يوسف البادي.. أول عماني يتخرج بتخصص "علوم الطيران"

مزاج الثلاثاء ٢٠/سبتمبر/٢٠١٦ ٢٢:٢٤ م
يوسف البادي.. 
أول عماني يتخرج بتخصص "علوم الطيران"

صلالة- عادل سعيد اليافعي

يعد يوسف بن راشد بن عبيد البادي أول طالب عماني يتخرج من الجامعة بمجال الطيران من جامعة (آمبري ريدل) في ولاية فلوردا بالولايات المتحدة الأمريكية، وهي جامعة خاصة تأسست عام ١٩٢٦م. حيث اختار البادي تخصص بكالوريوس علوم طيران وطيار الرخصة التجارية، وهندسة كهربائية وحاسب آلي، تخصص بكالوريوس علوم طيران وهو عبارة عن أربع سنوات دراسية تشمل التطبيقي والنظري منها، وغالباً يأخذ المنظور التطبيقي (وهو الطيران والتعامل مع أجهزة الطائرة بشكلٍ مباشر) الحيّز الأكبر من المساحة الدراسية.
يقول البادي: من أساسيات نجاح الجامعة في تدريس بكالوريوس علوم الطيران الجودة والكيفية، ففي الكثير من الأحيان طريقة التدريس تأخذ طرقها الثلاث لتوصيل الفكرة، وهي النظري ومن ثم التطبيق على جهاز المحاكاة، وأخيراً يتم تخطيط موعد الرحلة والتطبيق الكامل واقعياً. كما ان التخصص أيضاً يقرّب الصور الماضية في عالم الطيران من حوادث وكوارث للطالب، والاستفادة منها والكيفية في تجنبها، كما ان التخصص كذلك يشمل عدة مجالات دراسية منها: الهندسة والصيانة والسلامة، وقانون الطيران، والمجال البشري، والمجال الإداري للطيران والمطارات، ومجال المراقبة الجوية، ومجال الطقس والمناخ. ومن اهم العوامل التي تدفع الانسان للنجاح هي الفكرة المعروفة عن الجامعة في خطوط الطيران سواءً الأمريكية أو غير الأمريكية هي جاهزية الطالب المتخرج للعمل مباشرة؛ لأن المنهجية التي تتبعها الجامعة قوية وصارمة وقريبة جداً إلى الواقع الحقيقي لخطوط الطيران والمطارات المحلية للولايات المتحدة الأمريكية والدولية منها.

لماذا الطيران ؟
وحول اختياره هذا التخصص بعينه عن بقية التخصصات يشير البادي: الدافع النفسي والفضول المعرفي ساقني إلى طريق الطيران والفضاء، والذي أصبح موهبةً فيما بعد كما ان السياق التطبيقي الذي تعودت عليه في كلية الحرس السلطاني العُماني التقنية شجعني على التمسك بتخصصٍ يكون فيه التطبيق أقرب إلى طبيعة العمل. كما ان الامر الاجمل في التخصص هو التعرف على ذاتك أكثر والمعروف بمجال (العامل البشري)، فالتركيبة الإنسانية تضل كما هي ولكن الكيفية في التعامل معها تصنع الفارق. فعلى سبيل المثال: الطيران في النهار ليس كما في الليل، فطريقة عمل أعضاء الجسم تختلف بعض الشيء ما بين الليل والنهار، فعلى سبيل المثال تتطلب العين الإكسجين في الليل أكثر من النهار وتخصص علوم الطيران يمنحك الفرصة للتعرف على معظم مجالات وأسس الطيران وإدارة المطارات بواسطةِ الأكاديميين الذين عاشوا التجربة وبصورها المختلفة.

لماذا امريكا ؟
وحول اسباب اختياره الولايات المتحدة الأمريكية دون غيرها يقول البادي: الدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية فرصة وتجربة دراسية اعتز بها كونني انتسب لأفضل الجامعات، والمعترف فيها على مستوى العالم في مجال الطيران والحرية والمرونة في اختيار مواد تخصصات الطيران، والطيران بشكل خاص يعتبر من المجالات المتوفرة في ساحة الميدان خاصة في فلوريدا التي ادرس فيها.

تجربة فريدة
وعن تجربة الحياة والدراسة في أمريكا وماذا أضافت له على الصعيد الأكاديمي و الشخصي يضيف البادي: ان تجربتي على شقين، فعلى الصعيد الأكاديمي فمجال الطيران دقيق ومرن في آنٍ واحد، دقيق لأنك وبشكل مستمر تتعامل مع أرقام وأوامر تستلمها من برج المراقبة ويجب أخذها مأخذ الجد، ويصبح مرن عندما تطور من نفسك بالتدريب والقراءة أكثر؛ لأَنَّ معلوماتك هي قوتك بها وتشعرك بالثقة والارتياح أكثر، كذلك في عالم الطيران لا يوجد شيء غير مهم؛ قانون الطيران وكما يقول الخبراء كتب من دم البشر، خلاصة القول السلامة هي الحل لتجنب أي عائق لأي رحلة، أو كما يقول أهل الخبرة افعل كل شيء وكأنّ كل الناس تراك. ومجال الطيران والفضاء شامل لكثير من التخصصات وواسع الهوية. والتطوير فيه مستمرٌ؛ والهدف منه راحة الزبون للوصول إلى مبتغاه في أقصر وقت ومسافة ممكنة.
أما على الصعيد الشخصي فكان السفر بشكل عام تجربة جميلة لاستكشاف العالم عن قرب، والتعرف على الكيان الإنساني من حضارةٍ وتطورٍ صناعي وتكنولوجي، والأهم من هذا كله هو الانخراط مع قوة النظام في المجالات المختلفة. وبشكل خاص تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية مصدراً للكثير من التقنيات والدراسات الحديثة، التي تثري الإنسان بحياة أفضل وبتجربة مثيرة منها تصبح مديراً لذاتك تعتمد على نفسك في إدارة وقتك وإنهاء واجباتك اليومية الدراسية والترفيهية والعملية أيضاً والتعرف والاحتكاك على ثقافات وعادات أخرى والعكس تماماً ومن مختلف أنحاء العالم فيه يكون الحوار والتعايش سليم وإيجابي.

تحقيق الانجاز
وعن كيفية الأسلوب الذي أتبعه ليصل إلى هدفه يبين البادي: ان المثابرة والاستمرارية في الاجتهاد والإسلوب التحفيزي لذاتي كلها عوامل ساهمت في تشكيل مسار الحلم إلى حقيقة كما ان التصالح مع النفس يساهم كثيراً على الرضا بالمقسوم؛ ومنها يعطيك دافع أكثر للعمل بإخلاص كما ان كسب الناس بكل مراحلهم التعليمة والعملية والثقافية يسهم في خلق بيئةٍ صديقة ومسالمة، فالحياة الجامعية ليست فقط قلم ودفتر، بل هي الصرح الذي ستقضي أكثر وقتك فيه، أكثر من مكان نومك.
واخيرا لا بد ان اشكر صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد -حفظه الله ورعاه- وعائلتي الكريمة ووزارة التعليم العالي والملحقية الثقافية لسلطنة عمان بواشنطن وكلية الحرس السلطاني العُماني التقنية وجامعة آمبري ريدل للطيران.