الفلبين خالية من المخدرات بعد ستة اشهر

الحدث الاثنين ١٩/سبتمبر/٢٠١٦ ٢٢:٢٠ م

مانيلا – ش

قال الرئيس الفلبيني رودريجو دوتيرتي يوم امس الأحد إنه يحتاج إلى ستة أشهر أخرى في حربه على المخدرات وقال إنه لم يدرك مدى عمق مشكلة المخدرات في بلاده إلا بعد توليه الرئاسة قبل شهرين.
وفاز دوتيرتي‭ ‬بالرئاسة في مايو متعهدا بقمع الجريمة والقضاء على المخدرات وتجار المخدرات خلال ما بين ثلاثة وستة أشهر. وكان دوتيرتي رئيس بلدية دافاو سابقا.
وقالت الشرطة المحلية إن أكثر من 3500 شخص قُتلوا أو نحو 47 شخصا يوميا خلال الأسابيع العشرة الماضية منهم 58 في المئة على يد مهاجمين مجهولين والباقي خلال عمليات للشرطة ضد تهريب المخدرات.
وقال دوتيرتي في لقاء مع وسائل الإعلام في دافاو "لم أكن أعرف مدى حدة وفداحة مشكلة المخدرات في هذه الجمهورية إلا بعد أن أصبحت رئيسا."
وأضاف إن هناك الآن "مئات الآلاف من الأشخاص يعملون في تجارة المخدرات بالفعل"بعضهم يعمل في الحكومة.
وقال "سنحتاج إلى وقت لوضع الأمور في نصابها. امنحوني تمديدا قليلا ربما ستة أشهر أخر."
وانتقد دوتيرتي الأمم المتحدة والولايات المتحدة اللتين انتقدتا تصاعد عمليات القتال في الفلبين منذ شنه حملته لمكافحة المخدرات.

دعوات أمريكية للتحقيق
من جهة اخرى دعا مسئولون أمريكيون وحقوقيون إلى فتح تحقيق مستقل فى مزاعم أدلى بها "قاتل تائب" قال إن رئيس الفلبين رودريجو دوتيرتى أمر بقتل ألف من المجرمين ومن خصومه عندما كان رئيسا لبلدية دافاو لأكثر من عشرين عاما.
وقال الرجل أمام لجنة تحقيق تابعة لمجلس الشيوخ أنه شارك مع مجموعة من الشرطيين فى قتل نحو ألف شخص فى دافاو بأمر من دوتيرتى بين 1988 و2013 وأن دوتيرتى قتل بنفسه أحد الضحايا.
وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر "هذه مزاعم خطيرة ونحن نأخذها على محمل الجد، إننا نتفحصها".
ويقول معارضو دوتيرتى إن أعمال القتل فى دافاو انتشرت إلى مختلف أنحاء الفلبين بعد تولى دوتيرتى السلطة. وجهت الاتهامات بالقتل خلال تحقيق مجلس الشيوخ فى أعمال قتل خارج القانون فى الحملة المستمرة ضد تجار المخدرات التى أدت إلى مقتل أكثر من ثلاثة آلاف شخص خلال 72 يوما من تنصيب دوتيرتى رئيسا.
وحثت منظمة هيومن رايتس ووتش مانيلا على السماح للأمم المتحدة بالتحقيق فى المزاعم. وقال مدير المنظمة فى آسيا براد آدامز فى بيان أنه "لا يمكن أن يقوم الرئيس دوتيرتى بالتحقيق مع نفسه، لذلك من الضرورى أن يطلب من الأمم المتحدة القيام بهذا العمل".
أقر دوتيرتى أو انكر فى مناسبات عدة تورطه فى سرايا الموت خلال حملة الانتخابات الرئاسية فى مايو والتى حقق فيها فوزا ساحقا بعد أن تعهد بقتل عشرات الآلاف من المجرمين.
وتجاهل دوتيرتى المزاعم الأخيرة التى وصفها مساعدوه بأنها "أكاذيب".
ودعا ادسل لاغمان عضو مجلس النواب الفلبينى دوتيرتى الجمعة إلى تعيين لجنة مستقلة لتحديد هويات الفاعلين والضحايا.
ولم يعرف مصير الشاهد ادغار ماتوباتو بعد أن رفض رئيس مجلس الشيوخ اكيلينو بيمنتل حليف دوتيرتى منحه الحماية. وقال بيمنتل لفرانس برس "ليس هناك ما يوحى بأن هناك ما يهدد حياته أو سلامته" وأن شهادته لا علاقة لها بأعمال القتل الاخيرة التى تحقق فيها لجنة المجلس.
لكن عضوة المجلس ليلى ليما رئيسة اللجنة قالت "أريد أن تعرف الأمة جمعاء أن (أعمال القتل هذه) شبيهة بما حدث فى دافاو. هناك سياق متصل".

