تصاعد التوتر بين الخرطوم وجوبا

الحدث الاثنين ١٩/سبتمبر/٢٠١٦ ٢٢:١٩ م
تصاعد التوتر بين الخرطوم وجوبا

الخرطوم – ش – وكالات

تمر العلاقات بين دولتي السودان بحالة توترٍ متصاعدة في ظل استخدام كل من الخرطوم وجوبا للمتمردين من كلا الطرفين كأدوات ضغط لإدارة العلاقات الثنائية، حيث هدد السودان بإغلاق حدوده مع جنوب السودان، التي يفر عبرها اللاجئون من النزاع، في حال "لم تف جوبا بالتزامها" طرد المجموعات المسلحة التي تقاتل قوات حكومة الخرطوم.
ونقل المركز السوداني للخدمات الصحفية المقرب من السلطة عن وزير الدولة في الخارجية السودانية كمال اسماعيل قوله إن "النائب الأول لدولة الجنوب تعبان دينق تعهد لحكومة السودان بطرد الحركات من جوبا خلال 21 يوما، وأنه في حال عدم إلتزام حكومة جنوب السودان بهذا الإتفاق فإن الحكومة ستقوم بإغلاق الحدود معها إلى جانب إيقاف المعونات الغذائية".
وانفصل جنوب السودان عن الشمال في التاسع من يوليو 2011 بعد ستة اشهر من استفتاء اختار فيه سكانه الاستقلال، اثر اتفاق سلام انهى حربا اهلية استمرت 22 عاما.
الا ان حركات التمرد المسلحة على جانبي الحدود ادت الى توتر العلاقات بين حكومتي البلدين. ويتهم السودان جوبا بدعم المتمردين الذين يقاتلونها في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق المتاخمتين للجنوب.
وقال الوزير إنه "لا بد أن يتخذ جنوب السودان قراره السياسي بطرد الحركات بصورة واضحة". وزار دينق الخرطوم في 21 و22 أغسطس الماضي، في أول زيارة له بعدما تقلد منصب النائب الأول لرئيس جمهورية جنوب السودان، وأجرى محادثات حول المواضيع الخلافية بين الدولتين منذ الانفصال.
وكان الرئيس السوداني عمر البشير أمر في يناير الفائت بإعادة فتح الحدود مع الجنوب. وأعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة الجمعة ان اكثر من مليون شخص فروا من النزاع في جنوب السودان الى بلدان مجاورة، خصوصا بعد المعارك التي جرت بداية يوليو في جوبا.
وعلى الطرف الآخر؛ أعلنت المعارضة المسلحة في جنوب السودان بقيادة ريك مشار، يوم أمس أن مكتبها السياسي سيعقد في العاصمة السودانية الخرطوم، أول اجتماع له منذ تجدد الاشتباكات في يوليو الفائت مع القوات الموالية للرئيس، سلفاكير ميارديت.
وقال “سبت مقوك” القيادي في الحركة لوكالة أنباء الأناضول التركية إن “20 من أعضاء المكتب السياسي الذي يضم 28 عضوًا، وصلوا الخرطوم بالفعل قادمين من إثيوبيا وكينيا، لبدء اجتماعهم الذي سيستمر يومين برئاسة مشار”.
وأوضح مقوك إن “الاجتماع سيناقش مستقبل عملية السلام بعد الاشتباكات الأخيرة “لكنه رفض تقديم مزيد من التفاصيل حول مكان الاجتماع، وإن كان سيسمح للصحفيين بتغطيته".
وفي انتكاسة جديدة لاتفاق السلام الهش الذي أبرمه “سلفاكير” و”مشار” في أغسطس 2015 وسط ضغوط دولية، عاودت القوات الموالية لكليهما الاقتتال بالعاصمة جوبا في يوليو الماضي، مخلفة نحو 300 قتيل مع نزوح عشرات الآلاف.
وإثر المعارك غادر “مشار” جوبا إلى جهة لم يكشف عنها حتى إعلان الخرطوم الشهر الماضي اسضافته لـ”أسباب إنسانية وحاجته للعلاج”، وذلك بعد أيام من إعلان الأمم المتحدة إن بعثتها في الكونغو الديمقراطية أجلته من نقطة حدودية مع جنوب السودان.
وجاء إعلان الخرطوم متزامنا مع زيارة لـ”تعبان دينق” الذي عينه “سلفاكير” في نهايات يوليو الفائت نائبًا أولًا له، بدلًا من “مشار” قبل يومين من طرد الأخير له من حركته.