التهديدات الامنية قد تعزز فرص ترامب

الحدث الاثنين ١٩/سبتمبر/٢٠١٦ ٢٢:٢٠ م
التهديدات الامنية قد تعزز فرص ترامب

نيويورك – ش – وكالات

استأنف المرشحان لانتخابات الرئاسة الاميركية الجمهوري دونالد ترامب والديموقراطية هيلاري كلينتون امس الاثنين حملتيهما في اجواء امنية متوترة جدا، بعد تفجيرين وهجوم بالسلاح الابيض في نهاية الاسبوع اعادت مسائل الارهاب الى قلب الحملة.
لكن التبعات السياسية لهذه الحوادث في نيويورك ومينيسوتا لا يمكن التكهن بها. فقضية الامن القومي لم تعد بالفائدة بشكل واضح على اي من المرشحين، استنادا الى ردود الفعل على الاعتداء على ناد لمثليي الجنس في اورلاندو في يونيو او الاعتداءات التي وقعت في اوروبا.
وقد جعل المرشح الجمهوري القلق الامني في صلب حملته. ومنذ اشهر وخصوصا بعد اعتداء اورلاندو، يقدم نفسه على انه رجل العودة الى النظام. وهو يريد ادراج صعود تنظيم داعش في حصيلة اداء باراك اوباما ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون.
وكتب قطب العقارات الثري في تغريدة على موقع تويتر للرسائل القصيرة مساء الاحد ان "هجمات السبت تكشف فشل سياسة اوباما/هيلاري كلينتون اللذين لا يمكنهما ضمان امنكم". واضاف "معي، ستصبح اميركا آمنة مجددا".
ويدعو ترامب الى اغلاق انتقائي للحدود حسب دول المصدر، لمنع وصول ارهابيين. فهو يريد مثلا وقف استقبال اللاجئين السوريين ويدين مشروع منافسته الديموقراطية زيادة عددهم.
وقد افتتح مهرجانا انتخابيا مساء السبت بخطاب حربي بينما كانت دوافع الهجمات مجهولة بعد 24 ساعة على وقوعها.
وقال لانصاره في كولورادو سبرينغز "قبل ان انزل من الطائرة تماما انفجرت قنبلة في نيويورك ولا احد يعرف ماذا يحدث بالضبط. لكن يجب ان نصبح اكثر قسوة". واضاف "سنصبح اقسى واذكى واكثر حذرا".
وعبر عن اعتزازه بدعم اكبر نقابة لشرطة الحدود وكذلك اكبر نقابة للشرطة في البلاد الى جانب اكثر من 16 جنرالا واميرالا سابقا.
كما اكد المرشح الجمهورى للانتخابات أن الانفجار الذى هز مدينة مانهاتن بنيويورك ناجم عن قنبلة .
وأضاف ترامب- فى تصريحات له لدى خروجه من طائرته فى مطار بولاية كولورادو الأمريكية حسبما أفادت قناة (سكاى نيوز) الإخبارية امس الاول الأحد- "على أن أخبركم أن انفجارا ناجما عن قنبلة، هز مدينة نيويورك، ولا أحد يعرف بالتحديد ما يجرى هناك" .
من جانبها اكتفت المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون بالإشارة إلى أنها تلقت إيجازا حول الانفجار .
وكانت وسائل إعلام أمريكية قد أفادت الأحد أنه تم العثور على "آنية ضغط" موصولة بهاتف بالقرب من موقع الانفجار فى مدينة مانهاتن بنيويورك .
يشار إلى أن رئيس بلدية نيويورك بيل دى بلازيو كان قد قال إن المؤشرات الأولى تقول إن الانفجار كان متعمدا، لكن "ليس له صلة بشكل مباشر بأى تنظيم إرهابى".