أوباما يصافح دوتيرتي
في الخامس من سبتمبر الحالي قال الرئيس الأمريكى باراك أوباما إنه أبلغ الرئيس الفلبينى رودريجو دوتيرتى بضرورة اجتماع فرق البلدين مشيرا إلى أنه لا يأخذ تصريحات أدلى بها دوتيرتى فى وقت سابق على محمل شخصى.
وقال أوباما إن الشراكة بين البلدين يجب أن تتسق مع حكم القانون والأعراف الدولية.وكان دوتيرتى قد هاجم أوباما وقال إنه لن يسمح بأن يلقنه أحد درسا يتعلق بعمليات القتل دون محاكمة فى إطار الحرب على المخدرات بالفلبين.
وأدت تصريحات دوتيرتى لإلغاء كان مقررا بين الرئيسين.لكن مسؤولين قالوا إن الزعيمين تصافحا وتبادلا حديثا لفترة وجيزة بما يخفف من حدة الأزمة التى حدثت قبل انعقاد قمة الآسيان فى لاوس.

"لا تتعاطوا المخدرات"
في اواخر اغسطس الفائت رحب رئيس الفلبين رودريجو دوتيرتى بأكثر من مئة عامل فلبينى عادوا لديارهم بعد أن تركوا دون عمل فى مخيمات فى الصحراء بالسعودية محذرا "لا تقربوا المخدرات".
وكان الرئيس الفلبينى قد تعرض لانتقادات شديدة بسبب حملته لمكافحة المخدرات التى قتل المئات خلالها.
واكتسبت حرب الفلبين على المخدرات بعضا من التأييد الشعبى لكن موجة قتل صدمت الجماعات المدافعة عن حقوق الإنسان ودفعت الولايات المتحدة الحليف المقرب من مانيلا للتعبير عن قلقها.
وانتقد دوتيرتى الأمم المتحدة هذا الشهر بعد دعوتها لإنهاء عمليات القتل. وقال دوتيرتى للعمال العائدين بعد رحلة طيران استغرقت عشر ساعات تقريبا من الدمام بالسعودية "تجنبوا المخدرات بأى ثمن لأنها قد تكلفكم حياتكم."
ويواجه عمال النفط والإنشاءات الذين تخلت السعودية عن ألوف منهم بسبب أزمتها الاقتصادية صعوبات من أجل الحصول على فرص عمل ومزايا بعد عودتهم.
وقال رونى سوريلا (47 عاما) وهو عامل بناء عاش عشر سنوات تقريبا فى السعودية "فقدت عملى فاضطر أبنائى لترك دراستهم الجامعية وغضبوا منى ولكن ماذا يمكننى أن أفعل؟" وأضاف أنه لم يتقاضى أجرا منذ ثمانية أشهر.
وأرسل الفلبينيون العاملون خارج البلاد تحويلات قياسية بلغت 13.2 مليار دولار فى النصف الأول من 2016. وتحويلات العاملين بالخارج محرك رئيسى للاستهلاك فى الفلبين الواقعة فى جنوب شرق آسيا.
وتعهد الرئيس للعمال العائدين بدعم الاقتصاد وتوفير فرص عمل.
ونما الاقتصاد الفلبينى بنسبة سبعة بالمئة فى الربع الثانى من العام بالمقارنة بالفترة نفسها من العام الماضى وهو أعلى معدل نمو منذ ثلاث سنوات.