" براتيسلافا" فشلت في تخفيف حدة مأزق الاتحاد الاوروبي

الحدث الاثنين ١٩/سبتمبر/٢٠١٦ ٢٢:٢٠ م

روما – باريس – ش

صعد رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي هجماته على زعماء الاتحاد الأوروبي الآخرين بعد اجتماع قمة للاتحاد في براتيسلافا وصفه بأنه لم يعدو عن كونه"رحلة بحرية لطيفة في بحر الدانوب."
وقال رينتسي في ختام الاجتماع الذي عُقد يوم الجمعة إنه غير راض عن البيان الختامي للقمة بعد استبعاده من مؤتمر صحفي مشترك للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند.
وانتقد بشكل خاص عدم وجود التزامات بشأن الاقتصاد والهجرة في البيان الختامي الذي وقع هو عليه أيضا.
وفي مقابلة مع صحيفة كورييري ديلا سيرا اليومية كثف رينتسي من انتقاداته على الرغم من أنه مازال غامضا بشأن الالتزامات التي كان يود أن يعلنها اجتماع القمة.
وقال"لا أعرف ماالذي تشير إليه ميركل عندما تتحدث عن (روح براتيسلافا).
"إذا سارت الأمور على هذا النحو فبدلا من روح براتيسلافا سنتحدث عن شبح أوروبا."
ويرهن رينتسي مستقبله على استفتاء يجري هذا العام بشأن خطته للاصلاح الدستوري.
ووعد رينتسي بالاستقالة إذا خسر الاستفتاء الذي يجري في الخريف وهو يعد ميزانية لعام 2017 يقول إنها ستخفض الضرائب على الرغم من تباطؤ الاقتصاد وارتفاع الدين العام لمستوى قياسي.
وقال"في براتيسلافا قمنا برحلة بحرية لطيفة في الدانوب ولكن كنت أتعشم الحصول على إجابات على الأزمة التي سببها انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وليس مجرد الذهاب في رحلة بحرية."
واتخذ رينتسي موقفا حادا مماثلا بشأن الميزانية التي ستُقدم الشهر المقبل وقال إنه لن تُجرى مفاوضات مع بروكسل وإنه ستتم استبعاد الأموال التي يعتزم إنفاقها على معالجة الهجرة وجعل إيطاليا أكثر أمانا في مواجهة الزلازل من قواعد الاتحاد الأوروبي بشأن حدود العجز.
وقال رينتسي إن دولا أخرى مذنبة بشكل أكبر من إيطاليا في خرق قواعد الميزانية وإن إيطاليا أوفت بالتزاماتها بشأن معالجة تدفق المهاجرين الذين يعبرون البحر المتوسط.
من جانب اخر قالت مارين لوبان زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليمينى الفرنسى لأنصارها إن "فرنسا ليست للبيع" فيما دشنت حملتها للانتخابات الرئاسية عام 2017 بتعهدها بالدفاع عن السيادة الوطنية إذا انتخبت.
وعلى مدى أشهر توقعت استطلاعات الرأى أن لوبان التى يعارض حزبها اليمينى المتطرف الهجرة والاتحاد الأوروبى ستصل إلى الجولة الثانية من الانتخابات المؤلفة من مرحلتين لكنها ستخسر فى جولة الإعادة التى ستجرى فى مايو أمام مرشح من التيارات الرئيسية.
وتصف لوبان نفسها بأنها "مرشحة الشعب" وأصرت طوال خطابها على أن "فرنسا لم تعد فى أيدى الفرنسيين."
وقالت لحشد مؤلف من نحو 6500 شخص كانوا يرددون هتاف "سنفوز" "هذه الانتخابات فى 2017 هى خيار قاس بين جانب واحد - فرنسا وسيادتها وهويتها وقيمها ورخاؤها - وجانب آخر يوجد فيه بلد لم نعد نعرفه وأصبح غريبا عنا."
وأطلقت الحشود صيحات الاستهجان عندما جاء ذكر ما يفترض أنها أوامر لباريس من "برلين وبروكسل وواشنطن" وأشادت لوبان بالناخبين البريطانيين لأنهم صوتوا فى يونيو حزيران على الانسحاب من الاتحاد الأوروبى قائلة إنها لا تستطيع الانتظار حتى تحذو فرنسا حذوها.
وخصصت لوبان معظم كلمتها لانتقاد الهجرة و"العادات السياسية الدينية التى تفد من الخارج" - فى إشارة مبطنة إلى المسلمين - لكنها لم تشر بشكل صريح إلى الإسلام أو الإسلاميين.
ويبدو أن هذا جزءا من استراتيجيتها لكى تبدو أكثر اعتدالا من والدها جان مارى لوبان مؤسس الحزب بهدف اجتذاب دعم من التيارات الرئيسية وربما بعض الناخبين المسلمين الذين خاب أملهم فى سياسات الأحزاب الرئيسية