لقاءات في الامم المتحدة
في مواجهته، تقمم هيلاري كلينتون الحليفة القريبة لباراك اوباما، باستخدام تجربتها السياسية لاكثر من ربع قرن.
والتقت الاثنين على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي، والاوكراني بترو بوروشنكو وكذلك رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي. وذكرت شبكة "اي بي سي" ان ترامب ايضا التقي الرئيس المصري، لكن فريق حملته لم يؤكد ذلك.
وتذكر وزيرة الخارجية السابقة في اغلب الاحيان محادثيها بانها كانت في قاعة الازمة مع الرئيس اوباما عند وقوع الهجوم السري على اسامة بن لادن في 2011، وتدين اندفاع خصمها الجمهوري الذي تعتبره خطرا عاما.
وقد هدفت من رد فعلها على انفجار نيويورك الى البرهنة على الهدوء. وبينما سارع ترامب الى التعليق على الحادث، دعت كلينتون الى توخي الحذر.
وقالت لصحافيين يرافقونها في طائرتها انه "من الحكمة دائما انتظار معلومات قبل الحديث عن اي استنتاج لاننا لسنا سوى في بداية العملية لمعرفة ما حدث".
وصرح تيم كاين المرشح لمنصب نائب الرئيس مع كلينتون، وابنه عسكري "ساعهد بحياة ابني نات الى هيلاري كلينتون". واضاف "ساثق بها لانها كانت في مركز التجارة العالمي عندما كان يبحث عن ناجين وكانت وزيرة للخارجية وكانت في فريق الامن القومي الذي اطلق مطاردة اسامة بن لادن وقام بتصفيته".
لكن الاميركيين منقسمون.
فقد كشف استطلاع للرأي نشرته قناة "فوكس نيوز" قبل نهاية الاسبوع ان 46 بالمئة من الاميركيين يولون في قضايا الارهاب والامن القومي ثقة اكبر لكلينتون.. مقابل 45 بالمئة يفضلون ترامب. وتسبب هذه القضية انقسامات داخل الحزبين ايضا.
وبعد اسبوع قضته بعيدا عن الاضواء، حضرت كلينتون تجمعا في فيلادلفيا امس الاثنين لالقاء خطاب يركز مبدئيا على الشباب. اما ترامب فحضر تجمعا عاما في فلوريدا.

"التصويت لترامب إهانة"

من جهته قال الرئيس الأمريكى باراك أوباما أثناء خطاب ألقاه بمؤسسة "تجمع السود" الأمريكية أنه فى حالة تصويت الأمريكيين ذوى الأصول الإفريقية للمرشح الجمهورى "دونالد ترامب"، سيعتبر الأمر "إهانة" شخصية له ولمسيرته السياسية وفقا لما نشرته الصحيفة البريطانية الإندبندنت. وطالب "أوباما" فى خطابه الأخير للمؤسسة المعنية بشئون السود فى الولايات المتحدة الأمريكية بعدم مقاطعة الانتخابات، مؤكدا أن التصويت أمر مهم وحيوى للمواطنين ذوى الأصول الإفريقية، مشددا ضرورة التصويت لمرشحة الحزب الديمقراطى "هيلارى كلينتون".
وهاجم "أوباما" فى خطابه الذى وصفته وسائل الإعلام العالمية بالحماسى المرشح الجمهورى "ترامب"، قائلا إن الأخير دأب طوال مسيرته المهنية على محاربة الحقوق المدنية والمساواة، والتقليل من دور الطبقة العاملة داخل أمريكا.
وسخر "أوباما" من اعتراف "ترامب" الأخير بأنه – أوباما – ولد فى أمريكا، قائلا إنه كان مهتم بأمر شهادة ميلاده أكثر من تغير المناخ وصعود تنظيم داعش وكوريا الشمالية والاقتصاد.
وقال الرئيس الأمريكى المنتظر مغادرته للبيت الأبيض خلال فترة لن تتعدى الشهرين إنه سيعتبر تصويت الأمريكيين ذوى الأصول الإفريقية لـ"كلينتون" هدية لختام مسيرته كرئيس لأمريكا.
بدورها، وجهت المرشحة الديمقراطية "هيلارى كلينتون"- التى حضرت المؤتمر- المديح لأوباما، معتبرة إياه واحدا من أفضل الرؤساء الذين قدموا للبيت الأبيض، لافتة فى نفس الوقت إلى تاريخها فى مساندة ودعم حقوق الأقلية السوداء فى أمريكا