصيته.
وينصح خبراء الصحة النفسية للأطفال بضرورة إظهار الأم مشاعرها نحوه، بحيث تتأكد من أن طفلها يعي تماما أنها تحبه حتى لو تكره سلوكه السيء، وبالتالي يجب أن تحاول دوما أن توصل إليه هذه الرسالة، مستغلة الوقت الذي تتواجد فيه بمفردها معه، مثل وقت الاستحمام أو أثناء توصيله إلى المدرسة لإخباره بمشاعرها، وللعب معه أيضا، كما يمكنها أن تمنحه اهتمامها الكامل للنشاط الذي يرغب في القيام به، وأن تحرص على أن تظهر له مدى استمتاعها باللعب معه وتمضية الوقت معه، تعتبر هذه الأوقات الإيجابية مهمة جدا في تعزيز تقديره للذات، وهي تقوده إلى مزيد من الأوقات الإيجابية.
وعلى الأم ان تحرص أن تشجع طفلها دوما على التصرف بأسلوب جيد ومناسب، محاولة أن تحدي من فرص ظهور سلوكه الاستفزازي والمثير للغضب
وهذه التكتيكات الصغيرة مهمة جدا في عملية تكوين شخصية الطفل، لأن كل تجربة يمر بها في السنوات العشر الأولى من عمره، إيجابية كانت أم سلبية، تؤثر بشكل أو بآخر في نمو الدماغ وطريقة بناء موصلاته العصبية والحسية، ويمكنك أن تساعديه لبناء شخصيته وتكوين ذاته، من خلال استباق المشكلات وتفادي المواقف الصعبة ومنعها من التكرر، ومن خلال مساعدته في تذكر ما يجب فعله بدلا من تصحيح أخطائه.
ولابد كذلك أن تحرص الام على خلق الأجواء المناسبة في المنزل، لأن تلك الأجواء تساعد الطفل على بناء ثقته بذاته، وتحثه على التعلم وخوض التجارب الجديدة من دون الخوف من الفشل، مثلا، أزيلي الأشياء سريعة العطب والهشة التي تتحطم بسرعة، واخلقي مكانا مريحا لكي يلعب من دون أن يخاف هو من تخريب الأغراض التي تخصك، وكي لا ترغمي دوما على توجيه اللوم له، فيما لو حطم إناء أو مزق ستارة، الأهم من كل ذلك، أن تختاري له الألعاب التي تعجبه وتثير اهتمامه، إضافة إلى حفظها ووضعها في مكان يمكنه الوصول إليه دون مساعدتك، بهدف بناء ثقته بذاته، وبقدرته على فعل بعض الأمور بمفرده.
وخططي دائما للخروج معه، ولكن بعد التأكد من سد حاجات طفلك، مثلا إذا كان طفلك من النوع الذي ينفعل ويتململ عندما يكون جائعاً، احرصي على إطعامه وإشباعه قبل خروجكما للتسوق، إذا كانت العادة تنص على تناول الطعام في المطبخ، اقترحي على طفلك أن يلعب بقطع البازل في مكان آخر، كي لا يرغم على إزالتها عندما يحين موعد تناول الأكل إلى مائدة الطعام.
واحرصي على وضع حدود واضحة على الالتزام في الأوقات المناسبة، حيث يحتاج طفلك إلى معرفة ما تتوقعين منه، إلا أنه عليك أن تتأكدي أولا من قدرتك على المضي بخطواتك تلك، وعدم التراجع عنها، حتى يحصل على بعض الاستثناءات، فمثلا إذا كنت متأخرة عن موعد العمل، لا بأس عندها من عدم طلبك منه توضيب ألعابه التي افترش بها الأرض.
واعتمدي نمطا معينا والتزمي به، في العادة، كي يشعر الأطفال بارتياح أكثر عندما يعرفون مسبقا بما يجب أن يفعلوه لاحقا، لهذا يفضل دوما أن تخبري طفلك بأي تغير قد يطرأ في برنامج نشاطه، مثلا، يجب تنبيهه دوما إلى أنه يمكنه أن يلعب بعد خمس دقائق قبل أن يعود إلى المنزل.
وحاولي أن تحددي مشاعر القلق لديه: فإذا سمعتيه ينوح، فهذا تنبيه لك في التوقف عن القيام بما تفعلينه والاهتمام به، في هذه اللحظة، اسأليه إذا كان يحتاج إلى مساعدتك واستمعي له جيداً. وقدمي له خيارات محدودة عندما تستشعرين بظهور المشكلات: مثلا، اسأليه إذا كان يرغب في شرب الحليب بواسطة الكوب الأحمر أو الأزرق، بعد ذلك، حاولي أن تحتوي سلوكه من خلال إعلامه بما يجب أن يفعله لا بما يجب ألا يقوم به، كل مرة يجب أن تتحلين بالصبر، لأنه يحتاج إلى تكرار التعليمات ذاتها بعد ساعة، لكونه صغيرا وينسى بسرعة التفاصيل، وهو يحتاج إلى من يدربه على عملية التذكر.
ضعي نفسك في مكانه وحاولي أن تتخيلي ما يمكن أن يحققه جراء سلوكه الاستفزازي والمتهور: فمن خلال مراقبتك ماذا يجري إثر اعتماده تصرفات استفزازية، واسألي نفسك “هل يحصل على انتباهك؟ هل يتفادي شيئا لا يحبه أو لا يجيد القيام به؟هل يصبح الجو أكثر هدوءا أو أكثر إثارة؟”، وعندما تحصلين على جواب تتمكنين من مساعدته في الحصول على ما يريد بطريقة حضارية وغير استفزازية.
وحافظي على هدوئك لاسيما في حال تعقد الأمور مثلا، خذي نفسا عميقا، ثم اتخذي موقفا يتسم بالهدوء والحكمة، لأنك بذلك تقدمين له مثالاً حضارياً لكيفية التصرف في المواقف الحرجة أو المتشنجة.
أما في الأوقات التي يفقد الطفل أعصابه ويكون في حالة هيجان، يستحسن الاعتماد على بعض الخطوات مثل: الابتعاد عنه قليلا، وترك بينكما مسافة آمنة تجعلك في موقع وسطي بينه وبين العالم من حوله، لا تحاولي أن تحثيه على القيام بأي فعل في هذه اللحظات، ولا تتحدثي معه، لأنه يكون غير مستعد للاستماع لك بل يمكنك ذلك، عندما يستعيد هدوءه ويزول غضبه، وحينها ساعديه على التعبير عن مشاعره من خلال الكلام، وعلميه كيفية التفريق بين مشاعره وتصرفاته أو أعماله، بأن تقولي له: "لا بأس من الشعور بالغضب، ولكن لا يمكنك أن ترمي الكراسي أو تحطمها "، دعيه يعلم أنك تحبينه وساعديه على التفكير في كيفية إمكانية حل المشكلة المرة المقبلة.