هل يسبب القمر الزلازل؟

أندرو جريفين-ترجمة: خالد طه

وفقا لبحث جديد، فانه من الممكن أن يسبب القمر زلازل ضخمة بسبب الضغط الذي يضعه على كوكب الأرض. وكان العلماء يشتبهون منذ زمن طويل في أن القمر له دور ما في الزلازل الكبرى التي تضرب مناطق مختلفة من العالم وغالبا ما تسبب أعدادا ضخمة من الموت والدمار.
ولكن حتى الآن لم يستطع العلماء إثبات هذا الدور، ولم يتم كذلك إثبات وجود علاقة بين نشاط القمر وتلك الزلازل.
إن موجات المد العالية تحدث في العادة بسبب جاذبية القمر فينتج عنها تحرك مياه المحيطات. ولكن يحدث مرتين كل شهر، عندما يكون القمر جديدا أو كاملا، بحيث تكون موجات المد مرتفعة بشكل كبير، حيث يكون كل من القمر والأرض والشمس على خط واحد مما يؤدي إلى مد مرتفع بشكل زائد.
وعندما يحدث ذلك، فقد يؤدي إلى ضغط زائد على سطح الأرض فيجهد خطوط الصدع مما يؤدي إلى حدوث زلازل، كما ذكرت الدراسة التي يقودها ساتوشي إيد من جامعة طوكيو وهي منشورة في دورية ناتشر لعلوم الأرض. وقد ظل العلماء يعتقدون منذ زمن طويل أن هذا صحيح ولكن لم يتسن لهم التأكد من ذلك.
وقد كشف العلماء ذلك من خلال النظر إلى مقدار الضغط الذي يمكن أن تضعه موجات المد على خطوط الصدع الجيولوجية، وذلك باستخدام معلومات تم جمعها من الزلازل الكبيرة الأخيرة.
ووجد الباحثون أن الزلازل الكبيرة جدا – مثل تلك التي حدثت في سومطرة عام 2004 وفي تشيلي واليابان عام 2011 – تميل إلى الحدوث حول الأوقات التي يصل فيها ضغط المد والجزر إلى أعلى مستوياته. وقد كشف العلماء أن تسعة زلازل من الزلازل الاثنى عشرة الكبيرة المسجلة حدثت عندما كان القمر كاملا أو جديدا.
ويمكن أن يساعد هذا الكشف على التنبؤ بمتى توشك تلك الزلازل الكبيرة على الحدوث. ولكن رغم أن العلاقة قد تكون موجودة، فأيا كان وضع القمر فهو لا يمثل إلا فرصة ضئيلة لحدوث مثل تلك الزلازل، لذلك قد يكون من الصعب التنبؤ على هذا الأساس.
ومن غير الواضح أن نفس هذا التأثير يحدث بالنسبة للزلازل الأصغر.

خدمة إندبندنت - ش